Friday, December 12, 2008

الباب الأخير


شكرا لكل من مر
أو كتب
أو تفاعل
أو أبدى محبة وودا
أو أعطى من خبرته ونصائحه
وعذرا لصمتي الماضي
وعذرا أكبر لصمتي القادم، حيث أن الظروف غير المواتية ستجعلني أتغيب حتى بدايات العام القادم
أنا بخير والحمد لله ، مجرد انشغالات عملية وأيضا معنوية
وحتى نلتقي لا أجد أفضل من هذه الأبيات التي أعشقها لنازك الملائكة تعبر عني لأختتم بها هذا العام

يا صمت نفسي عدتُ عدتُ اليك بعد سُرى سنينْ
ضاقتْ بتطوافي البحارْ
وشكا النهارْ
ماحمّلتْه رؤايا من عبء الحنينْ
لم ألقَ غيركَ لي نصيراً في ظلمةِ الليلِ المضلِ
فافتح ليَ البابَ الأخيرا
دعني أمرُ أنا وظلي
.
.

Thursday, November 27, 2008

أزرق غامق


زمان فى أيام المدرسة أو الجامعة، كان هناك أحيانا ما يضايقني أو يكأبنى ليوم أو عدة أيام، ولكن دائما كان يحدث بعد ذلك لي موقف جميل أو طريف يمحو كآبتي ويزيل الهم، موقف ليس بالضرورة أن يكون كبيرا، ربما مجرد لمسة أو ربته ممن يعنون لي شيئا، ربما أكثر أو ربما اقل ولكنها تبقى ومضات تشير لى بيدها فيبتهج قلبي بلا سبب
هكذا كانت سويعاتي تمضى فى مسارها المعتاد تقلبّّها أحيانا لحظات حزينة لتمسحها بعد ذلك لحظات أخرى جميلة وصافية

لى سنوات طويلة الآن أشعر أن اللحظات القاتمة تبقى لا تزول حتى أتناساها أنا بنفسي، ليس هناك ما يأتي بعدها ليجرفها، ولا بديل أمامي إلا تقبل هذه اللحظات أو الأيام أو الأسابيع والتعايش معها كرفيق لا أحبه ولكن لا حيلة لي إزاءه، وأسأل نفسي ما الذي تغير؟ هل صارت الحياة أكثر قسوة عن ذي قبل؟ أم هل أنا أصبحت ـ بفعل الوقت والتجربة ـ أقل قابلية للسعادة، أو ربما البسيط الذي كان يفرحنا فى الماضي لم يعد الآن ـ ونحن كبار ـ كافيا ليسعدنا ويفرحنا؟

لا أدرى، ولكن الحياة حلوة وظالمة فى نفس الوقت، وأخشى أن أجد نفسي أنزلق إلى ما كنت دائما أرفضه واستقبحه، وهو مضاهاة حياتي بحياة آخرين لأصل إلى شعور بالمرارة التي لا طائل من ورائها، وأتناسى أن حياتي أيضا مقارنة بملايين آخرين من البشر هى أفضل ومنعمة ومترفة أكثر
قرأت مرة أن المرارة التى تنتج من مقارنة حياتنا بحياة آخرين أسعد أو أكثر حظا تخلق فى الروح حالة تشبه تناول الشخص لسم ولكنه يظن أن الآخرين هم من سيموتون بفعل هذا السم، ولا يدرك أن السم فى جسده هو، والمضحك أنى مرات عدة ذكرت هذا التشبيه في مناسبات مختلفة للدلالة على اعتراضي على مقارنة ما لدينا بما لدى الآخرين والوقوع أسرى لهذه المقارنة، ولكن يبدو أننى لا أفعل ما أنصح به أحيانا

كم أنا بحاجة لشيء يسعدني مهما كان بسيطا حين تمر بى لحظات قاتمة

Saturday, November 22, 2008

الشتاء

أفتقد الشتاء

برودة الجو
الشمس الهزيلة
قطع القطن الرمادية فى السماء
لسعة الهواء فى وجهى
شوربة العدس وحمص الشام
البالطو والكوفية
بخار زفيرى على الزجاج
قعدة النادى فى الصباح
أصابع قدمي المثلجة ليلا
الخمول تحت شمس الظهيرة
خلو الشوارع من المارة ليلا
الحنين لدفء البيوت
اختلاط الروائح فى الغرف المغلقة
روب بابا الصوف الكاروه الأزرق وشال ماما الصوف البيج فى اسود
عدم البحث عن مكان ظليل لركن السيارة
مج الكاكاو وسخونته فى كفي
الأباجورة المضاءة من العصر
الطاقية التريكو ومن تحتها شعرى الطويل
نقرات المطر على جهاز التكييف
نظارة الشمس المتربة فى جرابها بدرج السيارة
الغسيل المبتل لأيام على الحبل
بيات أوانى الطعام خارج الثلاجة
منور العمارة الرطب والمظلم
الحذاء البووت
الدفء اللذيذ تحت البطانية فى الصباح
رؤية الشارع من النافذة لأن الشجر عارى
استحالة نومى مرتدية شراب مهما كانت برودة الجو
الدقائق المثلجة بعد خلع الملابس وقبل الاستحمام
سعال السيارة صباحا قبل إدارتها

أفتقد الشتاء

Wednesday, November 19, 2008

حكمة اليوم وكل يوم

All the power in any relationship lies in the hands of the person who cares least.

Sunday, November 16, 2008

سوسو

عملنا معا لمدة عام تقريبا منذ سنوات مضت
طويلة نحيفة لها ملامح فرعونية وشعر قصير، اجتماعية، ومن أبرز صفاتها التي أجمعنا عليها فى العمل أنها فتاة "جدعة"، لن تقصدها فى خدمة مهنية أو شخصية إلا وتنفذها وتستنفذ فى تحقيقها وقتها ومجهودها

لمدة شهرين لم نقترب من بعض كثيرا، حتى أتاحت لنا الفرصة الاحتكاك المباشر فى العمل، وهو ما يعنى السفر معا والإقامة لمدة يومين فى إحدى المدن الغريبة، وهو ما تكرر بعد ذلك وعمق من معرفتي بها

سوسو كانت مستقلة فى حياتها للغاية، ومجتهدة جدا، فمن يراها لن يدرك التواضع الشديد لخلفيتها الاجتماعية ولا أن لغتها الانجليزية الممتازة هى نتاج مجهود شخصي ودوؤب منها، وهى لا تنكر شيئا ولا تخجل من شيء

إذا كانت في علاقة حب جادة تكون مخلصة لمن تحب، وإذا لم تكن هناك علاقة جادة، فعلاقاتها عابرة تقصر أو تطول أحيانا مجرد ليلة وأحيانا تمتد لأسابيع، ولكنها تأمل دائما كما تقول فى حب حقيقي ينتهي نهاية تليق بجدية العلاقة

ذات مساء ممطر فى ذلك الفندق فى المدينة الغريبة كنا نشعر بفراغ وملل، أحسست ان مزاجها متعكر كثيرا على غير العادة، وطلبت منى أن نجلس سويا فى إحدى زوايا الفندق، ولاحظت أنها بدأت تشرب كأسا وراء الآخر ودخان سيجارتها حاجز بينى وبينها وأنا أحاول أن أشيح بوجهي عن الدخان وأمواجه المتعاقبة

أخذنا نتحدث فى مواضيع شتى ونأتي على ذكر هذا أو ذاك، ذكرت أنا عرضا اسم رجل ما فقالت لى فورا
ـ أكره هذا الاسم، فالرجلان اللذان سببا لي أكبر ألم فى حياتي كانا يحملان بالصدفة نفس الاسم

صمت فأنا لا أدرى هل هى مقدمة منها لتحكى ما فى صدرها، أم مجرد تعقيب لا يحتمل المزيد، ولكن سوسو واصلت بعد نفس ورشفة
ـ الأول اغتصبني وأنا في آخر سنة فى الجامعة، كنا معا ولكنه يومها أراد أن يأخذ أكثر مما اعتدت منحه، وبالقوة حصل على ما يريد، وستظل الحادثة محفورة فى ذاكرتي
والثانى عرفته لمدة عامين، وأقسم لك يا روز أنه كان يقبل قدمي كل ليلة ويبكى بالدمع إذا قلت له مازحة أنى أشك فى صدق حبه، ومع ذلك كان أجبن من أن يواجه أهله من أجلي، ألا ترين غرابة الصدفة أن يحمل الاثنان نفس الاسم رغم أنه غير شائع؟

استمرت جلستنا متوترة، هى متعكرة المزاج وحزينة لا تتوقف عن التدخين والشراب، وأنا صامتة أسمع كعادتي وتختزن ذاكرتي الأسماء والأفعال،
ومضت تحكى أنها تفعل ما تريد، فهى حرة فى حياتها وليست مدينة أو دائنة لأحد، ولكنها أيضا تحمل لوحدها مسئولية حريتها، فلم ولن تلجأ لأحد أيا كان ـ حتى أسرتها ـ فى حل مشاكلها
عندئذ وجدتني بلا وعى أتذكر ابن خالتي الذي يكبرني بعدة سنوات، وهو كان بمثابة أخ ثان لى أنا وشقيقاتي، وكان مشهورا فى العائلة بلقب الدون جوان، واللقب مصدر فخر له، ومصدر تسلية للعائلة، كان دائما يمازحنا ويحكى لنا مغامراته وآراءه فى الحياة والبنات، وكان أول من سمعته يقول ضاحكا: البنات الصايعة دايما يتبقى جدعة
خطر لى وقتها خاطر غريب أليس من الممكن أن يكون ابن خالتي هو مثلا الشخص الأول الذي حكت عنه سوسو؟ من يدرى؟
استمرت سوسو فى ذكرياتها الكئيبة، وشردت أنا أيضا بأفكاري بعيدا أسمعها ولا أنصت، سرحت فى ابن خالتي الذي أصبح زوجا وأبا، وتساءلت هل يا ترى يقول الآن لأبنته الجامعية ما اعتاد أن يقوله لنا "الصايعة دايما بتبقى جدعه"؟

Saturday, November 8, 2008

فيونكة الشلة


أربعة صديقات لا ينفصلن عن بعضهن، بينهن ود ومحبة وصداقة مراهقة صادقة وقوية حين كانت القلوب لا تزال على طبيعتها لم تلمسها بعد يد الزمن

سامية وهدى ونرمين وبلاك روز

بين سامية وهدى كان التقارب أوضح قليلا والألفة كانت أعمق بين نرمين وبلاك روز

سامية الأكبر سنا وصاحبة الشخصية القوية والناضجة بالنسبة لسنها، صاحبة الآراء السديدة والذكاء الواضح، كانت هي الملجأ عند تعرض أي من الثلاثة لمشكلة ما، تفكر فيها وتعطى النصيحة المخلصة، لذا قررنا يوما أن نمنحها لقب عقل الشلة

نرمين الأكثر نقاء وطيبة ورومانسية بل وسذاجة (نرمين هي الصديقة التي كانت من عادتها التأخير فى تدوينة خدش أو جرح أو كسر) قررنا فى يوم آخر أنها قلب الشلة

ثم فكرنا أن الشلة يجب أن يكون لها وجه، بمعنى آخر، اختيار الأجمل فينا لنمنحها لقب وجه الشلة، وهنا اختلفت الآراء، سامية رأت أن هدى هي الأجدر نظرا لأنها شقراء ذات عيون خضراء، بينما وجدت أنا أن مستويات الجمال متقاربة بشكل يجعل من الصعب اختيار واحدة كوجه للشلة، أما نرمين فلم يكن لها رأى محدد
حين رأت سامية اعتراض روز أن يذهب اللقب لهدى، عقبت ضاحكة أنها مجرد غيرة منى، وأضافت أن هدى وبلاك روز يذكراها بالمنافسة بين الشقراء صباح والسمراء سامية جمال فى فيلم الرجل الثانى!

اللقب فى النهاية راح لهدى

وتبقت بلاك روز بلا لقب، حاولن إيجاد لقب ما لها ولكن دون جدوى

كنا نأخذ هذا الموضوع على أنه مزاح بالطبع ولكنى كنت أيضا أراه يعكس عدم تميزي بصفة واضحة ومحددة، ربما كان بي شيئ من عقلانية سامية أو جمال هدى أو طيبة نرمين ولكن في النهاية لا توجد صفة واحدة يمكن بها تلخيصي أو القول أنها الأبرز في

وقتها كنت أرى أن افتقاد الصفة الواحدة المميزة عيبا، وأن هذا الافتقاد يعنى شخصية بلا طعم، ولو أنى فى مرحلة سنية لاحقة لم أعد أرى أن افتقاد الصفة الواحدة الكبيرة المميزة عيبا، بل ربما يكون ميزة، لا أدرى

المهم، فى ذلك الوقت نرمين أحست بحساسيتها الفطرية بضيقى من عدم وجود لقب لي، فوجدتها ذات يوم تقول أنها قررت منحى لقب فيونكة الشلة، وبررت بأن الفيونكة فى الشعر أو في البلوزة أو الفستان تزينها وهى ترى أنى زينة الشلة

لم أع تماما معنى هذا اللقب وقتها ولكنى قدرت لنرمين رقتها، وقد ضحكت كل من سامية وهدى حين علمتا باللقب واتفقن جميعا فى النهاية على أنى فيونكة الشلة

اكتملت الألقاب وأصبح للشلة عقل وقلب ووجه وفيونكه
ــــــــــ

بعد ثانوى ذهبت كل واحدة فى كلية مختلفة، وظلت الصداقة قوية حتى بعد تخرجنا من الجامعة، ثم كعادة كل الصداقات تتزاحم عليها المشاغل والخصوصيات ومشاريع الخطوبة والزواج والعمل والأصدقاء الجدد الخ ، ولكن الود بأقصى درجاته كان دائما موجودا ومجرد الالتقاء يلغى ما سبقه من شعور بالغيبة أو الابتعاد أو حتى بالبرود أحيانا

كيف سارت بنا الحياة بسخريتها؟

سامية أحبت حبا جارفا وهى لا تزال فى الجامعة، كنا فى السابق نقول أنه من الصعب أن تجد شابا يقنعها ويأسرها بشخصيته، فهي صاحبة الشخصية القوية والذكية، ولكنها وجدت من له شخصية أقوى وثقافة أكبر وذكاء حاد، وصمم الاثنان على الزواج قبل التخرج ورضخ الأهل لتستمر حياة زوجية صعبة فى العشر سنوات الأولى، شهدت فى البداية كفاح التأقلم وتدخلات الأهل والحالة المادية الصعبة والسكن مع الأهل لبعض الوقت ثم السكن بعد ذلك فى شقة صغيرة جدا، ولكن تدريجيا بدأت الأمور تتحسن بشكل ملحوظ ، الشقة أصبحت أكبر ثم أصبحت تاون هاوس فى كومباوند فى الشيخ زايد، والسيارة الواحدة العتيقة أصبحت سيارتين جديدتين وكنا جميعا نضرب بهما المثل فيمن كافح حتى تغيرت أوضاعه بعد أكثر من 14 عاما من الزواج وأثنين من الأطفال

ثم صحونا من النوم ذات يوم على خبر الطلاق

لم تصدق أيا منا أن سامية وزوجها سينفصلان بعد كل هذا الحب والكفاح المشترك، حين جلست مع الزوجين مرة في محاولة للإصلاح وجدت روايتين مختلفتين كالعادة، ملخصهما أن كل منهما يدعى أن شخصية الآخر اختلفت و أن اهتماماتهما في الحياة قد تباينت، فلم يبق من الحب شيء، ولا الرغبة فى العيش سويا ـ حتى مع غياب الحب كالملايين من الأزواج الآخرين ـ
تم فعلا الطلاق، كنا نضرب كفا بكف ونقول عاشا وكافحا معا أيام الفقر ثم لم يتحملا بعضا أيام الثراء

نرمين النقية كانت دائما تحلم حلمين أحدهما منطقي والآخر من وجهة نظري غير منطقي، ولكن منذ متى كانت أحلامنا منطقية؟
الحلم الأول أن تتزوج بعد قصة حب جارفة، وهو حلم مشروع طالما لا نفتعل حدوثه
والحلم الثاني أن تتزوج شابا ذا شخصية اجتماعية جدا، يعرف كيف يتعامل مع النساء ويجذبهن إليه
كنت أرى هذا الحلم الثاني لا ينسجم مع شخصيتها الهادئة والخجولة والساذجة، وكنت دائما أخشى عليها من إعجابها بهذه النوعية من الشباب، لأن هذه النوعية ببساطة لا تبحث عن مثيلات نرمين، وإنما تلائمهم فتيات أكثر اجتماعية وأكثر خبرة وانطلاقا، وكم مرة يبدى شاب هادىء ورزين إعجابه بها ولكنها تقول أنها لا تشعر بالانجذاب نحوه دون أن تضيف المزيد، لكنى طبعا كنت أعلم ماذا كانت تنتظر وتتمنى

وقعت نرمين فى حب شاب له بعض المواصفات التى كانت تحلم بها وتزوجا وأنجبا ومازالا معا، لا أدرى هل هي سعيدة أم لا فهي لا تشتكى، ولكن المؤشرات أمامي تجعلني أشك فى هذا فزوجها ببساطة لا يستحقها، فهي أطيب وأنقى منه كثيرا كما أن مستواها الاجتماعي أيضا أفضل منه بكثير
القول المأثور أن الزواج إما يأخذك لأعلى أو أن يجعلك فى نفس المستوى أو ينزل بك لأسفل،
وللأسف أرى أن الخيار الثالث هو طريق نرمين ولا أعنى هنا المستوى الاجتماعي فقط ولكن أتحدث عن أسلوب حياة وأفكار واهتمامات

ومع الأسف أيضا رغم أن نرمين كانت الأقرب لى بين الأربعة، إلا أنني الآن أحسها الأبعد، هي أكثر حرصا منى على الالتقاء والتواصل معى سواء فى مصر أو حين أكون فى الخارج، إلا أن لدى شعورا بأن بحارا من التباعد تفصلني عنها وأجد أنه تقريبا لا يوجد ما يجمعنا حاليا سوى الذكريات، أحزن عليها وأرى أنها نالت أقل بكثير مما تستحق ولكن أعود وأقول ومن في الحياة ينال ما يستحقه سواء بالسلب أو بالإيجاب؟

