Monday, October 29, 2007

عن الحب

بى عيب وهو عدم قدرتي على النظر لأي شخص فى عينيه لأكثر من ثانيتين، حتى من أحببتهم وملكوا عقلي وقلبي فى أيديهم فى وقت ما، لم أكن أستطيع ـ حتى فى أقصى لحظات الحميمية والمشاعرـ أن أنظر فى العينين لأكثر من ثلاث ثوانى على الأكثر. البعض رأى فى عدم قدرتي هذه سببا للشك فى صدق مشاعري أو فى الانتقاص منها، ولكنى ببساطة لا أستطيع
.
وأندهش حقا حين أجد بعض المحبين يركزون النظر لبعضهما فى العينين لفترة طويلة، فهي تنقل مشاعرهم وتخلق لديهم نوع من التواصل الجميل والعميق
.
ليتنى أستطيع ولكن لا أقدر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ رأيت مرتين تجربة أن يعطى أحد الأخوة أبنا أو بنتا من أبنائه إلى أخيه المحروم من نعمة الإنجاب ليقوم بتربيته
هل هذا ينتقص من حب الأبوين لهذا الابن أو هذه الابنة؟
.
لا أدرى، ولكنى اندهشت منها وفى هاتين الحالتين كان الأخ المحروم من الإنجاب أكثر غنا ووفرة من أخيه الأب
في إحدهما عرفت الموضوع من الأبن نفسه حين سألته بعفوية عن سبب إطلاقه لكلمة بابا على شخصين مختلفين، فأجابني وقتها بحدة لم أفهم سببها في بادئ الأمر قائلا : من شدة حب والدي الحقيقي لأخيه الذى لا ينجب، وافق على أن أعيش واسافر معه ومع زوجته وأصبحا بمثابة والدين آخرين لى، هل هناك معلومات أخرى أخبرك بها؟؟
فأجبت وقتها ببساطة : لا لقد كانت مجرد ملحوظة جرنا إليها الحديث، ولا تعنى رغبتي في استطلاع أي أخبار عائلية عنك
.
ولكنى بجد أحسست بنوع من الدفاع الهجومى فى حديثه، وأعتقد أنه طبيعى بالنظر الى أن رد الفعل الشائع لدى أغلب المصريين هو الشعور بالسلبية تجاه عمل كهذا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هناك مواقف صغيرة جدا تعكس وجود أو عدم وجود الحب
.
حضرت مرة موقفا من هذه المواقف بين خطيبين جديدين لم يكونا قد عرفا بعضهما بعد بما فيه الكفاية، فقد كانت خطوبتهما من نوع زواج الصالونات
.
كنت معهما فى سيارة الخطيب وبعد أن أنهينا مشوارنا كان عليه توصيلنا الى شارع مصدق لأن خطيبته تركت سيارتها هناك
وقفت سيارته على يمين الطريق ونزل هو وخطيبته وأنا، وسلمنا كلنا على بعض للتوديع ثم كانت خطيبته أول من أخذ سيارتها وانطلقت وكان عليها أن تستدير بالسيارة فى الاتجاه المعاكس باتجاه الدقى ونظرا لأن فتحة اليوـ تيرن كانت قريبة فقد أنتظرها خطيبها ليتأكد من أنها لفت صحيح دون مشكلة وسارت فى الاتجاه المعاكس
.
توقعت منها بعد أن تلف وحين تصبح سيارتها وسيارة خطيبها متحاذيتين، أن تنظر له وتحييه برأسها أو بيدها، ولكنها لم تفعل
.
حين رأيت هذا المشهد قلت فى نفسى: اذا كانت لا تحب خطيبها فهذا مفهوم فالزواج مرتب ولم تنشأ بينهما بعد ألفة أو مشاعر حميمية، ولكن هذا التصرف دلالة على عدم مراعاة المشاعر أو عدم الرغبة فى ابداء مشاعر حلوة
.
وقد كان
.
تم فسخ الخطوبة فى أقل من شهر لأسباب أخرى ولكن تدور فى نفس الفلك
.
لا أحب أحيانا أن أحمل بعض التصرفات الصغيرة أكبر مما تحتمل، ولكن أحيانا أخرى بعض التصرفات الصغيرة لها دلالات واضحة، ويبقى علينا أن نعرف متى نفرق بين هذه التصرفات وتلك
.

