Wednesday, October 29, 2008

زعلانه

حصلت حاجة من شوية مضايقانى قوى

من سنة كده قابلت واحدة مصرية مرتين تلاته فى مناسبات مختلفة، انطباعي عنها كان عادى بس فيها حاجة لاسعة شوية، مقدرش أحدد أيه، بس فيه حاجة مش مضبوطة أو متوازنة قوى فى طريقتها فى الكلام والتصرفات، حركات صغيرة كده

فيه اتنين تانيين أعرفهم شافوها برضه قالوا نفس الانطباع، كانوا بيقعدوا يتريقوا بعد ما تمشى وواحدة منهم كانت بتقلدها، انا والله مكنتش بتريق ولا باقلد، لأنى مبحبش أساسا نظام السخرية، ببساطة لان كل واحدة وواحد ممكن يبقى فيهم حاجة الناس التانية تتريق عليها او تسخر منها، لكن بصراحة برضه كنت بضحك لأن واحدة من الاتنين دول دمها خفيف وكانت بتقعد تقول تعليقات مضحكة جدا

الموضوع ده فات عليه سنه، والست دى رجعت مصر نهائى، ومعتقدش ان الظروف هتجمعنا تانى

المهم من شوية كنت بتكلم مع واحد الظاهر انه يعرف الست دى عائليا فحكالى عنها انها مرت من فترة طويلة بحادث مأساوى بشع يمس أقرب الناس ليها وكانت هى السبب فيه ولكن بدون قصد، نظرا لغرابة وبشاعة الحادث مهقدرش ادخل فيه ولا اكتب عنه لانه يمكن فيه ناس ممكن يفتكروه ويعرفوا الشخصية

بس أنا من ساعت ما سمعت القصة دى بجد وانا حاسة بتأنيب ضمير قوى، انا مكنتش سخيفة ولا حاجة مع الست، ولا كنت ظريفة برضه، كنت عادية، ولكن لما بفكر فى حالتها بقول لنفسى يا خرابى وانا كنت بقول فيها حاجة غريبة وبضحك على تريقة البنات، والله لو حصل لى نص الحادث اللى حصل لها كان زمانى فى مستشفى الامراض العقلية
كان نفسى لو كنت اظرف والطف معاها لما اتقابلنا، لو كنت مجاملة أكتر، ومتعاطفة أكتر حتى من غير معرف ظروفها

يعنى الواحد يقعد ينتقد فى المظهر وفى الطريقة من غير ما يقدر ظروف الناس ويمكن تكون فيه اسباب ورا مظهرهم او طريقتهم اللى مش عاجبانا

بجد مضايقة قوى من نفسى، بقول لو حصل وقابلتها فى يوم ـ لو ـ لازم اتعامل معاها بشكل تانى
أنا متأكده انها مش زعلانة منى فى حاجة لأنى معملتش حاجة تزعلها، بس انا اللى زعلانة من نفسى

Monday, October 27, 2008

أدينا بندردش

لسه فى افلامنا متخلصوش من مدلول السيجارة اللى فى فم البطل وبيعتبروها مثال لرجولة البطل الشاب اللى بينفخ والسيجارة مدلدلة من بقه
بجد بشوفه منظر سخيف قوى مش بس لأنى بكره السجاير وريحتها، لكن مدلولها حتى كرمز "للبرمجة" راحت عليه
عكس الافلام الامريكية بالذات لما بتجيب دلوقتى منظر سيجارة فى فيلم حديث بتحطها فى سياق غالبا منفر، يعنى اللى يفتكر فيلم
The beautiful mind
منظر طلبة الجامعة ـ فى أوائل القرن الماضى ـ وهمه مسموح ليهم التدخين فى الفصل المغلق مع بقية الطلبة والدخان مالى الغرفة المغلقة، المنظر مقبض، على طول قلت لنفسى ساعتها ياه كام واحد مات من التدخين السلبى ايامها؟
ـــــــــــ
ملاحظة ان كلمة جواز عرفى حاليا بقت هى اللفظ المحترم لكلمة علاقة جنسية
يعنى اى اتنين ميقدروش يقولوا ان فيه بينهم علاقة يقوموا قايلين جواز عرفى