هدى الآن هي الأقرب لي
تزوجت وعاشت حياة متوازنة لا مفاجئات فيها، أحرص على لقائها وتحرص على لقائي
.
.
العقل غابت عنا وانشغلت بالحياة الجديدة بعد الطلاق واتجاهها لعمل بيزنس

والقلب فى عالمها المطحون

والوجه فى دوامة الحياة والزواج والأولاد

والفيونكة ـ بعد تفرق الشلة ـ انفكت

Wednesday, October 29, 2008

زعلانه

حصلت حاجة من شوية مضايقانى قوى

من سنة كده قابلت واحدة مصرية مرتين تلاته فى مناسبات مختلفة، انطباعي عنها كان عادى بس فيها حاجة لاسعة شوية، مقدرش أحدد أيه، بس فيه حاجة مش مضبوطة أو متوازنة قوى فى طريقتها فى الكلام والتصرفات، حركات صغيرة كده

فيه اتنين تانيين أعرفهم شافوها برضه قالوا نفس الانطباع، كانوا بيقعدوا يتريقوا بعد ما تمشى وواحدة منهم كانت بتقلدها، انا والله مكنتش بتريق ولا باقلد، لأنى مبحبش أساسا نظام السخرية، ببساطة لان كل واحدة وواحد ممكن يبقى فيهم حاجة الناس التانية تتريق عليها او تسخر منها، لكن بصراحة برضه كنت بضحك لأن واحدة من الاتنين دول دمها خفيف وكانت بتقعد تقول تعليقات مضحكة جدا

الموضوع ده فات عليه سنه، والست دى رجعت مصر نهائى، ومعتقدش ان الظروف هتجمعنا تانى

المهم من شوية كنت بتكلم مع واحد الظاهر انه يعرف الست دى عائليا فحكالى عنها انها مرت من فترة طويلة بحادث مأساوى بشع يمس أقرب الناس ليها وكانت هى السبب فيه ولكن بدون قصد، نظرا لغرابة وبشاعة الحادث مهقدرش ادخل فيه ولا اكتب عنه لانه يمكن فيه ناس ممكن يفتكروه ويعرفوا الشخصية

بس أنا من ساعت ما سمعت القصة دى بجد وانا حاسة بتأنيب ضمير قوى، انا مكنتش سخيفة ولا حاجة مع الست، ولا كنت ظريفة برضه، كنت عادية، ولكن لما بفكر فى حالتها بقول لنفسى يا خرابى وانا كنت بقول فيها حاجة غريبة وبضحك على تريقة البنات، والله لو حصل لى نص الحادث اللى حصل لها كان زمانى فى مستشفى الامراض العقلية
كان نفسى لو كنت اظرف والطف معاها لما اتقابلنا، لو كنت مجاملة أكتر، ومتعاطفة أكتر حتى من غير معرف ظروفها

يعنى الواحد يقعد ينتقد فى المظهر وفى الطريقة من غير ما يقدر ظروف الناس ويمكن تكون فيه اسباب ورا مظهرهم او طريقتهم اللى مش عاجبانا

بجد مضايقة قوى من نفسى، بقول لو حصل وقابلتها فى يوم ـ لو ـ لازم اتعامل معاها بشكل تانى
أنا متأكده انها مش زعلانة منى فى حاجة لأنى معملتش حاجة تزعلها، بس انا اللى زعلانة من نفسى

Monday, October 27, 2008

أدينا بندردش

لسه فى افلامنا متخلصوش من مدلول السيجارة اللى فى فم البطل وبيعتبروها مثال لرجولة البطل الشاب اللى بينفخ والسيجارة مدلدلة من بقه
بجد بشوفه منظر سخيف قوى مش بس لأنى بكره السجاير وريحتها، لكن مدلولها حتى كرمز "للبرمجة" راحت عليه
عكس الافلام الامريكية بالذات لما بتجيب دلوقتى منظر سيجارة فى فيلم حديث بتحطها فى سياق غالبا منفر، يعنى اللى يفتكر فيلم
The beautiful mind
منظر طلبة الجامعة ـ فى أوائل القرن الماضى ـ وهمه مسموح ليهم التدخين فى الفصل المغلق مع بقية الطلبة والدخان مالى الغرفة المغلقة، المنظر مقبض، على طول قلت لنفسى ساعتها ياه كام واحد مات من التدخين السلبى ايامها؟
ـــــــــــ
ملاحظة ان كلمة جواز عرفى حاليا بقت هى اللفظ المحترم لكلمة علاقة جنسية
يعنى اى اتنين ميقدروش يقولوا ان فيه بينهم علاقة يقوموا قايلين جواز عرفى

زى دينا مثلا ورجل الاعمال المشهور فى الكليب
وزى جمعة الشوان والممثلة الراحلة
وزى المطرب اللى ظبطته زوجته الاولى فى شقة فى الزمالك مع واحدة فقال بعد كده انهم كانوا متجوزين عرفى

وهى عملية سهله قوى، هو مين يقدر ينفى انه كان فيه جواز عرفى من سنه ولا اتنين ولا عشرة؟
ــــــــــ
عمرى ما حبيت الهزار التقيل
مقصدش الهزار باليد لانه هزار رجالى، لكن بقصد بالهزار التقيل ان حد مثلا يخبى مفاتيح شخص تانى ويقعد صاحب المفاتيح يدور عليها ويقلق وبعدين يطلع الاول ويقوله هييييه ضحكت عليك
مبحبش اى هزار بيسبب قلق او خوف حتى لو بعده قلنا انه مجرد هزار
علشان كده كنت بسمع واحد بيحكى وفطسان على روحه من الضحك انه قال لزميله فى الشغل ان زميلهم التالت اتوفى فى حادثة، والتانى اتأثر وتضايق وبعدين الاول بعد ساعة قاله انه كان بيهزر

اللى بيحكى كان عمال يضحك على الموقف، انا بصراحة فى سرى قلت انا مشفتش رخامة ولا انعدام ذوق وعدم تقدير للاستظراف من عدمه زى نوع الهزار السمج ده
ـــــــــــــ
بوست بنت القمر عن الحواجب اللبنانى فكرنى بحاجة
خرجت مع مصرية ولبنانية للشوبنج فى دبى، والاتنين شيك بالمناسبة
لاحظت ان الفرق الجوهرى بين الاتنين ان المصرية دايما عامله حسابها متخترشى ومتشتريش حاجة ملفتة، بتدور على حاجة شيك بس مش ملفتة، فى حين ان اللبنانية يمكن تعجبها حاجة بس ضرورى تكون ملفتة
بجد الملحوظه دى كانت واضحة جدا عند الاتنين، وفكرتنى بماما كانت اول عيب تقوله على حاجة ممكن نشتريها:
لا دى شكلها ملفته قوى

اتربينا على ان الحاجة الملفتة غلط
ـــــــــــــ
مش عايزة اتكلم فى الدين علشان ليه مفهومى الخاص جدا فيه
ولكن مش قادرة امنع نفسى اقول ان الانتقادات المستمرة من الشيخ القرضاوى للشيعة لمصلحة مين؟ ولو كانت ايران سياسيا اكثر قربا لدول الخليج كان هيقول نفس الانتقادات؟ أشك
ــــــــــ
بحب روبى وبحب اغانيها وشكلها ورقصها مهما يقولو عنها، وكل ما حد يقول مطربات العرى ومش مطربات العرى ببقى عايزة اقول اللى مش عاجبه ميتفرجش، لكن ميفرضش رأيه علينا بدعوى حماية الذوق العام، وهو مين أساسا له الحق انه يحدد الصالح وغير الصالح للذوق العام؟
اغنيتها الجديدة ظريفة ومشغلاها طول الوقت بس الفيديو يعنى، مفيهوش جديد
ـــــــــــ
واحدة غلبانه مرات واحد حرفى متجوز عليها وهى عايشة مع اولادها
زوجة رجل اعمال ملياردير وجوزها عمال يتجوز ويطلق ويحب ويسيب والمجتمع كله عارف قصصه وهى متقبلة وعايشة
زوجة رئيس أكبر دولة كانت حكاياته بيتناقلها العالم، وقصته مع المتدربة فى البيت الابيض تفاصيلها الخاصة جدا على كل لسان، والحياة تستمر

الامثلة مختلفة فى مظهرها وفى دوافع الزوجة للقبول بواحدة تانية أو كتير يشاركوها فى جوزها سواء بجواز او علاقات، ولكنها مشتركة فى الجوهر ان الست عكس الراجل ممكن تتعايش مع الوضع ده، وبقول أن التفسيرات الساخرة عندى بتشير لحاجة من اتنين

إما الست شايفه ان الراجل حاجة مهمة قوى فى حياتها ومستعدة عشان وجوده تتنازل عن واحد من اهم حقوقها وبأى تمن حتى لو شاركتها فيه واحدة تانية
أو
الراجل حاجة مش مهمة قوى بالنسبة للست وعندها الاولاد والوضع الاجتماعى واى مظاهر تانية أهم لدرجة ان مشاركة اخريات ليها فى جوزها مش بالاهمية القصوى عندها

معرفش انى تفسير أسوأ من التانى؟

Monday, October 20, 2008

كولون فيليه اسود

كولون فيليه أسود هو أول ما أرتديه

أمام مرآة الحمام بإضاءتها الفلوريسنت الساطعة أحملق فى وجهى وأتحسس بشرتى
نقطتان من كريم الأساس الخفيف على أصابعي وأبدأ فى إسالتهما على الوجه فى حركات دائرية منتظمة لا تترك مساحة من الوجه خالية، تعقبها بودرة خفيفة فأنا أكره وجه البلياتشو، وأكره أن يختلف لون الوجه عن لون العنق وبقية الجسم

أحمر خدود غير زاعق على جانبي الوجنتين من أعلى مع حرص ألا أبدو كعروسة المولد

والآن العينان، قلم كحل رفيع يحدد العين بشكل سموكى وبرفق حتى لا تدمعان، ثم ظلال الجفون وهو دائما غامق، ثقيل فى الركن الخارجي للعين ويخف تدريجيا كلما صعد للجفن أو كلما اقترب من الركن الداخلي

وأخيرا الماسكرا للكثافة والطول
أحمر الشفاه درجة من الطوبى دون تحديد للشفايف، وبعد أن انتهى أطبق الشفتين حتى يمتزج اللون، ثم أضع ورقة كلينيكس بينهما لثوان لامتصاص أية زوائد

انتهى الماكياج
ابتعد عن المرآة قليلا وأنظر لوجهي ككل
أبتسم لأرى كيف تنعكس الابتسامة على ملامحي
ثم أضحك كيف تبدو قسماتي وأنا أضحك
ثم أقطب لاستكشف ماذا يرى الآخرون في حين أقطب
ثم أعود لتعبير الوجه العادي
بروفيل يمين
بروفيل يسار
ثم تنهيدة
أجمل ما فى وجهي عيني
وأسوأه أنفى (عملية تجميل تبدو فكرة جذابة منذ مدة)
لكن لا بأس
نظرة رضا عامة

أسرع للغرفة وأرتدي الجيب السوداء، قصيرة تعلو فوق الركبة بعدة سنتيمترات
ثم بلوزة قطنية تايجر ضيقة تصل أكمامها إلى أسفل الكوع

أفك البوكلات فينزل شعرى الأسود للكتفين ، أمشطه بالفرشة ، ثم أقوم بالانحناء فيسقط شعرى كله للأمام ثم بحركة سريعة اعتدل ليعود الشعر لوضعه متموجا وغير مسطح

سلسلة فضية بسيطة يزينها حجر اسود صغير فى إطار فضة دائري، ثم حلق مشابه

رغم الحساسية لكن لا بأس بذرة بارفان

الصندل أسود ذو كعب صغير، والشنطة سوداء ذات يد قصيرة رغم عملية اليد الطويلة

انتهيت
ألقى نظرة عامة في مرآة غرفة النوم ثم في المرآة الكبيرة فى المدخل وأحمد الله على النحافة الطبيعية

أخرج وأغلق الباب بالمفتاح ونظرات لاكى المستعطفة تلاحقني
ــــــــــ

أسير باتجاه الباب الزجاجي للفندق
ألاحظ رجلا يهم بالخروج، يدفعني حب الاستطلاع العابر أن أنظر لمن يمرون حولي ولكنى أخاف دائما إساءة فهم أي نظره باتجاه الرجل ـ خاصة الشرقي ـ فأتعمد حتى عدم النظر فى الاتجاه

دخلت المقهى الذي كان أغلبه خاليا ما عدا عدد محدود من المناضد

اخترت منضدة جانبية ولكن غير منزوية، وعند مروري لاحظت رجلين أحدهما يرتدى تيشيرت أصفر والآخر يرتدى الملابس التقليدية، الأول حملق مثبتا نظرته وقال شيئا للثاني الذي استدار ليحملق بدوره
أتجاهل دائما النظرات

أجلس واضعة ساقي اليمنى فوق اليسرى، ولأن الجيب ازدادت قصرا بالجلوس أميل برجلي الاثنين قليلا جهة اليسار وأستدير كي لا أواجه الشابين

تأتى الجرسونة فأطلب عصير تفاح فريش

خمس دقائق وتأتى صديقتي، أراها وهى قادمة فى بنطلون ترواكار بيج قطنى وبلوزه نبيتى بورود بيضاء صغيرة بلا أكمام، شعرها أصفر مصبوغ وماكياجها خفيف، الشنطة بيج وكذلك الصندل عالى الكعب فهى قصيرة، ولنفس السبب لم أحب أن أرتدي كعبا طويلا، فأنا أحب التناسق فى الطول مع من أسير معها أو معه

صديقتى تترك دائما الانطباع بأنها مهندمة للغاية وكل شىء فى مظهرها فى محله دون زيادة أو نقصان، حتى شعرها قلما أجد خصلة متناثرة حتى ولو بعد ساعات ، عكسى فأنا عادتا ـ عادتا ـ أحب بعض من مظهري أن يكون ارتجاليا وعفويا حتى ولو كانت عفوية مقصودة

نتبادل التحية والقبلات بحساب حتى لا نلطخ مكياجنا

هى: روجك حلو ده جديد؟
أنا : آه جبته فى الاجازة، إستر لودر، خفيف قوى زى ما يكون مش حاطة حاجة
هى: لا حلو، انتى ازاى بتطيقى تلبسى شرابات فى الجو ده؟
أنا: اتعودت من الشغل
هى: هاقولك حاجة بس متبصيش، فيه ورانا واحد لابس تى شيرت اصفر
أنا: آه أخدت بالى
هى: دا صاحب عين اللى قبلناها مرة عند ميم من شهرين، السورية اللى بتشتغل فى
أنا: فاكراها، لطيفة وهو شكله مش بطال (أقصد حلو) مبروك عليها

الجرسونة تأتى فتنظر صديقتي لما أشرب ثم تقول
ـ فيه شاي أخضر؟ عايزة شاي أخضر

أسترخ فى مقعدي وتسترخ هي أيضا ونبدأ حوار فأسألها
ـ قوليلى بقى أخبارك أيه؟

Saturday, October 11, 2008

الأوله آه


أول مرة سافرت للخارج كانت أول ملاحظاتي أن الجو رائق وصافى ويمكن رؤية المسافات البعيدة بوضوح، ولم استوعب وقتها أن السبب انعدام الثلوث والغبار والدخان

أول مسرحية شاهدتها وأنا طفلة كانت إحدى مسرحيات التليفزيون بطولة ليلى طاهر وعبد الله غيث وكان أكثر ما أعجبني أنني أشاهد الممثلين حقيقة وليس من خلال شاشة

أول مشكلة كبيرة وحقيقية في حياتي لم اعرف كيف التصرف فيها لولا تكاتف ودعم أخوتي لي

أول كتاب اشتريته من فلوسي كان 200 يوم حول العالم لأنيس منصور

أول قبلة قلت بعدها فى سرى: الله أطعم من الشوكولاته

أول مدير عملت معه كان عصبي وسليط اللسان إلى حد ما ولكنه طيب للغاية ولا أنسى فضله على

أول شريط اشتريته لفيروز كان البعلبكية من مكتبة مدبولى

أول مرة قيلت لي كلمة أحبك، أحسست بالإحراج ولم أدر كيف الرد، فلم يكن الشعور متبادلا

أول سيارة اشتريتها كانت بالطبع 128

أول مرة أرى الكعبة وكانت مضاءة ليلا شعرت لثوان أنى في حلم

أول حفلة ـ والوحيدة ـ التي حضرتها لفيروز لم أكن أصدق قبل رفع الستار أنها واقع

أول مرتب قبضته دعوت صديقاتي الأربعة القدامى لعشاء بمطعم في كورنيش المعادى

أول مرة أشاهد شخصا أعرفه تنتابه حالة صرع أثر المنظر في كثيرا، لدرجة أنني ظللت لفترة طويلة أعطى الشحاذين نقودا إذا كانوا واضعين ورقة بجانبهم تقول أنهم يعانون من الصرع حيث أن الشحاذين فى الخارج يكتبون أحيانا كثيرة ورقة أمامهم بأوضاعهم أو أمراضهم التي أدت بهم إلى الاستجداء

أول مسرحية ميوزيكال شاهدتها كان أسمها
Oh Calcutta
ولم أدر قبل دخولي أن بعض المشاهد و الحوارات العادية كان الممثلون والممثلات يؤدونها عراة

أول مرة قلت لصديقتي وطبيبتي فى نفس الوقت سرا كبيرا خاصا بى ـ وكنا في لحظة صراحة وبوح ـ أحسست بعدها بالندم، رغم أنها قالت لي أيضا أسرارا خاصة جدا

أول ثلاث مدونات تابعتها بانتظام كانت مدونة أحلام مبعثرة والمدونة الأولى القديمة لأجندا حمرا ومدونة توقفت كان اسمها مزة مصرية، المدونات الثلاث كانت تختلف فى مضمونها جدا ولكن كل منهم شدتني لأسباب مختلفة ربما أكتبه فى بوست منفصل

أول طبخة تعلمت صنعها كانت المسقعة

أول مرة تموت صديقة مقربة ونحن فى صيف ثانية جامعة انتابتني حالة عدم تصديق وظننت أن من يخبرني يمزح معي، وأخذت "أفرك" كفى الاثنين ببعضهما

أول مرة سألني أحدهم ـ منذ سنوات قبل فورة الأنترنت ـ عما إذا كان لدي ايميل وعنوانه، لم افهم ماذا يعنى بهذه الكلمة وأحسست بالخجل أن أسأله عن المعنى، فأجبته باقتضاب لا ليس عندي