Saturday, October 27, 2007

صراخ

كان فى الحائط شقٌ مستطيل
أخذ الضوء’ الهزيل
ظلَ رأسي مستضاءا وظليل
دخل الشقُ به، حتى سمعت’ الطقطقة
في عظام الرأس، إذ يحشر ظلا فى الخطوط الضيقة
كانت الليلة مسمارا بلحمي والثواني مطرقة
وأنا أصرخ: من يطلق رأسي من جدار المشنقة؟
.
محمد عفيفى مطر

Tuesday, October 23, 2007

فيلم

فيلم برازيلي حاز على الجائزة الكبرى في مهرجان برلين عام 1999
.
الفيلم أسمه
Central station
.
والمحطة هي محطة القطارات المركزية في مدينة ريو دى جانيرو مثل محطة مصر في القاهرة
.
ريو مدينة ضخمة كالقاهرة فيها كل المتناقضات الحياتية من غنى وفقر ومرح ورقص وجريمة وعنف، ريو مدينة أسرتني بجمال الطبيعة فيها وحيوية والجاذبية الحسية لأبنائها
.
لكن الفيلم يتحدث عن جانب آخر من المدينة المبهرة
.
يبدأ الفيلم بسيدة معها أبنها الصغير حوالي فى التاسعة من عمره يذهبان كل فترة إلى سيدة عجوز تجلس فى المحطة وهى أقرب للعرضحالجى المصري، السيدة العجوز مهمتها كتابة خطابات أو عرائض لمن لا يستطيعون الكتابة والقراءة
.
الأم تطلب منها كتابة خطاب إلى رجل نكتشف أنه والد الطفل وتستعطفه كل مرة من أجل أن يلتم شملهما لأن الطفل يرغب في رؤية والده الذي لم يره من قبل
.
تكتب العجوز كل مرة الخطاب وتضعه في المظروف وتكتب العنوان عليه طبقا لما تمليه الأم، ثم تأخذ من الأم المقابل المالي لكتابة الخطاب ولثمن طابع البريد ومصاريف إرساله لأن العجوز هي التي تقوم بإرساله لمكتب البريد
.
تغادر الأم والطفل المحطة لنرى العجوز تقوم ببرود في نهاية اليوم كالعادة بإلقاء الخطابات التي كتابتها في صندوق القمامة وتستحوذ على ثمن الطوابع وأتعاب الإرسال دون أن يبدو عليها أي شعور بتأنيب الضمير
.
فى إحدى المرات وبعد أن أنهت الأم إملاء خطاب الاستعطاف على السيدة العجوز وسلمتها المال، وإذا بها تعبر الشارع المزدحم مع أبنها فتصدمها سيارة لتموت فى الحال ويبقى الطفل وحيدا لا يدرى ماذا يفعل وسط ذهول السيدة العجوز التي تنظر إليهما
.
لا يجد الطفل ما يفعله سوى اللجوء للسيدة العجوز عندما بدأ المارة يلتفون حوله ويستدعون الإسعاف لنقل جثمان الأم، ونكتشف أن لا أقارب له وفقط هناك والد ما في مكان ما في شمال البرازيل لم يره من قبل وفقط كان يسمع عنه من أمه
.
هذه الأحداث تستغرق حوالي عشر دقائق ليبدأ الفيلم رحلة بحث من السيدة العجوز والتي بدأت تشعر بتأنيب الضمير مع الطفل للبحث عن والد الطفل
.
ماذا يمكن أن أقول عن هذا الفيلم الذي شاهدته مرتين
.
دراما جعلتني أشعر بقلبي يعتصره الحزن والشجن والحب فى نفس الوقت

عذوبة فى المشاعر دون فجاجة أو ميلودراما
سعادة لرؤية الطفل وتمثيله المبدع المبدع وعينيه البريئتين
تمثيل أخاذ من الجميع فى بساطة وتلقائية
.
كتلة من المتناقضات فى آن واحد:
نرثى للطفل وندعو أن يجد والده بعد كل ما مر به
نكره العجوز ثم نتعاطف معها ،فهى فى النهاية عجوز وفقيرة وتخطأ مثلما نخطأ ككل البشر
نكره الوالد قبل أن نراه لتركه أم الطفل وأبنه، ثم نكتشف أن الوالد نفسه مات منذ زمن وكان حتى موته يبحث عن الأم والطفل دون جدوى
رحلة عبر البرازيل وما فيها من أناس بسطاء ومجرمين وجنس وحياة ومشاعر إنسانية وتعاطف وعنف ودين ولادين

.
.
من الأفلام التي أبكتني وككل الأفلام المؤثرة التي ترجف قلبى وتعتصره أجدني أوجه لنفسي بعدها أسئلة عبيطة مثل لماذا خلقنا؟ لماذا نموت؟ مافائدة الحياة؟ كيف نمحى التعاسة والقسوة واللاانسانية
وتتركنى هذه الاسئلة لاحساس جارف بجمال وقبح الحياة فى نفس الوقت