زى دينا مثلا ورجل الاعمال المشهور فى الكليب
وزى جمعة الشوان والممثلة الراحلة
وزى المطرب اللى ظبطته زوجته الاولى فى شقة فى الزمالك مع واحدة فقال بعد كده انهم كانوا متجوزين عرفى

وهى عملية سهله قوى، هو مين يقدر ينفى انه كان فيه جواز عرفى من سنه ولا اتنين ولا عشرة؟
ــــــــــ
عمرى ما حبيت الهزار التقيل
مقصدش الهزار باليد لانه هزار رجالى، لكن بقصد بالهزار التقيل ان حد مثلا يخبى مفاتيح شخص تانى ويقعد صاحب المفاتيح يدور عليها ويقلق وبعدين يطلع الاول ويقوله هييييه ضحكت عليك
مبحبش اى هزار بيسبب قلق او خوف حتى لو بعده قلنا انه مجرد هزار
علشان كده كنت بسمع واحد بيحكى وفطسان على روحه من الضحك انه قال لزميله فى الشغل ان زميلهم التالت اتوفى فى حادثة، والتانى اتأثر وتضايق وبعدين الاول بعد ساعة قاله انه كان بيهزر

اللى بيحكى كان عمال يضحك على الموقف، انا بصراحة فى سرى قلت انا مشفتش رخامة ولا انعدام ذوق وعدم تقدير للاستظراف من عدمه زى نوع الهزار السمج ده
ـــــــــــــ
بوست بنت القمر عن الحواجب اللبنانى فكرنى بحاجة
خرجت مع مصرية ولبنانية للشوبنج فى دبى، والاتنين شيك بالمناسبة
لاحظت ان الفرق الجوهرى بين الاتنين ان المصرية دايما عامله حسابها متخترشى ومتشتريش حاجة ملفتة، بتدور على حاجة شيك بس مش ملفتة، فى حين ان اللبنانية يمكن تعجبها حاجة بس ضرورى تكون ملفتة
بجد الملحوظه دى كانت واضحة جدا عند الاتنين، وفكرتنى بماما كانت اول عيب تقوله على حاجة ممكن نشتريها:
لا دى شكلها ملفته قوى

اتربينا على ان الحاجة الملفتة غلط
ـــــــــــــ
مش عايزة اتكلم فى الدين علشان ليه مفهومى الخاص جدا فيه
ولكن مش قادرة امنع نفسى اقول ان الانتقادات المستمرة من الشيخ القرضاوى للشيعة لمصلحة مين؟ ولو كانت ايران سياسيا اكثر قربا لدول الخليج كان هيقول نفس الانتقادات؟ أشك
ــــــــــ
بحب روبى وبحب اغانيها وشكلها ورقصها مهما يقولو عنها، وكل ما حد يقول مطربات العرى ومش مطربات العرى ببقى عايزة اقول اللى مش عاجبه ميتفرجش، لكن ميفرضش رأيه علينا بدعوى حماية الذوق العام، وهو مين أساسا له الحق انه يحدد الصالح وغير الصالح للذوق العام؟
اغنيتها الجديدة ظريفة ومشغلاها طول الوقت بس الفيديو يعنى، مفيهوش جديد
ـــــــــــ
واحدة غلبانه مرات واحد حرفى متجوز عليها وهى عايشة مع اولادها
زوجة رجل اعمال ملياردير وجوزها عمال يتجوز ويطلق ويحب ويسيب والمجتمع كله عارف قصصه وهى متقبلة وعايشة
زوجة رئيس أكبر دولة كانت حكاياته بيتناقلها العالم، وقصته مع المتدربة فى البيت الابيض تفاصيلها الخاصة جدا على كل لسان، والحياة تستمر

الامثلة مختلفة فى مظهرها وفى دوافع الزوجة للقبول بواحدة تانية أو كتير يشاركوها فى جوزها سواء بجواز او علاقات، ولكنها مشتركة فى الجوهر ان الست عكس الراجل ممكن تتعايش مع الوضع ده، وبقول أن التفسيرات الساخرة عندى بتشير لحاجة من اتنين