أول مرة تقرأ لي سيدة الفنجان ذكرت خمسة أرقام وقالت أنها تعنى لي شيئا، وكانت الأرقام الخمسة هي أرقام بطاقتي الشخصية ولكن دون ترتيب

أول قصة حب فاشلة سببت لي بوادر قرحة في المعدة

أول وأقدم ذاكرة لدى هى صورة ضبابية لى مع سيدة سمراء كبيرة على سلالم ضخمة بجوار البحر، وبسؤال أخواتي بعد ذلك عرفت أننا كنا في رأس البر والسيدة كانت تعمل لدينا وكان عمري أقل من أربع سنوات أو ربما ثلاث أعوام ونصف

أول مرة ـ من مرتين ـ علقت أنونيموس فى إحدى المدونات أحسست بالندم وبعد ثاني مرة كان عندى قناعة بعدم صحة ما فعلته، وقررت عدم التعليق انونيموس بعد ذلك مهما كان السبب، وللعلم لم يكن التعليقان هجوميين بل على العكس كانا دفاعا عن إحدى المدونات التي وجدتها تتعرض لسباب وهجوم غير موضوعي وغير مبرر من أنونيموس أيضا

Tuesday, October 7, 2008

الكلب له أحكام


ذكرت في التدوينة السابقة الكلب الذي يؤنسني، وقد طلبت منى سما صاحبة الليل وسماه مشاهدة صورة الكلب، ثم هددتني فى تعليق لاحق لها بمخاصمتي، ونظرا لأني لا أتحمل مجرد فكرة التهديد بالخصام من الأصدقاء الذين أعتز بهم ـ فما بالكم بالخصام الفعلي ـ فقد قررت فورا نشر صورة الكلب، ليس هذا فقط، بل وكتابة قصة حياته كاملة بكل لحظات الألم والسعادة فيها

كان يا ما كان

الكلب كما هو واضح فى الصورة كلب بلدي، وقد شاهدته لأول مرة صدفة مع طفلة وأمها فى الشارع الذى أسكن فيه، وحين نظرت للكلب وجدته يهز ذيله رغم عدم وجود سابق معرفة، مما جعل الأم تقترب ناحيتي وتعرفني بنفسها ـ ايرلندية ـ وقد أخذوا الكلب من الشارع بعد ولادته مباشرة وظل معهم لمدة عام ونصف، وسألتني السيدة إذا كنت أريد الاحتفاظ بالكلب لأنهم سينهون إقامتهم فى البلد الخليجي الذى نقيم فيه خلال أسابيع وسيعودون لايرلندا ولا تسمح ظروفهم هناك باقتناء كلب
أوضحت السيدة أن هذا الموضوع يسبب لهم ألما نظرا لتعلقهم به، ويريدون أن يضمنوا أن يبقى الكلب مع شخص يحبه، وقد قاموا بالفعل بعمل إعلانات فى العيادة البيطرية وكذلك فى محال السوبر ماركت للبحث عمن يتبناه ـ وليس من أجل بيعه ـ ولكن لم يتصل بهم أحد حتى تاريخه

اعتذرت للسيدة اللطيفة وقلت لها أن ظروفي لا تجعلني في المنزل بشكل دائم ومن ثم لا يمكن أن أتحمل مسئولية الكلب

نسيت الموضوع لفترة ثم سافرت فى عطلة الصيف وبعد عودتي لاحظت أن هناك كلب ضال فى الشارع يشبه جدا كلب العائلة الايرلندية وحين سألت حارس بناية مجاورة أخبرني أنه فعلا نفس الكلب وأنهم لم يجدوا حلا سوى تركه فى الشارع، وتقوم من حين لآخر صديقة لهم بالمرور على الحارس واعطائه طعام للكلب

بصراحة فكرت عندئذ فى أخذ الكلب لأنه ذكرني بالقول الشائع عزيز قوم ذل، فبعد المنزل المكيف والطعام اليومي أصبح ضالا فى الشوارع الحارقة، خاصة و أن المجتمعات العربية بشكل عام والخليجية بشكل خاص لا تنظر للكلاب بشكل ايجابي، كما تنعدم سبل الرعاية أو وجود المؤسسات التي ترعى الكلاب مثل المؤسسة الدولية المشهورة
SPCA
والتى لها فروع فى كل الدول المتقدمة، بجد الكلب صعب عليه، خاصة وأنى عاشقة للكلاب، وتخيلت مصيره حين تذكرت أن حتى الفأر ميكى ماوس لم يسلم من دعاوى القتل

ولكن المشكلة أن هناك أيام لا أتواجد فيها بالمنزل، فقمت بسؤال جارتي وهى فتاه انجليزية تعمل مدرسة أن نقوم معا بالمشاركة فى رعاية الكلب الذى سيظل عندي وتستضيفه هي فى بيتها حين أتغيب أنا عن منزلي، وفعلا لنا تقريبا شهرين بهذا الترتيب

الكلب ازداد وزنه وحالته أفضل، ولكن هناك مشكلة واحدة هي أسمه، فنحن لا نعلم ماذا كانت العائلة الايرلندية تطلق عليه، وقد اقترحت أنا اسم لاكى أي محظوظ لأنه وجد من يرعاه، فى حين أن جارتي تفضل اسم سيزار أي قيصر، ولم نصل لحل فى موضوع الاسم، والنتيجة أنها تناديه سيزار حين يقيم لديها، وأنا أناديه لاكى حين يكون عندي، ولكننا اتفقنا أخيرا على ضرورة اختيار اسم واحد لأن هذه المعاملة ممكن أن تؤدى إلى إصابته بمرض تعدد الشخصيات،
Multi personalities disorder
طبعا دى كانت مزحة منى ونحن نتحدث

وتوته توته فرغت الحدوتة

Wednesday, September 24, 2008

أصدقائي فى غرفة الليفنج

هو يدخل عادتا فى هدوء إلى بقعته المعتادة ممددا جسده البني على الرخام مستمتعا بما يشعه من بروده بفعل المكيف، ثم يغمض جفونه فى استرخاء لذيذ، وبين الحين والآخر يفتح عينيه ليتأكد من وجودي، وحين يرى أنى مازلت على الأريكة يهز ذيله خفيفا ثم يواصل غفوته

أحدهما رمادي طويل والآخر أسود وقصير، الأول للتليفزيون والثاني للريسيفر، يكادا لا يفترقان، متلازمان على المنضدة أو على الأريكة أو على الأرض، أحيانا أخالهما رجل وامرأته، أقول خيرا أنه ليس هناك من يتحكم فيهما سواى، فطالما سمعت عن خلافات عائلية على من له حق السيادة على الريموت كونترول

لوجو الويندوز يشتعل ثم ينطفئ على الخلفية السوداء، يكبر ثم يصغر، يظهر مرة فى منتصف الشاشة ومرة فى ركن منها، وذلك حتى تلمس أصابعي الكيبورد فيختفي اللوجو ويظهر السكرين سيفر ببحره وشاطئه ونخيله

كنبتى الزرقاء الوثيرة هى رفيقة أيامي، تزينها مخدات مربعة صفراء وأخرى أقل زرقة، تحتضنني كراحة يدين أو كقلب معطاء غير مبالية بحالاتي المزاجية المختلفة

أمامي صور عديدة على الحائط لأحباب مازالوا، وأحباب كانوا، بعضهم يبتسم وبعضهم يتصنع الابتسام وبعضهم ذو نظرة حالمة أو أخرى واجمة، والخلفيات تتباين من بحر، لغرفة منزل، لكوشة فرح، وأحيانا مجرد حائط أصم فى ستوديو تصوير

سلاح دمار شامل من البلاستيك الأصفر أضعه فى الدور السفلى من المنضدة، يعمل في أحسن حالاته على الزجاج، ويترك ضحاياه السوداء الصغيرة تتساقط فألملمهم بقطعة كلينكس والقي بهم فى السلة مزهوة بنشوة انتصاري

هاتف أسود جديد بلا ذيول سلكية، ولد فى الصين ثم هاجر للولايات المتحدة حيث التقطته خلال إجازتي الصيفية لرخص ثمنه ومتعة الكسل التى يمنحها

هل كنت أحن فى اللاوعي إلى مهد الطفولة الهزاز حين اشتريت المقعد البنى؟ ربما، ولكن الغريب أنى حين أجلس عليه الآن أجد نفسي أهزه بعنف فيندفع للأمام وللخلف فى عنفوان، كما لو كنت فى أرجوحة ملاهي، فى حين لو جلس عليه شخص آخر وهزه بعنف أمامي أشعر بعصبية وأجد نفسي أردد:إنه كرسي هزاز وليس أرجوحة ملاهي

Saturday, September 20, 2008

كاف وحركاتها

تعرفت على كاف منذ حوالي ثمانية أشهر فى مناسبة اجتماعية، ثم قابلتها بعد ذلك فى حوالى خمس مناسبات أخرى، منذ اللقاء الأول شعرت أنها تحمل شعورا سلبيا تجاهي او أنها لم تستلطفني، ولكن فى المرات الخمس التالية لم يكن الأمر مجرد شعورا ولكنها كانت تقوم كل مرة بحركة صغيرة وسخيفة ما، حركات لن يلاحظها الكثيرون ولكن لأني المعنية بها فقد شعرت بها

فى البدء قلت لنفسي ربما أتوهم، أو ربما أضخم بعض الأمور وأحملها أكثر مما تحتمل، أو ربما حتى أكون أنا من يعانى من بارانويا، أو قد تكون طبيعتها هى السخافة مع الجميع، ولكن مع الوقت ازددت يقينا أن هذه التصرفات الصغيرة ليست عفوية ولا تتم مع الأخريات، ولكنها مقصودة لتوجيه رسائل بعدم الاستلطاف

حسنا هى حرة فى مشاعرها واستلطافها للآخرين من عدمه، ولكن لا أنكر أننى حاولت ـ بأقصى موضوعية يمكن أن أتبناها ـ أن أجد سببا وراء هذه التصرفات منها فلم أستطع التوصل لتفسير منطقى ، فأنا فى الأغلب الأعم مهذبة جدا مع الناس وخصوصا من لا اعرفهم أو الذين أعرفهم معرفة محدودة، كما أنى لست من النوع الذى يجرح بالكلام أو أعطى تلميحات بمعاني مبطنة فى الحديث، ولا أريد هنا أن يعتقد أحد أنى أصور نفسي مثالية، لا ، أنا لي عيوبي الضخمة ولكن طريقة التعامل مع الناس ليست إحدى عيوبي بل إحدى مزاياي بشهادة الكثير ممن حولي، قد تتسم معاملاتي مع من لا أعرفهم بالتحفظ ولكن لا أرى فى هذا عيبا، فبقدر عمق العلاقة يكون عمق الانفتاح على الآخرين ولكن دائما فى إطار من التهذيب

وفى النهاية قررت تحديد معرفتي بها وتقليل فرص الالتقاء بقدر المستطاع حتى أتجنب حركاتها السخيفة، فهى أولا وأخيرا لا تعنى لى الكثير أو القليل

منذ شهرين كنت مدعوة فى مناسبة اجتماعية وصلتها متأخرة، وكانت الكراسي الفوتى فى منزل صاحبة الدعوة تم ملئها بالمدعوات، فطلبت صاحبة المنزل من إحدى العاملات لديها إحضار كرسي من كراسي السفرة لأجلس عليها واعتذرت فى ود عن عدم ملائمة الكرسي، ولم يكن هناك مكانا يمكن وضع الكرسي فيه إلا فى إحدى الأركان وليس ضمن دائرة الكراسي الفوتى التى تجلس عليها بقية المدعوات

كانت كاف موجودة فى هذه المناسبة، وبعد قليل جاءت شخصية نسائية ذات حيثية لا نعرفها جميعا على المستوى الشخصي، ولم تقم صاحبة المنزل بتقديمنا إليها ولكن كاف هى التي تولت هذه المهمة لأنها تعرفها، فبدأت كاف فى ذكر أسماء الموجودات وماذا يفعلن واحدة واحدة ومرت على الجميع وأنا الوحيدة التى تجاهلت وجودي تماما

قد يرى البعض أنه نظرا لجلوسي فى مكان جانبي ربما لم تلاحظني ولكنى على يقين أنها تعمدت هذا التجاهل ، فالغرفة ليست بالكبيرة وكل الموجودات لا يتعدين ثمانية سيدات، وحضرت أنا متأخرة قبل دقائق من وصول صاحبة الحيثية وسلمت على الجميع باليد بما فيهم كاف، فلا أظن أنى تحولت إلى غير مرئية خلال دقائق فى غرفة محدودة فيها ثمانية أشخاص

بصراحة بعد هذا الموقف فعلا شعرت بالضيق وقررت محاولة التجنب التام لكاف، لو حدث وتقابلنا سأحييها بطريقة عادية ولكن حتى درجة الود المحدودة التي كانت بيننا سألغيها، لأني ببساطة وصلت لقناعة أن لديها خللا ما فى شخصيتها أو مرض ما أو الله أعلم ماذا تعانى بالضبط، ولكنى على أية حال لن أضع نفسي في موضع مشابه لما حدث، الغريب أنه فى خلال نفس السهرة جاءت بعد ذلك ونحن نتناول الحلو بعد العشاء وسألتني عن أخبار عملي وهل كل شيء على مايرام!

كنت عندئذ قد توصلت لاحساس لا أدرى مدى صحته وهى أنها تريد إثارتي أو تريدني أن أبدى شعورا بالضيق أو أن أعبر عن هذا الضيق بشكل ما وأنها سترتاح إذا ما أظهرت لها أنى شعرت بالاهانة أو بالاستهانة أو أو، لذا قصدت أن أجيبها بطريقة طبيعية بقدر الإمكان وقلت لها بخير الحمد لله دون أن اسألها فى المقابل عن أخبارها هى

منذ بدء رمضان والدعوات مستمرة من صديقات ومعارف وزميلات، وقد قمت أنا بدعوة بعض الصديقات والمعارف فى أوائل أيام رمضان، وطبعا لم أدعوها، وبعد يومين من دعوتي وجدت معرفة مشتركة بيننا ـ هى صديقة لها فى الواقع ـ تأتى ويدور بيننا حوار عادى ثم سألتني لماذا لم أدع كاف فى الإفطار، فرددت بأن المعرفة بيننا محدودة ولا يوجد سبب لدعوتي لها، فردت قائلة لكنه سبق لى أنى دعوت كاف وقبلت كذلك دعوتها فى السابق ـ وهذا فعلا حدث فى بداية المعرفة ـ ، وعندئذ بصراحة لم أجد نفسي إلا وأنا أحكى عن مواقفها السابقة معي وقراري تقريبا بمقاطعتها، فلم تعقب المعرفة بشيء له معنى

وفى الحقيقة ندمت شديدا بعد ذلك أنى قلت لهذه المعرفة تفاصيل الموضوع لأني متأكدة أنها ستنقل كل ما قلته لكاف رغم أنى طلبت منها عدم نقل هذا الكلام لأنني لست فى محل عتاب لأن العتاب بين الأصدقاء فقط وهى ليست صديقة، وزاد شعوري بالندم أن كاف ستشعر بالارتياح لأني نفثت عن ضيقي وشكواي وبهذا تكون حققت هدفها المريض
الطريف أنى قابلت كاف بعد ذلك أيضا فى مناسبات إفطار مختلفة ـ وبالتأكيد بعد أن قالت لها المعرفة عما قلته فى حقها ـ وكانت فى منتهى الظرف والبشاشة ولم تقم بأى حركة سخيفة لا صغيرة ولا كبيرة

أليست هذه فعلا أعراض مرض نفسي؟ كنت مهذبه عاملتنى بطريقة سيئة وحين تجاهلتها فى دعوتي أبدت بشاشة ولطف، كما لو كانت فقط تنتظر أن أعبر عن ضيقي من تصرفاتها وأشكوها للآخرين حتى تتغير وتصير لطيفة ؟

يللا من ضمن ما نشاهده من عجائب أحوال الناس

Monday, September 15, 2008

ذكرى وسوزان

رغم اختلاف حادثتي مقتل ذكرى وسوزان تميم إلا أن هناك تساؤلا شغلني حين كنت أقرأ عن مقتل ذكرى، ولدى نفس التساؤل الآن حين أتابع ما يكتب عن مقتل سوزان

في الحادثتين هناك ملياردير يتعرف على فنانة وهو يدرك تماما أسلوب حياة هذه الفنانة والمسافة الكبيرة التي تفصل بين هذا الأسلوب وبين حياة الناس العادية، ويدرك أيضا الفجوة بين هذا النمط من الحياة والحياة التي يريدها مع امرأة قرر الارتباط بها، ورغم ذلك يتم الزواج أو نية الزواج ليبدأ الرجل بعد ذلك رحلة الغيرة الشديدة ومحاولة تغيير هذه الفنانة

مع ذكرى كانت هناك غيرة عمياء وقيود عليها فى السفر وفى التعرف على الناس، وفى فورة غضب أعمى بسبب هذه الغيرة تمت الجريمة

ومع سوزان هناك أيضا غيرة وطلب منه بأن تلتزم فى حياتها وتنتهج حياة جديدة، بل من السخرية ما قاله والدها عن رغبة رجل الأعمال فى أن تكمل سوزان دراستها الجامعية وأيضا تكفله لها برحلة عمرة للأراضي المقدسة ـ ومن يدرى ربما أيضا رغبة فى أن تتحجب وتعتزل ـ وحين تفشل هذه المحاولات تأخذ العلاقة مسارا آخر

السؤال الذي يلح ما الذي يجعل هذا الرجل أو ذاك يختار من يعلم مسبقا باختلاف مسارها وأسلوبها عن مساراته ثم يقوم بعد ذلك بمحاولات مستميتة وجنونية ليغير في حياتها من النقيض الى النقيض؟
هناك كليشيه سيناريو تقليدي ومعروف عن الرجل الملتزم المحافظ الذي يقع فى غرام لعوب تنسيه أسرته ويجرى ورائها، ولكن حتى هذا السيناريو لا يصلح فى هاتين الحالتين لأن كلا الرجلين عرفا بجولاتهما فى عالم الفنانات والعلاقات والزواج والطلاق

طالما أنهما كانا مهتمين لهذا الدرجة بأسلوب حياة ملتزمة ومحافظة لزوجتيهما أو من ستصبحان زوجتيهما، فلماذا اختارا أولا من الوسط الفني؟ هل كان سيجدان صعوبة في التآلف مع عشرات أو مئات من الجميلات ومن أوساط مشابهة لأوساطهم وذوات أسلوب حياة أكثر تقليدية وأكثر محافظة؟