Wednesday, October 10, 2007

حوارات مصرية ـ الحوار السادس


ـ إنتى عارفة ان اسلوبك فى الكتابة حلو قوى، محدد وواضح
ـ شكرا، انت كمان اسلوبك حلو، مش باقول كده علشان اجاملك انت كمان بس دى الحقيقة
ـ أنا بحاول احط اللى حاسه على الورق من غير تفكير
ـ لا أنا بقى عكسك بقعد اراجع واشيل واحط علشان يطلع المعنى زى ما انا عايزاه من غير زياده ولا نقصان
ـ قوليلى انت بتبصى ازاى لموضوعنا ككل؟ يعنى الايجابيات والسلبيات لو فيه، اقولك، خلينى اجاوب انا الاول، المزايا طبعا انه هيخلى اهلى يبطلو زن فى الموضوع ده، وكمان هيخلينى على راحتى فى حياتى، يعنى يعمل نوع من الاستقرار الاجتماعى والنفسى، ومش شايف له عيوب طالما الامور كانت واضحه من البداية
ـ انا متفقة معاك فى المزايا، اما العيوب فاكبر عيب بالنسبة لى دلوقتى ان صاحبتى مش بالعاه، هى طبعا مش معارضاه قوى زى ما كانت من شهرين بسبب موضوع كده هاقولك عليه بعدين، لكنها لحد دلوقتى تقدر تقول مش مقتنعه بيه ميه ميه
ـ ايه السبب؟
ـ هى كانت قبل كده مش شايفه انه اسلوب صح لمواجهة المشاكل، وكمان هى غيوره حبتين مع انها عارفه كويس ان الموضوع كله اتفاق مش اكتر، زى ماقلتلك هى دلوقتى متقبلاه شويه ومتهيألى شوية بشوية هتتقبله اكتر
ـ وايه اللى خلاها تغير رأيها
ـ احكيلك من البداية احسن، وطبعا الصراحة لازم تكون موجودة واساسية دايما بينا، زى ما سبق وكتبتلك فى الايميل انا عايشه مع بابا وماما واخين ولاد ولينا اخت متجوزه وساكنه جنبنا، طبعا اهلى ليهم حوالى تلت سنين عمالين يزنوا جامد فى موضوع الجواز، وانا شغاله حجج مره العريس طويل مره قصير مره مش عارفة مامته بصتلى ازاى ومره اخته شاورتلى ازاى، يعنى خلصت كل الحجج، وسبحان الله ليه صحبات من ايام الجامعة هيموتوا يتجوزوا ومش لاقيين وانا بقى اللى سوقى ماشى فى العرسان حلو قوى هىء هىء
ـ بختك بقى يا ستى
ـ المهم طبعا اهلى حاسين انه فيه حاجة واغلب ظنهم انى ماشية مع واحد مش عايز يتجوزنى، او حتى زى ما ماما مرة لمحت انى يمكن بعرف واحد متجوز واخدنى بس تسليه، ومش بعيد برضه يكون مخهم راح انى مش بنت ومش عايزة اتجوز علشان مكشفش، لحد ما كنت فى يوم مع مها، دا اسم صاحبتى ـ ورجعت البيت متأخر لقيت اخويا الكبير وهو عصبى قوى مستنينى وكنتى فين ومع مين وكلمه منه وكلمه منى راح ضربنى تسووو على وشى ، انا اتسورت ومسكت فى خناقه ، طلعت اجرى على ماما زعقت له كده بنص لسان وقلبت الموضوع عليه انا ليه مش بتجوز وبرفض العرسان والموال ده، بابا مكنش موجود ساعتها
ـ يا خبر ابيض
ـ انا عنية ازرقت وقعدت يومين مبرحش الشغل، مها لما عرفت الموضوع ده كانت هتتجنن وصممت تيجى البيت تمسك فى خناقه اصلها حمئيه ومبطقش حد يضايقنى، انا بقى اللى ترجيتها تهدى علشان الامور متطينش زياده وانا اللى هبقى فى الاخر خسرانه، بس من يومها البيت كل يوم زى الحريقه والضغط زاد بقى كل ساعة، مها بتقولى اسيبلهم البيت واعيش بعيد من غير ما يعرفو، بس انا بصراحة مقدرش اعمل كده، مش شخصيتى، انا هادية ومسالمة بس انا عايزاهم يحلوا عنى، من يومها مها ابتدت تفكر انه فكرة جواز بشروطى وبالشكل اللى أنا عايزاه ممكن تبقى حل مش وحش فى حالتى
ـ طيب هى عامله أيه
ـ لا مها ظروفها تانية، باباها متوفى ومامتها كبيرة فى السن وملهاش غير أخ واحد عايش بره، شخصيتها قوية وكمان شغلها مديها استقلالية لانها بتسافر لوحدها كتير، دى حتى لو عايزه ممكن تعيش لوحدها، هى بس اللى عايزه تعيش مع مامتها علشان بتخاف عليها لان صحتها مش قد كده وكبيره فى السن وهى اللى بترعاها
ـ مامتها اللى بترعاها؟
ـ لا مها هى اللى بترعاها
ـ آه، وانتو بقالكو اد ايه مع بعض؟
ـ تلات سنين
ـ يا بختكو
ـ آه يابختنا هى حساسه ومخها كبير ودايما بشوف ان اراءها بتطلع صح، حتى لما قلتلها ان اخويا الصغير حنين وانه يمكن هو الوحيد اللى بستريح معاه فى البيت وانى بفكر اقله، حذرتنى جامد وقالتلى ان العيله مهما كانت متفهمة فيه حاجات مش ممكن تتقبلها، وانى لو قلتله ممكن الدنيا تتعك اكتر ومتهيالى برضه كلمها صح فى النقطة دى، وبالنسبه لك انت مفيش حد؟
ـ لا، علاقات عابره كده، كان فيه موضوع جد وراح لحاله، عارفة لما تكونى مش فى سلام مع نفسك صعب تبقى فى سلام مع شخص تانى
ـ عندك حق
ـ بابا مهندس وعايش معاه هو وماما واختى متجوزه، قضينا فترة طويلة فى الخليج ورجعنا لما دخلت الجامعة، ودلوقتى برضه نظام زن يومى، ساعات من غيظى اقول ارميلهم الحقيقة فى وشهم واتسلى بمنظر ذهولهم بس ارجع واقول حرام هم ذنبهم ايه، دى ماما مالهاش حاجة فى الدنيا غيرى انا واختى ودايما حطانا وحاطه راحتنا اول حاجة فى البيت، يبقى دا جزاتها؟ المشكلة انى معنديش حجة، الشقة موجوده والعربية وشغلى كويس وكله
ـ طيب همه مش شاكين فى حاجة؟
ـ واشمعنى يعنى؟ هو انا باين عليه ايه قوى كده؟
ـ لا والله مقصدش انا بتكلم بشكل عام يعنى، اصل فيه اهالى ممكن يعنى يخمنوا
ـ لا بس احيانا كده وفى جزء من الثانية بحس ان فيه حاجة صغيره جوه قلب ماما بتقولها الحقيقة، بشوف ده احيانا فى نظرة سريعة او كلمه متقلتش، يمكن دى تهيؤات او امنيات مش عارف، لكن فى الاخر الامور بتفضل زى ما هى