إما الست شايفه ان الراجل حاجة مهمة قوى فى حياتها ومستعدة عشان وجوده تتنازل عن واحد من اهم حقوقها وبأى تمن حتى لو شاركتها فيه واحدة تانية
أو
الراجل حاجة مش مهمة قوى بالنسبة للست وعندها الاولاد والوضع الاجتماعى واى مظاهر تانية أهم لدرجة ان مشاركة اخريات ليها فى جوزها مش بالاهمية القصوى عندها

معرفش انى تفسير أسوأ من التانى؟

Monday, October 20, 2008

كولون فيليه اسود

كولون فيليه أسود هو أول ما أرتديه

أمام مرآة الحمام بإضاءتها الفلوريسنت الساطعة أحملق فى وجهى وأتحسس بشرتى
نقطتان من كريم الأساس الخفيف على أصابعي وأبدأ فى إسالتهما على الوجه فى حركات دائرية منتظمة لا تترك مساحة من الوجه خالية، تعقبها بودرة خفيفة فأنا أكره وجه البلياتشو، وأكره أن يختلف لون الوجه عن لون العنق وبقية الجسم

أحمر خدود غير زاعق على جانبي الوجنتين من أعلى مع حرص ألا أبدو كعروسة المولد

والآن العينان، قلم كحل رفيع يحدد العين بشكل سموكى وبرفق حتى لا تدمعان، ثم ظلال الجفون وهو دائما غامق، ثقيل فى الركن الخارجي للعين ويخف تدريجيا كلما صعد للجفن أو كلما اقترب من الركن الداخلي

وأخيرا الماسكرا للكثافة والطول
أحمر الشفاه درجة من الطوبى دون تحديد للشفايف، وبعد أن انتهى أطبق الشفتين حتى يمتزج اللون، ثم أضع ورقة كلينيكس بينهما لثوان لامتصاص أية زوائد

انتهى الماكياج
ابتعد عن المرآة قليلا وأنظر لوجهي ككل
أبتسم لأرى كيف تنعكس الابتسامة على ملامحي
ثم أضحك كيف تبدو قسماتي وأنا أضحك
ثم أقطب لاستكشف ماذا يرى الآخرون في حين أقطب
ثم أعود لتعبير الوجه العادي
بروفيل يمين
بروفيل يسار
ثم تنهيدة
أجمل ما فى وجهي عيني
وأسوأه أنفى (عملية تجميل تبدو فكرة جذابة منذ مدة)
لكن لا بأس
نظرة رضا عامة

أسرع للغرفة وأرتدي الجيب السوداء، قصيرة تعلو فوق الركبة بعدة سنتيمترات
ثم بلوزة قطنية تايجر ضيقة تصل أكمامها إلى أسفل الكوع

أفك البوكلات فينزل شعرى الأسود للكتفين ، أمشطه بالفرشة ، ثم أقوم بالانحناء فيسقط شعرى كله للأمام ثم بحركة سريعة اعتدل ليعود الشعر لوضعه متموجا وغير مسطح

سلسلة فضية بسيطة يزينها حجر اسود صغير فى إطار فضة دائري، ثم حلق مشابه

رغم الحساسية لكن لا بأس بذرة بارفان

الصندل أسود ذو كعب صغير، والشنطة سوداء ذات يد قصيرة رغم عملية اليد الطويلة

انتهيت
ألقى نظرة عامة في مرآة غرفة النوم ثم في المرآة الكبيرة فى المدخل وأحمد الله على النحافة الطبيعية

أخرج وأغلق الباب بالمفتاح ونظرات لاكى المستعطفة تلاحقني
ــــــــــ

أسير باتجاه الباب الزجاجي للفندق
ألاحظ رجلا يهم بالخروج، يدفعني حب الاستطلاع العابر أن أنظر لمن يمرون حولي ولكنى أخاف دائما إساءة فهم أي نظره باتجاه الرجل ـ خاصة الشرقي ـ فأتعمد حتى عدم النظر فى الاتجاه