من دواعي السخرية أن ننتقى المختلف ثم نتذمر ونشتكى بعد ذلك من اختياراتنا ونستميت فى تغيير هذا المختلف، وإذا لم تجد محاولاتنا فى التغيير نلجأ للقتل أو على أقل تقدير للعنف والإيذاء

حب تملك؟ تناقضات من ضمن تناقضات عالم الرجال؟ ذكورية ترى أن مجرد بذل المال وادعاء الحب والرغبة في الزواج هو ثمن يتم التلويح به للمرأة لتتغير من نقيض لنقيض لتلائم معايير الرجل فى المرأة التى يريدها زوجة؟كل هذه الأسباب مجتمعة؟

Wednesday, September 10, 2008

حوادايه حب وحوادايه عفاريت

للشوارع حواديت
حواداية الحب فيها
وحواداية عفاريت

صلاح جاهين
.
.
لم تتعد معرفتي بمنطقة وسط البلد وأنا طفلة مشاويرنا أنا وأختي الصغرى مع ماما بالتحديد شارع فؤاد لشراء ملابسنا من محل أسمه فتال، وكنا فى العادة بعد ذلك نتناول الجاتو فى حلوانى تسيباس المواجه للمحل، ومنذ صغرى وأنا أفضل أي جاتو شوكولاتة، ومرات أخرى أحيانا كانت شقيقاتي الأكبر سنا ـ وبيننا فرق ملحوظ فى العمر ـ يأخذونى معهن للسينما وكانت عادتا سينما ريفولى

فى مرحلة ثانوي والجامعة كانت وسط البلد تعنى لي المنطقة التي أجد بها بنطلونات جينز مستوردة، فكان شارع الشواربى هو وجهتي، وأيضا فى هذه المرحلة بدأت معرفتي بفيروز فكنت أشترى شرائطها من مدبولى فى ميدان سليمان باشا ومن بلوستارز فى الشواربى ومن راندافون فى إحدى الممرات من شارع فؤاد/26 يوليو

أما معرفتي الحقيقية وحبي لمنطقة وسط البلد فقد جاء بعد تخرجي من الجامعة مباشرة فى أول التسعينات وعلى مدار عام ونصف تقريبا كنت يوميا أذهب إلى وسط البلد لعدة أسباب أولها كنت بدأت العمل فى إحدى شركات السياحة هناك، وكذلك فى هذه الفترة تعرفت على صديقة كانت الأقرب والأحب إلى قلبي وكانت تسكن فى منطقة وسط البلد ـ التى طالما تساءلت وأنا طفلة هل يسكنها أفراد أم هى مجرد منطقة محلات وأعمال ـ وثالثهما لأني قبل عملي كنت بدأت دراسة التاريخ والآثار فى إحدى المعاهد الخاصة بنية دخول مسابقة الإرشاد السياحي، وكنا مجموعة الطلبة نلتقي مرتين أسبوعيا فئ ميدان الأوبرا قبل السير إلى منطقة الأزهر وشارع المعز فى إطار دراستنا للآثار الإسلامية فى القاهرة القديمة

أحببت وسط البلد بشوارعها وممراتها ومبانيها الأوروبية الطابع القديمة بأبوابها الضخمة وزخارف البنايات والتراسات، بالانسجام فى طابعها، وبمقاهيها ومطاعمها ، وكنت اقضي طوال اليوم في المنطقة ، صباحا فى العمل أو الدراسة وبعد الظهر والمساء مع صديقتي سواء في منزلها او نسير على أقدامنا نلفلف فى الشوارع، نأكل فى آلاميركين أو فلفلة أو إذا كانت الحالة المادية أفضل فى بيتزريا هيلتون النيل، أو نجلس فى ابيس كافيه فى نفس الفندق أو فى جروبى فى شارع قصر النيل أو الاكسلسيور فى تقاطع عدلى وسليمان، أو أحيانا نتجرأ لنكون الفتيات الوحيدة التى تجلس فى قهوة ريش فى وقت لم يكن جلوس الفتيات على قهوة ريش بعد أمرا شائعا باستثناء السائحات طبعا، كنا أيضا نمر على المكتبات بدءا من دار المعارف فى شارع عبد الخالق ثروت لمكتبة الانجلو فى شارع عماد الدين او لدار الكتاب الفرنسى فى شارع قصر النيل او مكتبة هاشيت فى ميدان طلعت حرب/ سليمان باشا

وقد تعرفت على أماكن لم أكن أعلم عنها شيئا مثل المبنى الجميل للفندق العتيق فى شارع فؤاد فى مواجهة الآميركين والذى لا أتذكر أسمه الآن ومدخله من ميدان خلفى مبلط يشبه الميادين الأوروبية الصغيرة القديمة، وكذلك مبنى فندق الميتروبوليتان ، كذلك عرفت أن هناك قهوة شعبية قرب منزل صديقتى يجتمع بها الصم والبكم ومشهورة بهذه الصفة، وسرت فى الممر الخفى الواصل بين شارع فؤاد وشارع عادلى

من وقتها أنا أعشق منطقة وسط البلد، ومازالت حتى الآن هذه المنطقة تذكرنى بهذه الفترة من حياتى وهذه الصديقة ذات القلب الطيب والدم الخفيف والتى فرقتنا الظروف فلم أعد أعرف منذ سنوات أين هى

مرت على وسط البلد مرحلة تدهورت فيها وربما مازالت، حيث انتقلت المحلات والأماكن الاكثر أناقة نسبيا إلى المهندسين أو مصر الجديدة وبعد ذلك مدينة نصر، ولكن يظل لوسط البلد عبق خاص لا يوجد بغيرها، عبق ما كناه وما يبدو أننا لن نكونه مرة أخرى

حين كنت في القاهرة فى يونيو ويوليو من العام الماضي كنت أمر بالسيارة بوسط البلد في طريقي شبه اليومي من المهندسين لمصر الجديدة وبالعكس، وأحيانا كثيرة تمنيت الوقوف والسير على قدمي ولكن الزحام الذي يفوق الوصف ليلا كان رادعا، إضافة إلى حقيقة أن أكثر من نصف المارة هم من شباب ثانوي والجامعة هو ما ضاعف من صعوبة فكرة السير، لكنى وجدت أن أفضل وقت للسير فى الشوارع هو يوم الجمعة صباحا، او خلال الأسبوع حوالي الساعة الرابعة او الخامسة بعد الظهر حين يخف الزحام فالموظفون غادروا وزوار المساء لم يصلوا بعد، ووجدت مجددا العام الماضي محال قديمة لكنها جديرة بالزيارة وشراء الهدايا مثل معرض شركة الخزف الصينى فى شارع طلعت حرب أو محل جميل للانتيكات والفضة الأسيوية الرائعة فى آخر شارع قصر النيل قرب ميدان الأوبرا

أتذكر منذ سنوات حين تحادثت مع
المهاجر الفلسطينى لمعان عينيه حين كان يتحدث عن وسط القاهرة فى نهاية الأربعينيات أو بداية الخمسينات من القرن الماضي، وكيف أنه في غربته كان وسط القاهرة حلما جميلا يراوده حتى زارها مؤخرا فى التسعينات وصدم بما رآه، ولكنى أجبته وقتها ـ فى حديثنا الذي استمتعت به كثيراـ أن الذكرى عادتا تكون أجمل وأكثر رومانسية من واقعها

Sunday, August 31, 2008

العصاية الكهربائية

أنا من ساعة ما شفت العصاية الكهربائية اللى فى الفيديو الشهير بتاع خناقة شارع فيصل، وانا الموضوع ده دخل دماغى قوى وعايزة واحدة

وكده بقى محدش هيقدر يهوب ناحيتى فى الشارع لحسن بلمسه سحرية يلاقى نفسه اتكوم على الأرض

ويهوب ليه؟ حتى من غير ما يهوب، اللى مش عاجبنى شكله أو بصته هلمسه بالعصاية وخلاص

بس نفسى بقى فى حاجة، انهم يطوروا العصاية دى يخلوها بالليزر ، يعنى من غير ما اقرب من الشخص وانما مجرد اصوب الشعاع ناحيته من بعيد يقع على طول من الصدمة

الله بجد حاجة حلوة، انا ماشية فى شارع زحمه والعصايا فى ايدى والرجالة اللى عينهم طالعه ولسانهم مش ظريف عمالين على اليمين والشمال يتكوموا قدامى على الأرض

أهى دى فعلا اللى تنفع فيكى يا شوارع مصر
ماليش دعوة عايزة عصاية من دول

Wednesday, August 27, 2008

غنا ورقص

متهيألى صوتى حلو

عارفة هتقولوا ان كل الناس دلوقتى صوتها حلو

طيب خلونى اكون اكتر دقة، واوضح ان زمان كنت بقول ان صوتى مش وحش وبعدين بقيت أقول انه مش بطال، لكن فى السنين الاخيرة لما سمعت اصوات المغنيين قلت لنفسى ان صوتى على كده يبقى مش بس مش بطال لكنه حلو

من اول الناس اللى قالتلى ان صوتى مش بطال كان مدير سابق ليه، ولأ، مكناش بنشتغل فى روتانا ولا حاجة، كنا فى شركة كبيرة ومحترمة ، بس احيانا كتيرة انا وهو كنا بنحضر اجتماعات فى اوتيلات او اماكن مختلفة بعد الظهر وعموما كان فيه بينا كيميا جامدة ـ كيميا وبس ـ ومرة واحنا راجعين بعربيته كان مشغل البوم عمرو دياب تملى معاك ـ وهو احلى البوم لعمرو دياب فى رأيى ـ وجت اغنية عارف ليه أنا قلبى اختارك اللى بحبها جدا فلقيت نفسى بغنيها، ولقيت المدير بيقول ايه ده مكنتش عارف ان صوتك حلو، فرديت عليه بما يلزم وقلت فنانة شاملة حضرتك

وكمان من اللى كانوا بيحبوا انى اغنيلهم واحدة من اخواتى، وكانت ايامها طالعة من موضوع عاطفى كده ومكملش، واول ما تركب العربية معايا تقولى حطى بهاء سلطان وغنيلنا معاه، فكنت بغنى اغنية حلوة اسمها يومين وعدوا يومين وراحوا، ولحد دلوقتى بحب اسمع واغنى الاغنية دى

اليومين دول الاغنية اللى بحب اغنيها هى لرامى صبرى اسمها كلمة، رغم ان رامى صبرى نفسه بينرفزنى وعامل فيها مطرب الشباب بس الاغنية لطيفة، الفيديو اللى مخرجه طارق العريان مفيهوش حد ادنى من التجديد كالعادة

وعلى سيرة الاغانى ميلودى بتجيب مغنية لبنانية اسمها قمر، شكلها حاجة كده بين سلاف فواخرجى وهيفاء وهبى لكنها احلى من الاتنين فى رأيى، الاغنية اسمها آل يعنى، قطقوطة وبسيطة والاغنية مش محتاجة صوت خالص كل اللى محتجاه شوية دلع، برضه بحب أغنيها وبحب الرقص على رتمها الشرقى والهادى عكس الناس اللى بتحب الرقص على ايقاعات سريعة، الرتم الهادى لهواة الرقص زى ما قالولنا فى ابتدائى هو لزوم التقسيم ـ سامعه حد بيقول يا سيدى لول

بحب برضه أغنى لفيروز ولو أنه اجرام ان حد يحاول يغنى لفيروز، بس مقدرش اسمع اغنية علمونى هنى علمونى من غير ما أدندنها، فى واحد زمان قوى كان بيحب انى اغنيلو اغنية شادى وكان بيقول انى بغنيها حلو قوى، بس بعد كده كان عندى اسباب تخلينى اشك فى قواه السمعية والذهنية عموما

وبالمناسبة برنامج دندنة اللى على ميلودى، جابوا أصالة وهى بتحاول تغنى رائعة وردة لعبة الايام، طبعا اصالة من أجمل وأقوى الاصوات دلوقتى لكنها كانت بتنهج ومش قادرة تغنى لعبة الايام اللى محتاجة صوت ونفس جبارين زى اللى عند وردة، قلت أمال بقية المغنيات يعملوا أيه

سمعت أغنيات لطيفة الجديدة على النت، أولا صعب تعمل حاجة مؤثرة بعد أغانى زياد رحبانى فى رأيى، والفرق كبير،
الموسيقى فى الاغانى الجديدة شرقية وحلوة ولكن معظم الكلمات فى رأيى مكررة ومستهلكة
أغنية الكام يوم اللى فاتوا مش بطالة لكن التوزيع كريه لأقصى الدرجة وكان من الافضل لها توزيع شرقى يبرز جمال الاغنية وكلاسيكيتها زى نوعية أغنية لما يجيبوا سيرتك

Saturday, August 23, 2008

ما من

ما من محدثٍ يقول ما يؤمنُ بهِ
ما من توجعٍ يحملُ في إيقاعه صراحةَ الآلام
ما من تعارفٍ تكشفتْ في نبلهِ
شراسةُ الأرضِ التي تحبلُ بالأحلام
.
.
محمد عفيفى مطر

صورة

أحب الحكايات
الحكايات الحقيقية
أحب أن أسمع قصصا ومواقف حقيقية وأيضا أحب أن أروى قصصا ومواقف حقيقية

تتراكم كل حكاية أو موقف أمر به أو أسمعه لتشكل سلسلة لا متناهية من الوقائع والمشاعر التى تعمق من احساسى بما يدور حولى وبالمجتمع ككل وبالوجوه والقلوب، كما أحرص على معرفة التفصيلات الصغيرة والدقيقة بشكل يثير أحيانا من يحدثني
ولكنى هكذا
أحب الحكايات وتفصيلاتها

خلال عطلتي استمعت لحكايات ومواقف عديدة ربما لأن صديقتي المقربة التي كنت أقيم معها أغلب الوقت هى أيضا تحب الحكايات رغم أنى لاحظت ـ بعد غياب ـ أنها أصبحت أكثر نفاذا للصبر عندما تروى موقفا أو حكاية وأحيانا تمر سريعا على تفاصيل أراها هامة

من بين ما سمعته ولمسته علقت فى ذهني حكايتان أو موقفان أو لنقل حالتين، سأسرد الآن واحدة منهما

الحكاية تبدأ بالتخيل
تخيلوا معي الصورة الفوتوغرافية التالية

في مقدمة الصورة أريكة فى الحديقة يجلس عليها رجل أربعيني أسمر وشعره رمادي وملامحه لطيفة مبتسمة ويرتدى قميص سماوي وبنطلون بيج وحذاء وحزام بنيان، يضع يدا على مسند الأريكة واليد الثانية ممدودة على حافة الأريكة خلف زوجته التى تجلس بجانبه وهى في منتصف الثلاثينيات ذات ملامح رقيقة وشعر أسود كاريه، مائلة للنحافة وترتدي بنطلون جينز وبلوزة برتقالية، بينما تجلس على ارض الحديقة أمامهما فتاتان مشرقتان في مرحلة المراهقة هما ابنتاهما، وفى الخلفية فيلا جميلة وفى جانب من الصورة عربتان حديثتان، الشمس ساطعة والجميع ترتسم الابتسامة على وجوههم

ما رأيكم في الصورة؟
لقد أعجبت بكل ما فيها وجسدت لى عالما يكاد يكون مثاليا مقوماته الابتسامة والأناقة والمنزل الجميل والحديقة الخضراء المشعة والعربات الحديثة وقبل كل هذا دفء الأسرة ومتعة الأبناء وجنة الأمان

إذا كنا حضرنا عملية التقاط الصورة نفسها سنجد تفصيلات أخرى لم تظهر فى الصورة، فسلة المهملات الزرقاء الضخمة تختفى خلف السيارة ورائحتها ليست لطيفة، وهناك بقعة متسخة على بلوزة الزوجة من الخلف، ويعانى الزوج من مرض أدى بقراع جزء من فروة الرأس، كذلك فان إحدى الفتاتين لديها مشكلة كبيرة فى النطق و و و

ألا ترون الاختلاف بين الصورة والواقع؟
هذه حالة أسرة صادفتني، تبدو مثالية ورائعة من الخارج ولكن الرياح عاصفة من الداخل لأسباب أبرزها اعتياد الزوج بل إدمانه خيانة زوجته ـ بشكل يعترف هو به لأصدقائه المقربين بأنه مرضى ـ وبينما حاولت الزوجة بشتى الطرق وضع حد لهذه الخيانات المتلاحقة وصلت إلى طلب الطلاق، إلا أن الأمور فى النهاية وصلت إلى حالة من الاتفاق غير المعلن بأن يفعل ما يريد خارج المنزل والمقابل أن تكون هي سيدة الكلمة داخل المنزل

لن أدخل فى تقييم للخطأ والصواب ـ وهو أمر ما أسهله علينا جميعا ـ ولكنى قلت لنفسى أن خياراتنا فى النهاية ليست فى كثير من الأحيان بين الخطأ والصواب ولكنها بين ما يمكن أن نتحمله أو نقبله وبين مالا يمكننا تحمله أو قبوله

Monday, August 18, 2008

فى الشغل

تم ترقيتي منذ فترة لأصبح مسئولة عن عدد لا بأس به من العاملين، وقد نقل لي البعض وقتها أن زميلة لها تقريبا نفس خبرتي ترى عدم أحقيتي لشغل هذا المنصب وأنها هي الأحق به، تجاهلت ما سمعته آنذاك لان هذه الزميلة لم تواجهني بهذا الكلام رغم أنى على ثقة تامة أنها فعلا قالت ذلك لمعرفتي بشخصيتها، ومع ذلك ظلت العلاقة بيننا احترام وزمالة على الأقل من ناحيتي

خلال عطلتي انتقلت مسئولية ما أعمله إلى هذه الزميلة، وبعد عودتي كان عليها تقديم ما يشبه التقرير لما تم فى غيابي، وهو ما قامت به بالفعل، وفى نهاية جلستنا نظرت لي بوجه بشوش وودود وهمست بشكل أخوى بالتالى
بينى وبينك لاحظت فى غيابك ان العاملين لديهم الاعتياد على درجة من التسيب، وعدم تقدير تساهلك معهم، الأمر محتاج منك بعض الحزم يا زميلتي العزيزة فى التعامل مع البعض

الكلام ظاهره نصيحة أخوية، ولكن باطنه هو
ـ لا تظني أنك مديرة ناجحة فأنت لا تعرفين إدارة هذا العدد من العاملين
وهو ما قالته في أكثر من مناسبة سابقا عنى وفي غيابي طبعا

رددت عليها بهدوء
حقيقي؟ إذا لا بد من مواجهة هذا النوع من التسيب، هل ممكن تقولي لى أسماء العاملين الذين أحسست منهم بهذا التسيب حتى يتم عقابهم أو على الأقل مواجهتهم بما فعلوه؟

طبعا هى بلعت ريقها وقالت
لا، لا أقصد أسماء محددة وإنما يعنى اتجاه عام

فرددت
وماله، طيب ما هي المواقف التي أعطتك الإحساس بهذا الاتجاه؟ وأسماء الأشخاص الأطراف فيها حتى أضعهم فى اعتباري حتى بدون مواجهتهم فى هذه المرحلة؟

وطبعا كما توقعت هربت من الإجابة خوفا من إعطاء أسماء لأنها تعلم أنها لو أعطت ولو اسم سينقلب الباقون عليها، وأصلا ليس هدفها معالجة التسيب ـ إذا كان هناك ـ وإنما فقط تريد توجيه كلام مبطن

وفى حقيقة الأمر وجدت أنها أثناء غيابي قد منحت للعاملين الكثير من الموافقات على الانصراف المبكر وكل من لديه شبه عذر سمحت له بالتغيب الخ، إذا كيف أكون أنا المتساهلة؟ الأمر ببساطة أنها أرادت ترك الانطباع لدى العاملين بأنها ـ حين تكون فى موضع القيادة ـ هى البسيطة والمتساهلة فى مقابل ما أبديه أنا من حزم وجدية

جميل، لنرى كيف ستسير الأمور

.....

عودتي للعمل أيضا واجهتني مجددا بمشكلة متعلقة بإحدى الزميلات تحت رئاستي
هى مهذبة ونشيطة وتتفانى فى عملها ولكن المشكلة أن قدراتها محدودة جدا ولا تقوم بعمل أي شيء بكفاءة! دائما دائما هناك خطأ أو عدم إدراك لكيفية إنهاء العمل على الوجه الأحسن، بالإضافة إلى تكرار الخطأ نفسه بشكل يفوق الوصف

لا أدرى كيف أتصرف معها، جربت الشدة وجربت اللين وإعطاءها ثقة بنفسها وجربت التجاهل وتركها تتعلم بنفسها، لكن بجد بدون فائدة أو أى إحساس بالتقدم فى طريقة أداءها للعمل، المشكلة أنها لو كانت كسولة مثلا أو غير مهذبة كنت وجدت المبرر القوى لإبلاغ من هم أعلى منى واترك بيدهم قرار إبقاءها من عدمه، ولكنها فعلا تحاول بإخلاص و ولكن قدراتها محدودة

مشكلة

...........

لا أرتاح عادتا للأشخاص معسولي الكلام، لنا قريبة كانت ماما ـ وأفراد آخرين من العائلة ـ يقولن أن كلامها يسحر، وفى العمل لدينا زميل بنفس الصفة، كلام معسول ورائع وأشبه بالشعر ويقسم بالله أنه يقول ما في قلبه

الله أعلم بما فى القلوب ولكن بصراحة لا أحب ولا أثق بمعسولي الكلام
.

Wednesday, August 13, 2008

!أنا مش بس مزة

لفتت انتباهي الحملة التي أطلقتها عدد من المدونات بعنوان أنا مش مزة والتي ترفض هذا الوصف لأنه إهانة للمرأة وتأكيد على موروث ذكوري ينظر لها على أنها وسيلة متعة

رأيي يختلف إلى حد ما عن صاحبات هذه الحملة، فالكلمة كما أراها ببساطة هي المقابل العامي المصري لكلمة
Sexy/hot

من ناحية المعنى لا أرى ضررا من أن يتم وصف امرأة أو رجل بأنهما مثيران، وإن كنت أفهم اعتراض البعض على هذا التوصيف انطلاقا من كوننا مجتمع محافظ لا يسمح علنيا بهذه التوصيفات التى تتعدى مفاهيم الجمال أو الجاذبية.

أما من الناحية اللغوية، فالكلمة بدأ استخدامها فى أوساط اجتماعية معينة، وبالتالي اتسمت في بداياتها بمدلول سوقي شعبي، ولكنها مع الوقت أصبحت تستخدم من قبل فئات اجتماعية مختلفة، وهو ما جعلها في نظري تفقد هذا الطابع السوقي الى حد كبير، لأن الكلمات واللغة بشكل عام تفقد مدلولاتها أو وقعها الأصلي بكثرة الاستخدام والانتشار

هناك بالطبع توصيفات أخرى يتم استخدامها بين الرجال فقط أو بين النساء فقط كمرادف لكلمة مثير أو جنسى، ولكنها تبقى محصورة ولا يمكن استخدامها فى مجال عام أو فى جلسة مختلطة، ولكن كلمة مزة بدأت تأخذ شكلا مقبولا ومستعملا من عدد كبير من الناس كما ألاحظ، إذا فجزء من الاعتراض على الكلمة هو عدم قبول المجتمع المحافظ التوصيف الحسى، وليس لأن الكلمة فى حد ذاتها معيبة أو خطأ

اعتراضي على الكلمة ينبع فقط حين تكون هى كل ما يمكن أن تتصف به المرأة، فإذا وصف رجل امرأة معه فى العمل أو فى الجامعة قائلا مثلا أنها ناضجة وطيبة وبالإضافة إلى ذلك مزة
هل هذا التوصيف مهين أو سلبي؟؟ لا أعتقد، الوصف أرى شخصيا فيه نوع من الإطراء، ولكنى أشعر فقط بسلبية الكلمة إذا وصف رجل امرأة على أنها فقط مزة، أي أنه لم ير في هذه المرأة سوى البعد الحسي، وإن كان هذا أيضا ليس عيبا فأحيانا أول صفة تشد المرأة للرجل هى الوسامة أو الكرم أو خفة الدم، فما الخطأ لو كان أول ما يشد الرجل للمرأة أنها مثيرة؟ إذا شاهد رجل فتاه فى الشارع وقال لصديقه أنها مزة، أو قال أنها جميلة أو رقيقة أو أنيقة أو أو، أليست كلها معاني تعكس أوجه مختلفة للمظهر الخارجي؟ لماذا نقبل أن يقال شيك أو جميلة ولا نقبل مزة؟ السبب هو أن كل ما له صلة بالجنس لا يجب أن يقال أو لا يصح أن يتم التعبير عنه علانية

واحدة معرفة أبدت اندهاشها أن يصدر هذا الرأي منى، وقالت أنها على العكس ترى الكلمة وقحة، فأجبتها أن عدم اعتراضي على الكلمة لا يعنى أن يقولها الرجل للمرأة مباشرة، لأنها مثل أي كلمة أو وصف آخر يجب أن تقال بين شخصين تسمح علاقاتهما بمثل هذه الكلمات وفى الظروف المناسبة، لأنه حتى كلمة بريئة مثل جميلة أو أنيقة لن تتقبلها المرأة اذا قيلت لها من الموظف فى البنك مثلا

الظريف أن نفس الكلمة بصيغة المذكر بدأت مؤخرا فى الاستخدام لوصف الشاب، واعتقد أن شبابا كثر سيسعدون بلقب مز إذا ما تم وصفهم به، وهو استخدام من قبل السيدات أيضا يعكس الحاجة لكلمة تفيد معنى أن الشاب مثير أو هوت كما يقال بالانجليزية دون أن يكون المقصود منها الإهانة أو التقليل من شأن الرجل

Saturday, August 9, 2008

أول كلام


أجمل ما في عطلتى هو الخروج عن الروتين المألوف والتعرف على شخصيات جديدة أو أحيانا مجرد السماع عن شخصيات وحكايات جديدة
وأيضا التمتع بمناظر طبيعية خصوصا الجبال والمساحات الخضراء، دون أن أنسى طبعا متعة الشوبنج

أيضا سعدت بما قاله أصدقاء قدامى عن أن آثار السنوات لا تبدو على ملامحي، وهى مجاملة من كثرة ما استمعت إليها بدأت أحيانا أصدقها

ومتعة الطعام، الكثير من الطعام اللذيذ خاصة الياباني والايطالي، ورغم أنى لست من هواة أكل اللحوم كثيرا ولكنى أكلت أشهى ستيك ذقته منذ سنوات

كذلك قيل لى فى إحدى المناسبات كلمات إطراء من غرباء أثارت ضحكي ولا أخجل أن أضيف أنها أيضا أسعدتني

شاهدت خلال الأجازة فيلمين حققا أعلى أرباح فى شهر يوليو وهما
The Dark Knight
للممثل هيث ليدجر الذى توفى مؤخرا، والفيلم نموذج للحرفية الأمريكية فى صناعة فيلم أكشن، وقد أصابني بصداع فهو ليس نوعية أفلامي المفضلة
ثم فيلم
Mamma Mia
للرائعة الرائعة ميريل ستريب وهى ترقص وتغنى وقد تعدت الخمسين من عمرها فى فيلم غنائي خفيف لا هدف له سوى رسم ضحكة جميلة على وجوه المشاهدين وهو ما نجح الفيلم في تحقيقه

نأتي الآن للجانب غير المشرق تماما في الأجازة، وأولها ساعات الطيران الطويلة المملة

كذلك ضايقني ما قالته لي صديقة قديمة أن العصبية أصبحت سمة أكثر وضوحا في شخصيتي، ولا أدرى ما هو السبب الفعلي الذي ضايقني من هذا الرأي؟ هل لأن العصبية أصبحت سمة لي وهى صفة أكرهها بشكل عام، أم لأن الصديقة صارحتني بهذا الرأي ؟
أيضا عانيت من ألم شديد فى قدمي من كثرة السير لساعات طويلة

هذه أجازتي فى خلاصة، ولكن ما يستحق الكتابة عنه بشكل مفصل هو عدد من الحكايات التي سمعتها أو شاهدت أطرافها، وهى حكايا خاصة بالعلاقات الاجتماعية وبالحب وبالدين، قد أكتبها فيما بعد

تغيير كنت أحتاجه

شكرا للجميع على السؤال والأمنيات بإجازة طيبة، وأنتم أيضا بجد وحشتونى

Saturday, July 5, 2008

آخر كلام قبل الأجازة

تعليقين صغيرين فى الجرنان يومين ورا بعض

الأول خبر الجمهورية على الحادثة الشهيرة بقيام سيدة بضرب الداعية المعروف، كتب الجرنان فى نهاية الخبر التالى" والداعية معروف بزواجاته المتعددة بين رسمى وعرفى ومسيار"

!بجد لما قريت الخبر لقيت نفسى بقول تلقائى الله أكبر

برضه تانى يوم فى نفس الجرنال خبر عن قضية فساد مالى بين مسئولين فى بنك وسيدة أعمال تم ذكر اسمها بالكامل كتبوا انها مالكة لشركة أسمها الايمان
ومن غير تعليق
ــــــــــــــــــ

على هامش موضوع الموافقة على جواز المثليات والمثليين فى ولاية كاليفورنيا

لفت انتباهى فى صور وفيديو نشرات الاخبار فى تغطية الموضوع اشكال تورتات الفرح فى أمريكا، شكلها حلو قوى، مش كبيرة سبع وتمن أدوار زى عندنا فى مصر، دور أو دورين بس لكن متزوقة بشكل جميل جدا، تورته كانت كلها متغطية حتى من الجناب بحلوى مصنوعة على شكل ورود بيضاء رقيقة، وتورته تانية لونها أحمر فاقع كلها برضه ورود كأنها طبيعية

حاجة تفتح النفس

على الاكل مش الجواز

ـــــــــــــــــــ
حتة العسلية شيرين ليها البوم جديد بس يا خساره فيه بس تلات اغنيات جديدة

بحب شيرين وبحب صوتها وطريقة غناها، وعجبتنى اغنية بكلمة منك وكمان اغنية الالبوم أطمنك

وبمناسبة الاغانى برضه
ميريام فارس ليها أغنية جديدة أسمها أنا مش أنانية
موضوع الأغنية انها بتقول لحبيبها اللى بيحب اتنين انه لازم يسيب التانية عشان يبقى ليها لوحدها، والظاهر انها حاسة أن الطلب ده عيب قوى فعماله تأكد له إنها مش أنانية علشان تطلب الطلب ده

أنا قلت فى نفسى فعلا دى أنانية جامدة قوى وعايزة حبيبها يكتفى بواحدة إزاى يعنى؟
ــــــــــــــــــــــ

قريت تصريح مساعد وزير الداخلية على الشكل الجديد لنمر العربيات واللى هتكون مكونة من تلات حروف منفصلة بالاضافة للارقام، وتأكيد سيادة اللواء أنه هيتم مراعاة ان التلات حروف المنفصلة مش هتشكل كلمة مخلة بالاداب أو خادشة للحياء

حلو قوى ان المسئولين عندنا يعملوا مقدما حساب الكوارث اللى زى دى قبل ما تحصل، بس ياريت كمان يعملوا حساب كوارث أصغر زى حوادث القطارات والمراكب وخلافه

فكرنى موضوع الكلمات المخلة دى بواحد زميل فى شغل سابق فى مصر كان قافل بعربيته على عربية تانية فى الشارع ولما طلع لقى العربية المزنوقة طلعت ميعرفش ازاى، بس صاحبها من غيظه ان عربيته كانت مزنوقة سابله ذكرى فحفر له بالمسمار على عربيته كلمة الشتيمة المشهورة اللى من تلات حروف بشكل واضح جدا على كبوت العربية، زميلنا اتعمل له زفة لحد ما راح لبتاع الدوكو وشال الكلمة

ــــــــــــــــــــ

الايام دى مجنونة وزحمة بس خلاص هركب جناحين واطير لاجازة صيفية
مدونتى هتوحشنى والتواصل مع أصدقائها هيوحشنى وكمان المدونات اللى متعودة على قرايتها هتوحشنى
وياريتنى برضه أوحش اللى نفسى إنى أوحشهم

شوية اسابيع وهرجع إن شاء الله
أشوفكوا بخير

Wednesday, June 25, 2008

خدش أو جرح أو كسر

والخدوش أو الجروح أو الكسور هى درجات الآثار المختلفة التى تتركها الخلافات على الصداقات، تحددها عمق العلاقة وحجم الخلاف وطبيعة الشخصيات
ورغم أنى بشكل عام من الأشخاص الحذرين فى معاملة الناس وتأخذ الصداقات الحقة دورها ووقتها لتتبلور وتصبح ذات معنى، إلا أن هناك أيضا خدوشا وجروحا وكسورا فى بعض صداقاتي ألوم نفسي في بعضها وألوم الآخرين فى بعض آخر وألوم الظروف فى بعض ثالث

أول مرة أتذكر أنى خاصمت صديقة أنتيم كنت فى مرحلة ثانوي، كانت عادتها التأخير على الأقل لنصف ساعة ودائما لأسباب واهية، بينما أنا ـ ومنذ الصغرـ عادتي الوصول قبل الموعد بعشر دقائق على الأقل
اتفقنا يوما على اللقاء فى الشارع والذهاب سويا للسينما وتأخرت الصديقة لأكثر من ثلاثة أرباع ساعة، وما أسوأ الانتظار فى الشارع، كما أن عرض الفيلم كان قد بدأ، وحين وصلت صديقتي بحجة واهية كالعادة، لم استطع السكوت وانفجرت بينما التزمت هى بالصمت

ظللنا لأسبوعين تقريبا لا نتحدث حتى اتصلت هى، وعادت المياه لمجاريها، بعد ذلك كانت تحاول إلى حد ما احترام مواعيدها، وحاولت أنا أيضا من جانبى التمسك بهدوء الأعصاب وعدم انضباطي فى مواعيدي معها حتى أقلل من فرص انتظاري ، ولكنى أيضا اكتشفت بعد ذلك شيئا وهو أن لدى هذه الصديقة خلل فعلى فى تحديد وتقدير الوقت، واستمرت صداقتنا قوية لمدة طويلة

ــــــــــــــــــــ
.
صديقة عرفتها فى بداية عمل سابق، كانت ظريفة جدا وذات شخصية منطلقة وكريمة، تدرجت معرفتي بها لتصبح صداقة قوية رغم تحذيرات معرفة مشتركة بأن صديقتي الجديدة "تقلب" فى خلال ثانية دون أسباب معلومة
وقد كان
فى إحدى المواقف التافهة ونحن نتجادل فى موضوع ما بعد شهور من معرفتي بها، وجدتها لمدة ثوان كما لو كانت شخصا آخر، تتفوه بعبارات بغيضة وفى عصبية لم أراها من قبل جعلتني فى حالة ذهول، لم أرد من شدة اندهاشي من هذا الوجه غير المألوف منها، ولكنى قررت مقاطعتها تماما لدرجة أنى فكرت أن أرجع لها هدية قيمة جدا كانت قد أعطتها لي قبل الخلاف بأسابيع بمناسبة عيد ميلادي
ظللنا أكثر من شهرين لا نتحدث حتى اتصلت هى بى ذات يوم كما لو كان شيئا لم يحدث ودعتني لحفل فى منزلها وبدأت المكالمة قائلة
ـ أرجوكى دعينا لا نتحدث عن الخلاف ومن مخطأ ومن مصيب، معزتك عندى قوية جدا وأتمنى أن أراك

لا أدرى هل تصرفت صح أم خطأ ولكنى ذهبت للحفل وعادت علاقتنا قوية ولم أر منها بعد ذلك هذا الوجه الغريب، ولكنى دائما أحسست بجرح من أسلوبها يوم اختلفنا

قلت لها ذات يوم بعد ذلك أنني أثناء القطيعة فكرت فى إعادة هديتها القيمة إليها فأجابتني
ـ لو كنت أعدتي هديتي لكي، ما كان من الممكن أن نعود أصدقاء بعد ذلك أبدا لأني كنت سأعتبرها إهانة لا تغتفر، لأنني حين أهدى شخصا عزيزا فأنا أشعر كأنى أعطيت جزءا منى