دخلت المقهى الذي كان أغلبه خاليا ما عدا عدد محدود من المناضد

اخترت منضدة جانبية ولكن غير منزوية، وعند مروري لاحظت رجلين أحدهما يرتدى تيشيرت أصفر والآخر يرتدى الملابس التقليدية، الأول حملق مثبتا نظرته وقال شيئا للثاني الذي استدار ليحملق بدوره
أتجاهل دائما النظرات

أجلس واضعة ساقي اليمنى فوق اليسرى، ولأن الجيب ازدادت قصرا بالجلوس أميل برجلي الاثنين قليلا جهة اليسار وأستدير كي لا أواجه الشابين

تأتى الجرسونة فأطلب عصير تفاح فريش

خمس دقائق وتأتى صديقتي، أراها وهى قادمة فى بنطلون ترواكار بيج قطنى وبلوزه نبيتى بورود بيضاء صغيرة بلا أكمام، شعرها أصفر مصبوغ وماكياجها خفيف، الشنطة بيج وكذلك الصندل عالى الكعب فهى قصيرة، ولنفس السبب لم أحب أن أرتدي كعبا طويلا، فأنا أحب التناسق فى الطول مع من أسير معها أو معه

صديقتى تترك دائما الانطباع بأنها مهندمة للغاية وكل شىء فى مظهرها فى محله دون زيادة أو نقصان، حتى شعرها قلما أجد خصلة متناثرة حتى ولو بعد ساعات ، عكسى فأنا عادتا ـ عادتا ـ أحب بعض من مظهري أن يكون ارتجاليا وعفويا حتى ولو كانت عفوية مقصودة

نتبادل التحية والقبلات بحساب حتى لا نلطخ مكياجنا

هى: روجك حلو ده جديد؟
أنا : آه جبته فى الاجازة، إستر لودر، خفيف قوى زى ما يكون مش حاطة حاجة
هى: لا حلو، انتى ازاى بتطيقى تلبسى شرابات فى الجو ده؟
أنا: اتعودت من الشغل
هى: هاقولك حاجة بس متبصيش، فيه ورانا واحد لابس تى شيرت اصفر
أنا: آه أخدت بالى
هى: دا صاحب عين اللى قبلناها مرة عند ميم من شهرين، السورية اللى بتشتغل فى
أنا: فاكراها، لطيفة وهو شكله مش بطال (أقصد حلو) مبروك عليها

الجرسونة تأتى فتنظر صديقتي لما أشرب ثم تقول
ـ فيه شاي أخضر؟ عايزة شاي أخضر

أسترخ فى مقعدي وتسترخ هي أيضا ونبدأ حوار فأسألها
ـ قوليلى بقى أخبارك أيه؟

Saturday, October 11, 2008

الأوله آه


أول مرة سافرت للخارج كانت أول ملاحظاتي أن الجو رائق وصافى ويمكن رؤية المسافات البعيدة بوضوح، ولم استوعب وقتها أن السبب انعدام الثلوث والغبار والدخان

أول مسرحية شاهدتها وأنا طفلة كانت إحدى مسرحيات التليفزيون بطولة ليلى طاهر وعبد الله غيث وكان أكثر ما أعجبني أنني أشاهد الممثلين حقيقة وليس من خلال شاشة

أول مشكلة كبيرة وحقيقية في حياتي لم اعرف كيف التصرف فيها لولا تكاتف ودعم أخوتي لي

أول كتاب اشتريته من فلوسي كان 200 يوم حول العالم لأنيس منصور

أول قبلة قلت بعدها فى سرى: الله أطعم من الشوكولاته

أول مدير عملت معه كان عصبي وسليط اللسان إلى حد ما ولكنه طيب للغاية ولا أنسى فضله على

أول شريط اشتريته لفيروز كان البعلبكية من مكتبة مدبولى

أول مرة قيلت لي كلمة أحبك، أحسست بالإحراج ولم أدر كيف الرد، فلم يكن الشعور متبادلا