هل هذا الكلام منها منطقى؟؟
على كل، فرقتنا الظروف، أحمل لها معزة، ولكن هناك أيضا لدى إدراك بأنها شخصية لا أستطيع فهمها تماما
ــــــــــــــــــ
.
هى أقرب صديقة لى منذ سنوات وحتى الآن رغم أننا قاطعنا بعضنا لفترة أربع أو خمس شهور بسبب موضوع أعرف تماما أنى المخطئة فيه
خطأي هو موافقتي على التدخل ـ بناءا على طلبها وطلب زوجها ـ لحل مشاكلهما الزوجية الضخمة جدا فى ذلك الوقت والتي أدت بهما تقريبا إلى الانفصال كل في منزل لوحده، ولكنى وجدت نفسي بعد ذلك أغرق فى بحر هذه المشاكل وفى سيل من المكالمات التليفونية منها ومنه فى اليوم الواحد تتعدى ثلاث وأربع مكالمات طويلة، لدرجة أنى أصبحت طرفا في هذه الخلافات وأصبحت أنا من يوجه لها اللوم لأني نسيت نقل تفصيلة صغيرة منها له، أو أنى قلت شيئا لها لم أكن من المفروض أن أقوله على لسان الزوج وهكذا
أثرت هذه الأوضاع على علاقتي بصديقتى وبزوجها أيضا مع الأسف رغم أن الله يعلم أن نيتي كانت دائما الخير والصلح بينهما، ولكنى فى وسط المعمعة بينهما كان يجب أن أضع لنفسي حدا لما أتدخل فيه وما لا يجب التدخل فيه حتى مع إلحاحهما
تخاصمنا لشهور حتى جمعتنا الظروف مرة أخرى، ولكنى تعلمت الدرس جيدا وهو أن محاولة الإصلاح أمر ايجابي ومحمود ولكن الانغماس فى مشاكل الآخرين حتى ولو كانوا اصدقاءا مقربين هو الخطأ بعينه

علاقتي الآن بالصديقة وزوجها أكثر من ممتازة والحمد لله، مازالت خلافاتهم تبرز من وقت لآخر ولكنى بعيدة عنها، ولولا أن أساس علاقتنا كان قوى للغاية ولولا أن صديقتي تحبني فعلا وبشكل صادق ربما ظللنا على خلاف حتى الآن

ــــــــــــــــــ
.
الخلاف الأخير الذى سأتحدث عنه سيكون بمزيد من الاستطراد بسبب تعقيداته وإن كانت التفاصيل ستتغير لتظل الشخصيات الحقيقية وراء ساتر

عرفت عين وتطورت صداقتنا شيئا فشيئا، كانت من عائلة غنية وتلقت أفضل تعليم فى مصر، شكلها عادى ولكن لها ستايل وأنيقة جدا، وأيضا مجاملة وبالتأكيد مبذرة سواء على نفسها أو على الآخرين وكنت دائما أنصحها بالكف عن التبذير دون جدوى
كانت لها شقيقة جميلة للغاية ومتزوجة من رجل أعمال ثرى جدا، وهذه الشقيقة لم تكن شخصية محبوبة كثيرا بسبب غرورها ولكن علاقتي أنا بالشقيقة كانت جيدة و كنت أراها تحمل لى ودا وكلما تراني تقول لي
ـ شقيقتي عين تقول أنها لم تعرف قط إنسانة بأخلاقك وذوقك
فكنت أشكرها وأقول لها أن عين فقط تبالغ

عملنا مع بعض لفترة، ثم تزوجت عين وتركت العمل، ثم طلقت بعد أن أنجبت طفل، خلال هذه الظروف لم نكن نتقابل كثيرا كالسابق ولكن الصداقة كانت على قوتها

وفى يوم وجدتها تتصل بى وتخبرني أنها في ورطة وتطلب اقتراض مبلغ كبير من المال، وعدتها فورا بالاستجابة، وقلت لنفسي إذا لم يقم الأصدقاء بتقديم يد المساعدة وقت الأزمات فما فائدتهم؟ وفى الصباح التالي قمت فورا بعمل التحويل من حسابي لحسابها على أمل أنها سترد المبلغ فى خلال شهرين كما وعدت

لكن لمدة أكثر من خمس سنوات لم استرد المبلغ منها، كانت في البداية تعد برد المبلغ ثم بدأت تتهرب من تليفوناتى ثم سافرت أنا وأقمت بالخارج وقلت زياراتي لمصر وعام وراء عام فقدت الأمل في استرداد المبلغ الضخم أو حتى معرفة كيفية التصرف فى الموضوع

وفى إحدى زياراتي لمصر أخبرتني معرفة مشتركة بالتطورات المدهشة التالية وهى أن عين اقترضت أيضا مبلغ من صديقة ثانية لها ولم ترده إلا بعد أن هددتها هذه الصديقة بالصوت العالى فى الشارع أمام منزلها بأنها ستبلغ أهل خطيبها الثرى الجديد (خطيب عين) ، كذلك قالت لي المعرفة أن عين تقيم بمفردها فى منزلها لأن والدتها هى التى تقوم بتربية حفيدها، ولكن أغرب ما قالته عن عين أن هناك إشاعات إدمان أو قمار أو شلة سوء تضم أيضا شقيقة عين وزوجها الغنى

كلام غريب وغير متوقع وكان بمثابة صدمة لى ونصحتني المعرفة أن أسلك سلوك الفتاة الأخرى التي استردت نقودها بعمل فضيحة فى الشارع بالصوت العالي، ولكن طبعا هذا الأسلوب بعيد تماما عن شخصيتي، ولكن بعد تفكير قمت بإرسال ايميل لعين هددتها فيه أيضا بقيامي بإبلاغ عائلة خطيبها الجديد وخصوصا أن لدى تحويل البنك وسأستشهد بالفتاة الأخرى دلالة على اعتياد عين الاقتراض من الناس

وللغرابة بعد الايميل بعدة أيام كنت قد عدت لإقامتي فى الخارج ووجدت تليفون على موبايلى من عين تعتذر عن تأخرها في إعادة المبلغ وتطلب رقم حسابي لتحويل المبلغ، وقد كان، فعلا استرددت المبلغ الكبير والذي لا أود ذكر قدره هنا خجلا لأنه دليل على هبلى التام

المكالمة كانت قصيرة جدا، ولكن بعد وصول المبلغ لحسابي وجدت ايميل منها كله اعتذار وأسف لأنها خانت الصداقة وستظل تحمل لى فى قلبها شكرا وعرفانا على أنى ساعدتها وقت أزمتها المالية على حد قولها، الايميل كان أكثر من ممتاز ولكنى بصراحة كنت قد أغلقت باب قلبي تماما تجاهها، فأرسلت لها ايميل يحمل بالضبط ما في قلبي من خيبة أمل ومرارة ورفض أي اتصال آخر بيني وبينها
!وفوجئت بايميل آخر تقول أنها تتفهم موقفي وتأمل يوما ما أن أغفر لها

قلت في نفسي وإذا كانت صادقة فى مشاعرها هل كانت تنتظر ايميل يحوى تهديدا لتقوم برد الفلوس والاعتذار وطلب الغفران؟؟ أي منطق هذا؟؟

هذا كان كسرا تاما ولا أعتقد أنه سيلتئم يوما ما

Wednesday, June 18, 2008

ذكريات قبل العاشرة



شوارع المهندسين الهادئة الخالية من المارة والعربات القليلة المتوقفة والمتناثرة

الاستماع لمسلسل الراديو الساعة الخامسة مع ماما وأختي الأصغر والذى يستمر طوال الشهر

إعجابنا بجارتنا الأنيقة وأم الطفلين التي تنزل العصر لتقود الدراجة وتسير فى شوارع المنطقة

سيرنا شبه اليومي أنا وشقيقتي الأكبر لمدة نصف ساعة ذهابا وعودة لحى الدقى لأن به أقرب سوق

شوكولاتة جوز الهند وشوكولاته الليمون ذات الغلاف الأخضر

ارتداء شقيقاتي للملابس التي يحبونها دون لفت الانتباه كثيرا فى الشارع أو اعتبارنا أعجوبة

التليفزيون الأبيض والأسود بقناتيه الأولى والثانية وبداية الإرسال الساعة الرابعة أو الخامسة بعد الظهر واختتامه منتصف الليل

ومبى المهندسين فى شارع جامعة الدول العربية وذهابنا إليه كل خميس أو جمعة باعتباره باللفظ المعاصر روش

المصيف فى الإسكندرية في سيدي بشر والازدحام المعقول جدا حتى فى شهر يوليو، وصاحبة العمارة اليونانية الكبيرة في السن والمتزوجة من شاب مصري يصغرها كثيرا

فيلات المهندسين ذات الدور أو الدورين والفراندات المزروعة فل

حزننا أن واحدة من شقيقاتي ستتزوج وستنتقل لآخر الدنيا فى مصر الجديدة

جهاز التليفون الأسود بالقرص ورفع السماعة والانتظار حتى تأتى الحرارة

إعجاب ابن الجيران الألماني الجنسية بى وتندر الصديقات بذلك

باروكة ماما البنية اللون الطويلة والتي كنا نراها قمة الأناقة

ركوب الأوتوبيس أحيانا من شارع البطل أحمد عبد العزيز للوصول للنادي واعتباره نزهة

انتظار شقيقاتى لأفلام سعاد حسنى حين تعرض فى سينما سفنكس لنشاهد الجديد الذي ترتديه من "الملابس لأنها "الموضة

المعاكسات التليفونية التى لا نعرف كيف نمنعها، وإن كنا نشك فى شاب معين يسكن نفس الشارع

شراء الجاتو من تسيباس فى وسط البلد بالدسته وليس بالقطعة

جارتنا التي تقود السيارة وزوجها جالس فى المقعد بجانبها وإعجابنا ـ واعجابى أنا خصوصا ـ بذلك

محلين الكوافير في المنطقة المزدحمين جدا خاصة يوم الخميس

ترقبنا لزيارات خالتي الصغيرة التي نعتبرها شيك و"بحلقتنا" وهى تمسك بطرف السيجارة وعليها آثار الروج، وبعد خروجها نمسك ببقايا عقب السيجارة بنفس طريقتها ونقلدها فى الحديث

حين يسألنى أحد ماذا أريد أن أكون حين أكبر جوابى: مذيعة أو مضيفة أو عارضة أزياء

شقيقاتى الأكبر سنا يتحدثن عن ميم التى نعرفها وتسكن فى المنطقة وكيف أنها تعرفت فى سنة واحدة على ثلاث شبان مختلفين واعتبار ذلك "صياعة" جامدة

من ضمن ما يأتى به بابا من سفرياته فى الخارج تفاح أحمر

أول حالة طلاق فى العائلة الكبيرة واعتبارها شبه كارثة

اختيار أستاذ الموسيقى فى النادي لي لأتعلم الكمان وبكائي لأني أريد تعلم البيانو

ضيوف لا نعلم من هم وماما منعتنا أنا وأختي الأصغر من الخروج للصالون، فهمت بعد ذلك أنه عريس متقدم لشقيقتى الكبرى رغم أنها مازالت فى ثانية جامعة

سؤال أختي الصغيرة لبابا عن معنى كلمة "جنس" وصمت بابا لأنه لا يعرف كيف يجيب، بينما أنا عندي تقريبا فكرة عن معنى الكلمة
.
.

Sunday, June 15, 2008

من هنا كان أسمي

الزهرة السوداء

كنزنا الغالي تركناه هنا
لحظات ثم أسرعنا إليه
والتمسناه وراء المنحنى
وعلى التل لكن لم نعثر عليه

وسألنا عنه في الغابة ربوة
فأجابت أنها قد نسيته
وهمسنا باسمه في سمع سروة
فتناست في الدجى ما سمعته

غير أن الفجر حيّا في ابتسام
وأرانا في مكان الكنز زهرة
نبتت سوداء في لون الظلام
وسقاها دمعنا لينا ونضرة

كلما مرت بها ريحُ الصباح
بعثت في الجو موسيقى خفية
وأنينا خافتا ملء الرياح
كمنت فيه دموع البشرية

إنها زهرتنا الوسنى الحزينة
أمسنا في لونها مازال لدْنا
فمنحناها مآقينا السخينة
!وحملناها مع الذكرى وعدنا
.
.
من بين مئات القصائد لنازك الملائكة هذه هي قصيدتي المفضلة، أحب كثافة وغموض معانيها وكذلك قصرها
كنز ضاع ونبتت مكانه زهرة سوداء كلما سقيت بالدموع بعثت موسيقى فى الجو

قد تتعدد التفسيرات ولكن أيا كانت أشعر أن بداخلي شيئا من هذه القصيدة وبداخلها شيء منى، وحين فكرت فى بدء المدونة أول ما خطر ببالى أسم له علاقة بالقصيدة
.

Monday, June 9, 2008

أغنية

العتمة سور والنور بيتوارى
وإيش للفقارى فى زمان النوح؟
ميتى تخطى السور يا نوارة؟
ويهل عطرك ع الخلا ويفوح
ويشدنا لقدام
أيام
.
.
من أغنية الأيام لعلى الحجار

تخاطيف كلام

قلت سابقا أنى بدأت في تغيير عاداتي الغذائية وتناول طعام أكثر صحية، المشكلة الآن نتيجة لهذا التغيير فقدت حوالي 4 كيلو جرام فى اقل من ثلاثة أشهر فى حين أنى لست بحاجة لفقد أي وزن لأني والحمد لله أمتاز بنحافة طبيعية

كلما أقول هذه المشكلة لأي شخص أجد رد الفعل الطبيعي: يا بختك، وبتشتكى من الخسسان بسرعة؟
بس هى فعلا مشكلة، لذا قررت التوقف عن الغذاء الصحي والعودة إلى الرمرمة المعتادة وخصوصا البيتزا والمكرونة
الموضوع الظاهر محتاج مجهود وبحث كيف يكون الغذاء صحي دون التسبب فى فقدان الوزن
ـــــــــــــــــــــ
.
الأسبوع الماضي كانت لدى دعوة للعشاء فى منزل أحد المعارف
كان هناك حوالى 30 فرد بين رجال ونساء من جنسيات مختلفة وبدأت السهرة تقريبا الساعة الثامنة وأنا تركتهم حوالى الساعة 11
خلال السهرة لاحظت مرتين أن هناك شخصا ينظر لى ويتابعني بنظراته التي لا تحتاج لعقلية جبارة لفهم مغزاها الواضح والذى يقول
أنا هنا
أنا مهتم
أنا أريدك أن تعرفي أنى مهتم

كالعادة قمت بتجاهل النظرات رغم أن الرجل يبدو لطيفا ووسيما إلى حد ما
قرب نهاية السهرة وقفت أتحدث مع معرفة جديدة وظريفة سبق أن تقابلنا، وقالت لى أنها تود تعريفى بزوجها، ونادته من بعيد، فوجدته صاحب النظرات والذي بدا عليه الإحراج وهو يسلم على بطريقة رسمية، لدرجة أنه كان يقول لى حضرتك بدلا من أنت، طبعا لم يكن يتوقع أن من لاحقها بنظراته المكشوفة تكون نفسها معرفة زوجته
المعرفة قالت له: هاهى فلانه التى سبق وحدثتك عنها، ثم وجهت دعوتها لى أن أقضى يوما معهم فى الويك إن وزوجها صامت طبعا ولا يتحدث ولا حتى ينظر باتجاهي
قلت لها أكيد إن شاء الله
ــــــــــــــــــــــ
.
أجمل عنوان قرأته وأضحكني في مجلة أخبار الحوادث لحديث صحفي مع الراقصة دينا بخصوص رقصها في إحدى حفلات البروم لمدرسة مصرية واللغط الذي أثاره هذا الموضوع

عنوان الحديث
!دينا تقول: رقصي كان مقررا في منهج الفرفشة
ــــــــــــــــــــــــ
.
اتصلت بى زوجة أخي من القاهرة وقالت أن لها قريبا من بعيد هو وزوجته سيزوران البلد الذى أقيم فيه، وأبلغتني أنها أعطتهم رقم تليفوني، فسألتها عن مكان إقامتهما لأنى سأقوم بالاتصال، وإذا كان يهمها فعلا أمرهما سأقوم بدعوتهما للعشاء، فقالت لى أنها لا تريد أن تثقل على ولكن هذا الشخص فعلا يهمها

قمت بالاتصال بهما فى الفندق واتفقنا أن أمر عليهما للخروج سويا
أول انطباع حين رأيت الزوجين هو انطباع أحسسته في مرات معدودة سابقة مع أزواج آخرين، وهو عدم وجود انسجام أو توافق مظهري بينهما
الرجل (درس وعاش فى الولايات المتحدة فترة لا باس بها من الزمن) له ملامح مصرية وسيمة ويرتدى ملابس كاجوال أنيقة والقميص مفتوح زرارين من الأعلى، كذلك نصف كلماته باللغة الانجليزية بلهجة أمريكية واضحة، الزوجة ترتدي عباءة سوداء كاملة ولكن وجهها مكشوف

ربما تكون شخصياتهما متكاملة ومنسجمة، لا أعلم، ولكن مظهرهما فيه تناقض كبير في رأيي

أحيانا حين اخرج مع أصدقاء مقربين أتساءل عن نوعية الملابس التي سنرتديها ـ إذا لم يكن المشوار نفسه يستدعى نوع معين من الملابس ـ لأني أحب أن يكون هناك نوع من الانسجام المظهري بيننا، فلا أنا أرتدي رسمي ومن معي بالجينز أو العكس، ولكن لا أتخيل أن أكون مع نصفى الثاني وملابسنا تعطى انطباعات باتجاهات مختلفة
ــــــــــــــــــــــ
.
كتبت بوست عن رأي فى موضوع الطائفية فى مصر يتضمن تساؤلات لا أجد لها إجابات ثم ملاحظات لدى فى نفس الموضوع ولكنها مفتوحة للنقاش لأني لست على يقين بصحة هذه الملاحظات
ثم بصراحة تراجعت عن نشره لأني أحسست أنه قد يكون استفزازيا و بلا جدوى فى النهاية

سأفكر ثانية لأقرر نشره من عدمه
ـــــــــــــــــــــــ
.
هناك فرق بين المجاملة اللطيفة والمجاملة الزائدة غير اللطيفة
أعتقد أن الفرق بينهما أن الأولى حين تبالغ فى التعبير عن شيء، يعنى مثلا حين تجد شيئا عاديا فتقول أنه جميل، أو تراه جميلا فتقول عنه أنه جميل جدا، ولكن النوع الثاني من المجاملة هو حين تجد شيئا قبيحا ولكن تقول عنه أنه جميل جدا
أتقبل النوع الأول وأكره أكره النوع الثاني لأنه ليس مجاملة ولكن كذب صريح ومبالغ فيه

أعرف شخصا مجاملاته دائما من النوع الثاني، دخلنا منزل أحد المعارف وسألني قبل دخوله عن رأيي في أثاث وديكور المنزل فقلت له بصراحة أنه لا يعجبني فهو ببساطة ليس ذوقي والمسألة فى النهاية اختلاف أذواق
وبمجرد دخوله المنزل ظل يثنى على كل شيء ويصفه بالرائع، ويشكر مجهود ربة البيت فى اختيار الألوان والأثاث الخ، وأول شيء قاله بعد خروجنا من المنزل
ـ عندك حق البيت بشع

نفس هذا الشخص بعد عدة أيام رأى سيارتي الجديدة فقال
ـ أحسن اختيار، عربيتك حلوة قوى وشيك

قلت فى نفسى
!ـ طبعا انت هتقوللى
.
.

Wednesday, June 4, 2008

أيام سد الحنك

كنا انا واختى الصغيرة نقف مع ماما فى المطبخ زى كل الاطفال، نحب نشوفها وهى بتطبخ ونساعدها لو طلبت منا حاجة أو نقولها احنا عايزين نعمل معاها حاجة

كانت بتخلينا مثلا نقطف معاها الملوخية وتنبهنا منقطفش الفروع الصغيرة مع الورق علشان لو اتطبخت بيبقى طعهما وحش، أو تحطلنا القوطة الطرية فى المصفى وتقولنا نعصرها واحنا آخر سعادة بالمهمة دى واللغوصة اللى فيها، أو تقولى افضل اقلب البصل فى الزبدة لحد ما يتشوح من غير ما اوقف علشان ميتحرقش، وده كان قبل زمن الكيتشين ماشين والأكياس المجمدة الجاهزة وخلافه

وقفتنا فى المطبخ كانت مبتخلاش من النقنقة، مرة ندوق ده أو ده أو هى تقولنا نشوف الملح كفاية ولا لأ، بس اكتر حاجة كنا بنحبها ونستناها هى لما ماما تدينا الكاسروله وفيها بقايا سد الحنك وتقولنا ناكلها، بصراحة لحد دلوقتى وبعد العمر ده معرفش سد الحنك ده أيه بالضبط وبيتعمل ازاى، اللى افتكره انه كان زى البشامل لكن اتقل ومسكر، متهيألى كده ماما كانت بتحشى بيه صينية الكنافة أو القطايف

وماما زيها زى غالبية ستات زمان كان المطبخ عندها اساسى وبتقضى فيه ساعات، كانت بتصعب عليا خصوصا لو لاقينا فجأة ناس من بلد بابا طابين علينا وقت غدا او عشا، وبابا طبعا بأصوله الريفية لا يمكن يخليهم يخرجوا من غير ما يتغدوا او يتعشوا، الاقى ماما جريت على المطبخ وطلعت اللحمة او الفراخ من الفريزر وحاطتها تحت الميه السخنة وخلال ساعة كله يكون جاهز، ومرة من المرات المرقة المولعة وقعت على ايدها وهى بتصبها ولقينا جلد ايديها احمر ونفخ، والله ماما ما بطلتش طبيخ وكانت يا حبيبتى كل شوية ترفع كفها للشباك فى المطبخ علشان الهواء البارد يخفف شوية من سخونة الجلد وترجع تانى بالحركة السريعة تكمل الطبخ علشان ضيوف البلد

كبرنا أنا واختى الصغيرة وقل اهتمامنا بالمطبخ، مبقناش نقف مع ماما ولا نسألها حتى اذا كانت عايزة مساعدة، اهتماماتنا اتغيرت، ولحد دلوقتى يمكن انا واختى اقل اتنين بيعرفوا يطبخوا فى العيلة، اختى اتجوزت ومستقرة وعندها ولد وبنت بس برضه الطبخ عندها حاجة كده على الماشى، وانا الدنيا شالتنى وحاطتنى فمكنش المطبخ عندى اساسى قوى

لما افتكر دلوقتى اننا مكناش بنساعد ماما كتير بجد بندم واضايق، دى حتى كانت بتتحايل علينا لما نحط الاطباق الموسخة فى الحوض بالليل اننا على الاقل نفتح عليها الحنفية شوية علشان بقايا الأكل متلزقش و تتعبها لما تقوم هى وتغسلها تانى يوم الصبح
حاجات كده صغيرة مكناش بنفتكر نعملها رغم انها كانت هتريحها

:الكلام ده افتكرناه انا واختى من يومين واحنا على التليفون الانترنت لما سألتنى
فاكرة لما ماما كانت بتدينا الكاسروله فيها سد الحنك ومعلقتين بلاستيك بيض صغيرين وتقولنا يللا خلصوا ده؟
.
.

Sunday, June 1, 2008

أصوات

الكمان: قلب

البيانو: سمو

الطبلة: الأنا قبل التشذيب

الأكورديون: نشوة

الناى:عتاب

الساكسفون: سهر

الرق: عبث غير بريء

القانون: دلال

العود: عبق بخور
.
.

Sunday, May 25, 2008

ألغاز صغيرة

ألغاز صغيرة ليست ذات أهمية ولكن لأنها الغاز فقد ظلت عالقة بالبال

اللغز الأول
.
حقيبة ورقية خاصة بى تضم:
بلوفر أخضر فى أبيض جديد بالتيكت غالى الثمن
حذاء رياضي قديم
ثلاثة كتب
عدد من شرائط الموسيقى
بلوزة مستعملة

مرت الحقيبة بين أيدي ثلاثة أشخاص هم صديقتي المقربة هدى وزميلي نديم وزميلتي الجميلة ذات العيون الخضراء سميرة، وحين عادت حقيبتي إلى بعد سفري لمدة شهر اكتشفت عدم وجود البلوفر
سألت هدى بصراحة لأنها الأقرب فقالت أنها لا تعلم ولم تفتح أساسا الحقيبة لترى ما بداخلها لأنها كانت على جدول الطيران وأرادت تركها لسميرة فلم تجدها، وقد أعطتها لنديم ليسلمها لاحقا لسميرة، سألت نديم ـ دون ذكر ضياع البلوفر ـ فقال أنه أخذ الحقيبة من هدى وظلت معه ليومين وأعطاها لسميرة فورا بعد وصولها، سميرة قالت أنها أخذت الحقيبة من نديم وبقيت عندها حتى أعطتها لهدى مرة أخرى لتظل معها حتى عدت أنا من سفري واسترددتها

لا أكاد أصدق أن واحدا من الثلاثة سرق البلوفر
هدى مستبعدة تماما، نديم ماذا سيفعل به؟ يعطيه لخطيبته مثلا؟؟ افتراض مضحك، سميرة الجميلة ذات الدم الخفيف؟؟ ولما؟ ينقصها مال أو ملابس؟؟ طبعا لأ
ـــــــــــــــ
.
اللغز الثانى

نفس الصديقة هدى
جمال كان معجب بها ولكنها أوضحت له بكل ذوق أنها غير مهتمة
حسين أعجب بها وعرف كيف يصل لقلبها، واتفقا على عدم إعلام أى شخص حتى التأكد من الخطوة التالية، وكنت أنا الاستثناء الوحيد لصداقتي بهدى، ثم بدأ حسين مع الوقت يدعى أنه اكتشف عدم ملائمتهما لبعض وقرر إنهاء العلاقة رغم الم هدى الشديد

لم يكن بينى وبين جمال استلطاف كبير رغم خفة دمه، فى حين كنت اقدر حسين وأرى فيه صديقا ذا شخصية مميزة ولكن إنهاءه لموضوعه مع هدى بهذا الشكل جعلني في حالة استياء منه

فى حديث بينى وبين جمال ورد اسم هدى فقال لى:
ـ حالتها عاملة ايه بعد ما حسين قلبها بالمنظر ده؟
ـ قلبها؟ بتتكلم على ايه؟
ـ متعرفيش انهم كانوا ماشيين مع بعض وبعدين حسين سابها؟
ـ لا معرفش ومين قال لك الكلام ده؟
ـ هو حسين نفسه حكالى وقالى انه كان أساسا بيتسلى

لم اصدق ما اسمعه وذهبت فورا لحسين ولمته على كلامه عن هدى بهذا الشكل فلم يرد وأخذني من يدي في لحظتها لجمال وقال له أمامي

ـ انا جبت سيرة هدى معاك فى اى موضوع؟
ـ آه وقلتلى انك كنت بتتسلى وسبتها
ـ انت كداب الكلام ده محصلش
ـ لا انت اللى كداب والكلام ده حصل

الموقف غريب فالاثنان أمامى يكذّبان بعضهما بثقة مائة بالمائة وأنا لا اعلم من الصادق ومن الكاذب
.
ـــــــــــــــــ
.
اللغز الثالث

مديحة تعرفت عليها فى إحدى المناسبات، ظللنا نتحدث لأكثر من ساعة، مصرية تربت فى كندا وأنهت دراستها هناك ثم تزوجت مصري مهاجر أيضا، ثم تولى زوجها إدارة فرع شركة كندية كبيرة فى القاهرة فعادت لمصر، عندها ولد وبنت

أحسسنا بكيمياء بيننا، ثم تقابلنا بعدها بيومين وكنا نتحدث فإذا بها تذكر فى طيات الحديث أنني قمت بعمل دراسات عليا من الخارج، فسألتها كيف عرفت بهذه المعلومة، فأجابت أنني أخبرتها بذلك فى لقاءنا السابق
أقسم أنني لم أذكر أبدا موضوع دراستي بالخارج فى لقائنا السابق، ولا يوجد بيننا معارف مشتركة يمكن أن تكون قد علمت منهم، حتى لو علمت من آخرين ما يدعوها للادعاء أننى قلت لها؟؟ لا أعرف، ولكن فى النهاية وضعت احتمال جزء جزء من الصفر أن أكون قلته فقط لكى يستريح عقلي

هذا الموقف لا يعد شيئا مقارنة بما حدث بعد ذلك

اتفقت أنا ومديحة أن نتقابل يوم الخميس وسأتصل بها مساءا لتحديد المكان والوقت، ولكنى نسيت تماما الموضوع وكنت في زيارة لشقيقتي فى مصر الجديدة مساء الخميس وفى طريق عودتي للمهندسين تذكرت فاتصلت وكلى حرج واعتذرت عن عدم اتصالي ولكنها دعتني لزيارتها فى المنزل وقالت أن زوجها مسافر وأن أولادها ناموا بالفعل، حاولت الاعتذار لتأخر الوقت وازدحام الطريق من مصر الجديدة ولكنها أصرت وأعطتني العنوان، وقبل وصولي بدقائق اتصلت بها مرة أخرى وقلت لها أنى تقريبا أمام العمارة

شقة واسعة وجميلة على النيل، مفروشة بعناية ستايل أمريكي، وجدت مديحة ترتدى جينز وتى شيرت وجلست أنا على كنبة حمراء وأمامي النوافذ الزجاجية الواسعة التي تسمح برؤية أضواء النيل، وسألتني ماذا أشرب فأجبت عصير

جلست وحدي انتظر عودتها بالعصير فى الشقة المظلمة الهادئة جدا ثم بدأت ألاحظ في الزجاج أمامي أن هناك انعكاس لخيالين فى الزجاج، مما يعنى أن خلفي بمسافة ما شخصين وليس فقط مديحة رغم عدم صدور أي صوت يدل على وجود شخصين

سألتها حين عادت:
ـ فيه خيال حد فى القزاز ده مين؟
ابتسمت مديحة وصمتت لثوان ثم قالت:
ـ ده عفريت

لم ادر هل تمزح أم تتحدث بجد فسألتها:
ـ لا بجد مين؟
ـ ده جوزى
ـ هو جوزك هنا؟ انتى مش قلتى مسافر؟ انا آسفة أكيد عملتلكو إزعاج فى الوقت المتأخر ده
ـ لا أبدا لو فيه إزعاج كنت قلتلك

شربت العصير وبعدها بخمس دقائق استأذنت ونزلت رغم أننا كان من المفروض نسهر
الموقف غريب
ـ لماذا تدعى ان زوجها مسافر وهو موجود؟
ـ لماذا يتحرك زوجها خلفي مع تعمد عدم صدور أى صوت منه، ولا أقول طبعا لماذا لا يأتي ويسلم
ـ إذا لم يكن هذا الشخص زوجها مثلا فقد كان لديها الوقت الكافي لتجعله يخرج قبل وصولي
ـ لو عاد زوجها من السفر أو لو أن هذا شخص آخر لماذا تصر أنى أزورها رغم أنى نسيت الموعد أساسا وحاولت الاعتذار عن الزيارة والوقت متأخر؟
ـ في ردها على لم تبرر مسألة وجود زوجها ولكنها حولت الحديث إلى أنى لم أسبب لهما إزعاج، أي أنها تعمدت عدم توضيح الموقف

لو لم تكن مديحة وزوجها من عائلة معروفة ومنصب زوجها هام، لتخيلت نية سيئة، ولكن المظهر الخارجي لها ولمستواها يتناقض مع أية أفكار أخرى محتملة

اتصلت بى مديحة بعدها بأسبوع وسألتني لماذا اختفيت، ثم اعتذرت عما حدث يوم الخميس، لم افهم عن أي شيء تعتذر بالضبط ولكنى لم أرد فتح الموضوع مرة ثانية، فادعيت أن هناك مشاغل وأننا سنلتقي قريبا مرة أخرى

لم أتصل بعد ذلك ولم تتصل هي
.

Saturday, May 17, 2008

كليشيه ذكوري مصري وأشياء أخرى


قرأت هذه المعلومة الطريفة التي لم أكن أعرفها
هناك مطار فى شمال انجلترا مر به الفيس بريسلى ترانزيت فى طريقه إلى ألمانيا مرة واحدة، وهى المرة الوحيدة التي يقال ان الفيس بريسلى زار فيها ـ أو بالأدق وطأت أقدامه فيها ـ بريطانيا، وقد أقام مسئولو المدينة البريطانية نصبا تذكاريا فى المطار يقول أن الفيس بريسلى مر من هنا.
وقد تواترت أنباء غير مؤكدة مؤخرا أن هناك احتمال ان يكون الفيس قد زار لندن سرا خلال حياته، الا أن مسئولي المدينة البريطانية ومطارها قالوا طالما لا تأكيد لهذه المعلومات فستظل مدينتهم صاحبة التميز فى أن الفيس مر بها ترانزيت!

ليس قصدي من ذكر هذا الخبر المطالبة بالمزيد من الاهتمام والتقدير لفنانينا، لا، فهم بالفعل يتم رفعهم للسماء بحق أو بدون حق وليسوا فى حاجة للمزيد على جبال الإطراء الموجودة بالفعل في وسائل إعلامنا، ولكن الخبر أثار اندهاشي لأن تاريخ موسيقى الروك شهد دائما تنافسا ضمنيا بين بريطانيا والولايات المتحدة، ومع ذلك يبدو أن الموضوعية لدى الغرب أكبر بكثير مما يسمح به إدراكي/إدراكنا
ــــــــــــــــــ
.
من الأقاويل التى تثير بجد غيظي أن تلمح وسائل الإعلام أو بعض الشخصيات إلى أن نجاح أو مجرد عمل بعض الممثلات غير المصريات فى مصر هو نتيجة لعلاقات "مشبوهة" أو لأنهم يقبلون أدوارا لا تقبلها مصريات كما لو كانت النوعيات السيئة هى فقط لدى الغير، ولكننا كلنا ملتزمون وجادون و"ياعينى" هذا هو السبب أن فناناتنا لا يجدن فرص للعمل، بينما تحصل الأخريات الوافدات على هذه الفرص

اذا كان هذا هو المعيار، هل لا يوجد فى مصر فتيات هن أيضا على استعداد "للشبهة" أو لقبول أدوار معينة؟؟؟
طبعا لدينا هنا من يقبل ومن لديه استعداد فالمسألة ليست مصريات مؤدبات فى مقابل غير مصريات غير مؤدبات كما يحاول إعلامنا المتحيز تصويره
بصراحة كده الكلام ده فعلا بيفقعنى
ـــــــــــــــــــــ
.
انتهيت من قراءة رواية واحة الغروب لبهاء طاهر والتى حصلت مؤخرا على جائزة بوكر العربية، وكنت قبلها بفترة قصيرة قد قرأت رواية جمال الغيطانى شطح المدينة
للمصادفة وجدت أن هناك "تيمة" واحدة في الروايتين رغم أنها ليست الخط الدرامي الرئيسي فى أيا منهما، وهى تصوير المرأة الغربية التي تزور مصر وتنبهر "بفحولة" أحد الرجال المصريين لتظل أسيرة ومأخوذة بهذه الفحولة الأسطورية التي كانت تفتقدها طوال حياتها

عذرا

لماذا هناك دائما هذا الهذيان الذكورى المصري حول الشقراء التي تقع أسيرة لقدرات الرجال المصريين التي تخطت شهرتها الحدود وأصبحت عالمية؟؟!! لست فى موقع لأبدى رأيا في صحة أو عدم صحة هذا الرأي الذي يتداوله الكثير من الرجال المصريين، ولكن أسئلتي ببساطة هى كيف أتى هذا الهذيان ليستقر في عقلية الرجل المصري أو الكثير من الرجال المصريين ؟؟ كيف يعرف أي رجل مصري ماذا يفعل غيره من الرجال فى العالم حتى يقارن ويصل لرأى؟؟ ولماذا يردد الرجل المصري هذا الرأي في حين أنه من المفروض مثلا أن تردده المرأة وليس الرجل؟

الطريف أيضا أن هذا القول يأتي كثيرا من رجال عاديين أو متوسطي أو عديمي الثقافة مما ينفى معه حتى احتمال قراءتهم لسلوكيات الشعوب الأخرى مثلا أو سفرهم للخارج وتعرفهم على مجتمعات أخرى

مجرد ملحوظة تذكرتها بعد قراءتي للروايتين والكليشيه الذكورى المصري الذى صورته
.