أول سيارة اشتريتها كانت بالطبع 128

أول مرة أرى الكعبة وكانت مضاءة ليلا شعرت لثوان أنى في حلم

أول حفلة ـ والوحيدة ـ التي حضرتها لفيروز لم أكن أصدق قبل رفع الستار أنها واقع

أول مرتب قبضته دعوت صديقاتي الأربعة القدامى لعشاء بمطعم في كورنيش المعادى

أول مرة أشاهد شخصا أعرفه تنتابه حالة صرع أثر المنظر في كثيرا، لدرجة أنني ظللت لفترة طويلة أعطى الشحاذين نقودا إذا كانوا واضعين ورقة بجانبهم تقول أنهم يعانون من الصرع حيث أن الشحاذين فى الخارج يكتبون أحيانا كثيرة ورقة أمامهم بأوضاعهم أو أمراضهم التي أدت بهم إلى الاستجداء

أول مسرحية ميوزيكال شاهدتها كان أسمها
Oh Calcutta
ولم أدر قبل دخولي أن بعض المشاهد و الحوارات العادية كان الممثلون والممثلات يؤدونها عراة

أول مرة قلت لصديقتي وطبيبتي فى نفس الوقت سرا كبيرا خاصا بى ـ وكنا في لحظة صراحة وبوح ـ أحسست بعدها بالندم، رغم أنها قالت لي أيضا أسرارا خاصة جدا

أول ثلاث مدونات تابعتها بانتظام كانت مدونة أحلام مبعثرة والمدونة الأولى القديمة لأجندا حمرا ومدونة توقفت كان اسمها مزة مصرية، المدونات الثلاث كانت تختلف فى مضمونها جدا ولكن كل منهم شدتني لأسباب مختلفة ربما أكتبه فى بوست منفصل

أول طبخة تعلمت صنعها كانت المسقعة

أول مرة تموت صديقة مقربة ونحن فى صيف ثانية جامعة انتابتني حالة عدم تصديق وظننت أن من يخبرني يمزح معي، وأخذت "أفرك" كفى الاثنين ببعضهما

أول مرة سألني أحدهم ـ منذ سنوات قبل فورة الأنترنت ـ عما إذا كان لدي ايميل وعنوانه، لم افهم ماذا يعنى بهذه الكلمة وأحسست بالخجل أن أسأله عن المعنى، فأجبته باقتضاب لا ليس عندي

أول مرة تقرأ لي سيدة الفنجان ذكرت خمسة أرقام وقالت أنها تعنى لي شيئا، وكانت الأرقام الخمسة هي أرقام بطاقتي الشخصية ولكن دون ترتيب

أول قصة حب فاشلة سببت لي بوادر قرحة في المعدة

أول وأقدم ذاكرة لدى هى صورة ضبابية لى مع سيدة سمراء كبيرة على سلالم ضخمة بجوار البحر، وبسؤال أخواتي بعد ذلك عرفت أننا كنا في رأس البر والسيدة كانت تعمل لدينا وكان عمري أقل من أربع سنوات أو ربما ثلاث أعوام ونصف

أول مرة ـ من مرتين ـ علقت أنونيموس فى إحدى المدونات أحسست بالندم وبعد ثاني مرة كان عندى قناعة بعدم صحة ما فعلته، وقررت عدم التعليق انونيموس بعد ذلك مهما كان السبب، وللعلم لم يكن التعليقان هجوميين بل على العكس كانا دفاعا عن إحدى المدونات التي وجدتها تتعرض لسباب وهجوم غير موضوعي وغير مبرر من أنونيموس أيضا

Tuesday, October 7, 2008

الكلب له أحكام


ذكرت في التدوينة السابقة الكلب الذي يؤنسني، وقد طلبت منى سما صاحبة الليل وسماه مشاهدة صورة الكلب، ثم هددتني فى تعليق لاحق لها بمخاصمتي، ونظرا لأني لا أتحمل مجرد فكرة التهديد بالخصام من الأصدقاء الذين أعتز بهم ـ فما بالكم بالخصام الفعلي ـ فقد قررت فورا نشر صورة الكلب، ليس هذا فقط، بل وكتابة قصة حياته كاملة بكل لحظات الألم والسعادة فيها