Sunday, May 11, 2008

زجاج أسود ووسادة مبللة

عم فكرى
نوبي بشوش الوجه كعادة أهل النوبة، ضابط شرف في الجيش اعتدت أن أراه منذ سنوات عديدة كلما ذهبت عند خالي، كان يقص علينا حكايات ونحن في انتظار خالي حتى يفرغ من عمله،
من بين ذكرياته المؤثرة ما كان يحكيه عن حرب اليمن، أتذكر يوما ختم حديثه عن هذه الحرب الصعبة بالإشارة بيده إلى اليافطة الموجودة على مكتب خالي تحمل أسمه على خلفية زجاجية سوداء، وسألنا:
ـ هل ترون هذا اللون الأسود؟ والله لقد شاهدنا أياما أسود منه
الكلمة سكنت قلبي ومازلت أتذكرها كلما رأيت لوحة أسماء على خلفية زجاجية سوداء

ثم منذ سنوات ليست بالقليلة كنت أعمل فى مهنة أساسها السفر، وقد أتاحت لي هذه المهنة زيارة بلدان لم أكن أتخيل لحظة فى السابق أنى سأزورها
جمعتني الظروف مساء ما في هذا البلد البعيد البعيد بعدد من العائلات المصرية والعربية، ثم إذا برجل في حوالي الستين من عمره يدخل أثار شديد انتباهي لسببين: أولا آثار وسامته الشديدة التي جعلتني أتساءل كيف كان يبدو مثلا وهو في الثلاثين من عمره؟ وثانيا لأنه دخل المنزل وتتأبط ذراعه فتاة جميلة للغاية لا تتعدى الخامسة والعشرين وقدمها لنا على أنها صديقته
دار بيني وبينه حوار وحين علم بمصريتي بدأ يقص قصته والتي سأختصرها جدا فى هذا السياق رغم أنها تستحق الكتابة بتفاصيلها المثيرة فى بوست لوحده
هو فلسطيني ترك بلاده بعد حرب 48 وجاء لمصر لاجئا لم يتم العشرين من عمره، ثم شاهد فى أحدى الأفلام الوثائقية صورا لمدينة ريو دى جانيرو، انبهر بها وصمم منذ تلك اللحظة على الهجرة للبرازيل، ونظرا لفقره فلم يجد بديلا سوى العمل على إحدى السفن من ميناء الإسكندرية حتى وصل للبرازيل بعد عدة أشهر
أيامه وسنواته الأولى فى الغربة بلا مال ولا لغة كانت مريرة
وختم حديثه قائلا:شاهدت فترات سوداء، كم مرت على ليال كنت أبكى طويلا قبل نومي حتى تتبلل وسادتي تماما فأقلبها على الجهة الأخرى حتى أستطيع أن أضع رأسي عليها

لا أتذكر اسم هذا الرجل الآن ولكن أتذكر صورته وصورة صديقته وحديثة الخلاب عن ذكرياته بصراحة رغم عدم سابق المعرفة، كذلك أتذكر التناقض الخارجي الشديد بين مظهره وبين حكاياته

مرت أعوام ووقعت فى قبضة فترة صعبة من حياتي، كنت أتذكر خلالها عم فكرى وهو يشير للخلفية الزجاجية السوداء، وكذلك كنت أتذكر المهاجر حين أقلب أنا أيضا الوسادة كل ليلة على الجانب الآخر حتى أستطيع أن أسند رأسي عليها بعد أن تبللت تماما

Monday, May 5, 2008

مرثية إمرأة لا قيمة لها

ذهبتْ ولم يشحبْ لها خدّ ولم ترتجف شفاهْ

لم تسمع الأبوابُ قصةَ موتها تُروى وتُروى

لم ترتفعْ أستارُ نافذة تسيلُ أسىً وشجوا

لتتابعَ التابوتَ بالتحديقِ حتى لا تراه

إلا بقيّةَ هيكلٍ في الدربِ ترعشه الذكرْ

نبأٌ تعثّرَ في الدربِ فلم يجدْ مأوى صداه

فأوى إلى النسيانِ في بعضِ الحفرْ

يرثي كآبته القمرْ



والليلُ أسلمَ نفسَه دون اهتمامٍ للصباحْ

وأتى الضياءُ بصوتِ بائعةِ الحليبِ وبالصيامْ

بمواءِ قطٍ جائعٍ لم تبق منه سوى عظامْ

بمشاجرات البائعين، وبالمرارة والكفاحْ

بتراشق الصبيان بالأحجار في عرض الطريقْ

بمساربِِ الماءِِ الملوّثِ في الأزقةِ، بالرياحْ

تلهو بأبوابِ السطوحِِ بلا رفيقْ

في شبه نسيان عميقْ
.
.
نازك الملائكة

قناعات مذبذبة

بعض الأمور والقضايا جادة كانت أم تافهة أظل أقلبها في رأسي على أمل أن أصل إلى قناعة أو رأى محدد بشأنها فلا أستطيع، ابدأ برأي ما أراه الأقرب للصواب ثم أقرأ رأيا مخالفا يقلب قناعاتي أو أؤمن بصحة الرأي نظريا لكنه يتعارض مع أفعالي التى أيضا أنا على اقتناع بها ، وينتهي بى الأمر بتعليق الرأي النهائي طافيا دون مرسى

حين قرأت عن أبو تريكه وتعاطفه مع غزة، أحسست أنها إيماءة جميلة متضامنة من لاعب مصري لأهالي غزة وما يعانونه وسط صمت ولامبالاة، ثم قرأت أراءا أخرى عديدة ترى أن هناك جبال من الهموم والمشاكل فى مصر تحتاج لإلقاء الضوء عليها ودعوة الناس لحلها، مما يجعل تناول وضع خارجي ـ حتى ولو كان للجيران ـ هو عمل خاطئ وعدم إدراك للأولويات، وبصراحة وجدت أيضا أن هذا الرأي له وجاهته ومنطقه، فلا تعنى أولوية إلقاء الضوء على مشاكلنا أننا لا نهتم بمشاكل الآخرين وخاصة الشعب الفلسطيني، ولكن أن نفضل إبراز قضية للآخرين فى حين أنه كان يمكن جذب الانتباه لإحدى قضايانا منطق أيضا يستحق التفكير
الموقفان فى نظري منطقيان ورأيي معلق بينهما

أحب الحيوانات الأليفة خاصة الكلاب، وحين أربى كلاب فان الاعتناء بهم ضروري من طعام خاص ورعاية طبية ومستلزمات كالطوق وفرشة الشعر الخ، وفى مصر كنت اتفق مع أحد البوابين للخروج بالكلب في ساعة محددة كل يوم مقابل أجر مادي
المهم بعض الناس حين يرون ما أنفقه ينتقدوني بشدة موضحين أن هذه المبالغ الشهرية يمكن صرفها فى أوجه إنسانية وما أكثرها
بصراحة حين أسمع هذا النقد أشعر بنوع من تأنيب الضمير، ولكنى أعود وأقول أنني بالفعل والحمد لله أؤدي فرض الزكاة والصدقة ، أي لا أقصر فيما نحن مكلفين به، ولكن الحيوانات أيضا لها روح وإذا لم تجد أناس تعتني بها فمن سيعتني بها؟؟ خاصة الكلاب لأنها مخلوقات تشعر وتتألم وتفرح ودون مبالغة أشعر أنها فى مشاعرها أحيانا كالإنسان
أشعر بوخز حين أسمع كلام بعض الناس في هذا الموضوع ولا استطيع لوم من ينتقدني، ولكنى في نفس الوقت أحب الاعتناء بالحيوانات وأبرر لنفسي حقي وعدم خطأي
لكل من الموقفين صحته ومنطقيته فى نظري
.
من جهة ثانية أسأل نفسي دائما عن صحة تأييد/تشجيع/نصيحة/ أو حتى إبداء الرأي بضرورة اتخاذ
الآخرين خيارات صعبة، فى حين أنى لا استطيع أنا نفسي تبنى هذه الخيارات

مثلا
أرى التظاهر أسلوب فعال للإعراب عن رفض الأوضاع، ولكنى لا أستطيع المشاركة فى المظاهرات لأن شخصيتي لا تتحمل التبعات المحتملة للتظاهر، فهل يحق لي تشجيع الآخرين؟

لا استطيع المشاركة فى إضراب ما خوفا من فصلى من عملي، فهل يمكن أن اكتب أو أعرب عن تأييدي للإضراب رغم اقتناعي بحق وجدوى الإضرابات بشكل عام؟

حين نتحدث عن القضية الفلسطينية أجد كثير من الناس ينتقدون أية أطراف فلسطينية تقبل بما هو أقل من الآمال المعروفة للشعب الفلسطيني، ولكن أسأل نفسي هل يمكن أن "أحاضر" بعدم قبول حلول مهينة وأشدد أنه علي الفلسطينيين مواصلة الكفاح والتعرض للموت والحصار وأنا فى منزلي وعلى مقعدي الوثير وأمامي عصيري المفضل و شاشة النت أو التليفزيون ؟؟
.
أشعر بالنفاق إذا دعوت إلى ما لا استطيع ـ لقصور في شخصيتي ـ القيام به، ولا اعرف كيف التوفيق أحيانا بين ما أراه نظريا سليم، وبين التصرف إزاء العجز أو عدم الرغبة فى تحويل القناعات النظرية لواقع
.

Wednesday, April 23, 2008

خفايا

نحيا مع أشخاص لسنين ومع ذلك تظل جوانب من شخصياتهم غير معروفة لنا وأحيانا جوانب خفية لا نتوقعها

يحدث أن يظل جزء من حياة الآباء/ الأمهات/ الأبناء/ الزوجات /الأزواج / الأشقاء مجهول حتى لأقرب الأقربين

والدي كما كتبت سابقا كان شخصية جادة للغاية، لم يكن يتحدث كثيرا أو يحكى عن حياته قبل الزواج رغم أنه تزوج متأخرا، وقد سمعنا من أقارب مثلا أنه كان "دون جوان" كبير قبل زواجه، وهو أمر أستغربه لأنه لم يترك لدينا انطباعا بأنه ينظر إلى السيدات مثلا ونحن نسير أو حين نكون فى مكان عام، حتى أيام زمان حين كانت الملابس القصيرة والأناقة اللافتة سمة معتادة فى النساء فى فى الشارع أو النادي

أيضا سمعت "طراطيش" كلام أن بابا فى مرحلة ما من حياته الزوجية كان يعرف امرأة أخرى فيما يشبه النزوة، وقد علمت والدتي بالأمر وكانت هناك أزمة ما بينهما، لا أعرف تفاصيل هذه القصة، ربما شقيقاتي الأكبر سنا يعرفن تفاصيلها، ولكنى لم اسألهن وبصراحة لا أشعر برغبة فى معرفة التفاصيل، ولكنه بالتأكيد موقف أيضا غير منسجم مع شخصيتة كما عرفناها ولمسناها

وقبل وفاته بشهور قليلة جدا، كانت حالته الصحية فى غاية السوء فلم يكن يرى تقريبا أو يسمع كما فقد القدرة على الحركة إلى حد كبير، وفى يوم كنا نجلس أنا وهو ووالدتي نشاهد التليفزيون ـ أو بالأدق نشاهد أنا ووالدتي التليفزيون ـ ولا أدرى كيف تطرق بنا الحديث وإذا بابا يبدأ فى حكاية ذكريات من طفولته أسمعها لأول مرة، فلم نكن معتادين أن نستمع منه عن حكايات طفولة أو مراهقة، ولكنه ذلك المساء حكى عن ذكريات حدثت فى الثلاثينيات من القرن الماضي، يعنى بالنسبة لى كان يتحدث عن عالم مختلف تماما

فى وسط حكاياته فوجئت به يذكر أنه قد هرب ذات يوم وهو صغير من منزل الأسرة لعدة أيام

الاعتراف كانت وقعه غريبا، فسألته عن سبب هروبه فقال انه لا يتذكر تماما السبب، ثم استمر يحكى عن ذكريات أخرى، وقامت بعدها ماما وتركت الغرفة، فوجدت بابا يسأل:

ـ مامتك راحت فين؟

أجبت: متهيألى جوه فى المطبخ بتعمل حاجة

ـ طيب هاحكيلك دلوقتى أنا ليه هربت من بيت والدى، علشان محبتش أحكى ومامتك موجوده

اندهشت لأنه لم يكن من النوع الذي ينم أو يحكى أسرار أو من وراء ظهر أحد، كانت شخصيته قوية ومباشرة فى كل المواقف

ثم بدأ يحكى أنه حين كان فى الثانية عشرة تقريبا كان يحب فتاه أكبر منه بعام أو عامين، وأنه حاول لفت نظرها دون جدوى، ويبدو أن والد الفتاة اشتكى لجدي من أفعال أبى، وحين علم بابا بأن والده صاحب الشخصية الصارمة عرف بالأمر انتابه خوف شديد ولم يسعفه تفكيره سوى فى الهرب إلى قرية مجاورة لعدة أيام.

أضاف والدي أنه كان من المعتاد فى الريف ذلك الزمن عند غياب شخص وخاصة طفل يقوم أهله بتعيين "منادى" يقوم بالنداء على الشخص التائه فى القرى والحقول المجاورة، وهو ما تم فعلا حتى عاد والدي مرة أخرى للمنزل

حين أتذكر هذا الموقف الآن أتساءل، ما الذي جعل بابا الذى تعدى الثمانين عاما آنذاك يخشى أن يتحدث عن قصة حب "عيالي" حدثت منذ 60 عاما؟ الم يكن من الأولى إذا كان يخشى رد فعل ماما أن لا يمر بالنزوة التي مر بها وهو متزوج؟ هل هذه النزوة كانت درسا له وبات يخشى إغضاب والدتي حتى بقصة حب من طرف واحد حين كان مجرد طفل؟ هل الكبر والعجز والإحساس بدنو الأجل جعله أكثر ضعفا وأكثر حساسية وإدراكا لمشاعر ماما؟

لا أدرى، ولكنى أحببت دلالة هذا الموقف، وأيا كان تفسيره فقد كان في رأيي تصرفا يدل على الحب والحرص على المشاعر فى وقت قد نجد فيه كل التبريرات ـ من مرض وعجز وكبر سن وقدم الذكريات ـ لكي نحكى دون خوف أو مراعاة لحساسية الآخرين، ولكن يبدو أن كل هذه التبريرات لم تكن كافية لبابا ليحكى أمام ماما

جانب لا أعلمه من شخصيته ظل غامضا على المعرفة وبالتالي على الفهم رغم السنوات الطويلة في المنزل ومرورنا كأي أسرة بكل المواقف والإحداث، ولكنى أعود أيضا أسأل نفسي

لما الدهشة؟ وهل يعرف المقربون منى كل جوانب شخصيتي وحياتي؟

فلا أجد سوى ابتسامة ساخرة تتسلل إلى وجهي
.

Saturday, April 19, 2008

فيروز وزياد ومارسيل

مارسيل خليفة فى دار الأوبرا المصرية لأول مرة فى حفلة ناجحة استوعبت طاقة الصالة الكبيرة غير المقاعد الإضافية ونظم الحفل حزب التجمع بمناسبة الاحتفال بذكرى تأسيس جريدة الأهالي

زياد رحبانى الفنان المميز للغاية وصاحب الفن المسرحي الجاد الضارب فى السخرية، والموسيقى التجديدية المبدعة والذي بدأ مشواره الفني عام 1973 بلحن رائع لوالدته هو سألوني الناس عنك يا حبيبي لم يقم أية حفلة في القاهرة

فيروز على مدار مسيرتها الفنية التى تعدت خمسين عاما لم تغن فى مصر سوى مرتين أخرهما منذ أقل من عشرين عاما، وقد نفى ممثلها الإعلامي منذ أيام قليلة شائعة حفلات مصرية قريبة والمبالغ الضخمة التى ادعت الشائعة أن فيروز طلبتها، علما بأن هذه هى المرة الثانية خلال ثلاث أو أربع أعوام تخرج فيروز عن صمتها المعروف لتنفى شائعة غنائها فى مصر وتنفى أنها طلبت مبالغ ضخمة للغناء فى القاهرة، وتنفى حتى أنه تم الاتصال بها جديا للغناء فى مصر

نعم فيروز تتقاضى مبالغ ضخمة فى حفلاتها الخليجية وتصاحب معها أوركسترا كبير، ولكنها بالتأكيد من الذكاء لتدرك أن الغناء فى القاهرة غير الغناء فى دبى سواء من ناحية العائد المادى أو المردود الاعلامى، وخروجها عن صمتها لنفى طلبها مبالغ خوفا على صورتها أمام جمهورها المصرى، وكذلك تغنيها بمصر فى حفلة لبنانية خالصة منذ عدة أعوام يعكس محبتها وتقديرها لهذا الجمهور حتى ولو لم تلق من مصر ما يحق لها أن تلقاه

ولكن السؤال المحزن هو هل مصر غير جاذبة للفن الجاد لهذه الدرجة؟؟

فيروز أو زياد أو مارسيل ستكلل حفلاتهم فى مصر بنجاح مؤكد، هل ستكون هناك مشكلة فى حضور 1500 شخص حفلة لفيروز او زياد فى دار الاوبرا؟؟ بالطبع لا، حتى على أسوأ افتراض خيالي أن الجالية اللبنانية فقط هى التي ستحضر مثل هذه الحفلات، فالأمر يعنى ان الحفلات ستكون كاملة العدد


الموقف الرسمي بالتأكيد غير مبال لغناء فيروز فى مصر أو لإقامة فنان يساري كزياد رحبانى حفلات له في القاهرة، ومن ثم فلا أتوقع يوما دورا للدولة في مثل هذه الدعوات، كذلك لدى قناعة هو أن فيروز لا تعنى شيئا للجهات الرسمية فى مصر، وهو ما تأكد لي بعد أن حضرت سوزان مبارك دعوة إحدى المنظمات النسائية الدولية لحضور حفل فيروز فى اليونان العام الماضي دون أن تنشر أي من وسائل الإعلام بعد ذلك شيئا عن مقابلة بين سيدة مصر الأولى والفنانة فيروز أسوة بما يتم لفيروز مع رؤساء الدول الذين يحضرون حفلاتها، أو ربما ـ وأقول ربما ـ لم تقم فيروز، بما هو معروف عنها من اعتزازها بنفسها وبفنها، بالذهاب إلى سيدة مصر الأولى وتحيتها كما يتوقع المصريون عادتا

ولكن حتى على الجانب الخاص، لماذا لا يسعى أي متعهدين للاتفاق مع فيروز أو زياد رحبانى علما بأنهم سيحققون ربحا مؤكدا عن تنظيم هذه الحفلات؟؟ ألهذه الدرجة أصبحنا منغمسين في الفن التجاري والاستهلاكي بشكل يسد الباب أمام الفن الجاد حتى ولو حقق ربحا؟