كان يا ما كان

الكلب كما هو واضح فى الصورة كلب بلدي، وقد شاهدته لأول مرة صدفة مع طفلة وأمها فى الشارع الذى أسكن فيه، وحين نظرت للكلب وجدته يهز ذيله رغم عدم وجود سابق معرفة، مما جعل الأم تقترب ناحيتي وتعرفني بنفسها ـ ايرلندية ـ وقد أخذوا الكلب من الشارع بعد ولادته مباشرة وظل معهم لمدة عام ونصف، وسألتني السيدة إذا كنت أريد الاحتفاظ بالكلب لأنهم سينهون إقامتهم فى البلد الخليجي الذى نقيم فيه خلال أسابيع وسيعودون لايرلندا ولا تسمح ظروفهم هناك باقتناء كلب
أوضحت السيدة أن هذا الموضوع يسبب لهم ألما نظرا لتعلقهم به، ويريدون أن يضمنوا أن يبقى الكلب مع شخص يحبه، وقد قاموا بالفعل بعمل إعلانات فى العيادة البيطرية وكذلك فى محال السوبر ماركت للبحث عمن يتبناه ـ وليس من أجل بيعه ـ ولكن لم يتصل بهم أحد حتى تاريخه

اعتذرت للسيدة اللطيفة وقلت لها أن ظروفي لا تجعلني في المنزل بشكل دائم ومن ثم لا يمكن أن أتحمل مسئولية الكلب

نسيت الموضوع لفترة ثم سافرت فى عطلة الصيف وبعد عودتي لاحظت أن هناك كلب ضال فى الشارع يشبه جدا كلب العائلة الايرلندية وحين سألت حارس بناية مجاورة أخبرني أنه فعلا نفس الكلب وأنهم لم يجدوا حلا سوى تركه فى الشارع، وتقوم من حين لآخر صديقة لهم بالمرور على الحارس واعطائه طعام للكلب

بصراحة فكرت عندئذ فى أخذ الكلب لأنه ذكرني بالقول الشائع عزيز قوم ذل، فبعد المنزل المكيف والطعام اليومي أصبح ضالا فى الشوارع الحارقة، خاصة و أن المجتمعات العربية بشكل عام والخليجية بشكل خاص لا تنظر للكلاب بشكل ايجابي، كما تنعدم سبل الرعاية أو وجود المؤسسات التي ترعى الكلاب مثل المؤسسة الدولية المشهورة
SPCA
والتى لها فروع فى كل الدول المتقدمة، بجد الكلب صعب عليه، خاصة وأنى عاشقة للكلاب، وتخيلت مصيره حين تذكرت أن حتى الفأر ميكى ماوس لم يسلم من دعاوى القتل

ولكن المشكلة أن هناك أيام لا أتواجد فيها بالمنزل، فقمت بسؤال جارتي وهى فتاه انجليزية تعمل مدرسة أن نقوم معا بالمشاركة فى رعاية الكلب الذى سيظل عندي وتستضيفه هي فى بيتها حين أتغيب أنا عن منزلي، وفعلا لنا تقريبا شهرين بهذا الترتيب

الكلب ازداد وزنه وحالته أفضل، ولكن هناك مشكلة واحدة هي أسمه، فنحن لا نعلم ماذا كانت العائلة الايرلندية تطلق عليه، وقد اقترحت أنا اسم لاكى أي محظوظ لأنه وجد من يرعاه، فى حين أن جارتي تفضل اسم سيزار أي قيصر، ولم نصل لحل فى موضوع الاسم، والنتيجة أنها تناديه سيزار حين يقيم لديها، وأنا أناديه لاكى حين يكون عندي، ولكننا اتفقنا أخيرا على ضرورة اختيار اسم واحد لأن هذه المعاملة ممكن أن تؤدى إلى إصابته بمرض تعدد الشخصيات،
Multi personalities disorder
طبعا دى كانت مزحة منى ونحن نتحدث

وتوته توته فرغت الحدوتة