ـ قوللى انت جاتلك ردود كتيره؟
ـ جت شتايم كتيره، انتى عارفه بقى الانترنت والزبالة اللى ساعات بيلمها، فيه كام رد من بنات عربيات ومصريات عايشين فى بلاد عربية، بس لقيتهم مش حاجة عملية، من مصر ركزت فى الاخر على ردين بس انتى كنتى الانسب وكمان حسيت ان مستوانا الاجتماعى متقارب
ـ شوف هو لسه فيه حاجات كتيره لازم نناقشها يعنى هنقولهم اتعرفنا ازاى، ولو ان من كتر ما اهلى عايزين يجوزونى هيحبو يصدقوا اى حكاية، وكمان لو بابا عمل فيها ابو العروسه وطلب مهر وشقة وشبكه هنعمل ايه؟ انا مش عايزاك تتكلف حاجة لان الموضوع ده بينا بالشركه بس لازم نتفق انا وانت على اللى ممكن نقوله قبل ما اعلن لهم الخبر السعيد ان الحبيب المجهول قرر فى الاخر يتقدم هىء هىء
ـ طبعا لازم نتفق على الامور دى ونرتب لها كويس، أنا أنا عايز اسالك على حاجة بس خايف تفهمينى غلط
ـ لا شوط
ـ بجد مش هتفهمينى غلط؟
ـ يا عم شوط، فيه حد برضه يكسف من جوزة المستقبل..
ـ ايه رأيك فى موضوع الخلفة؟
ـ هممممم بص انا ومها اتكلمنا برضه فى الموضوع ده قبل ما اقابلك، من ناحية المبدأ انا طبعا نفسى موت فى بنت أو ولد وياريت تكون بنوته، بس ازاى يتم الموضوع ده وامتى دا محتاج ترتيب وتفكير، عارف القرارات الخاصة بينا احنا الاتنين ممكن نفكر فيها ونعملها يا طلعت صح يا طلعت غلط، بس لما يكون فيه كائن مولود يبقى ضرورى الخطوه تبقى محسوبة كويس لان ده انسان ملوش ذنب نجيبه فى الدنيا ومنوفروش ضمانات حياه مستقره وسعيده، ولا انت شايف ايه؟
ـ انتى بالضبط قلتى رأيى وانا كمان بحس ان نفسى اكتر فى بنت مش ولد، احنا طبعا محتاجين نتقابل كتير الفترة الجاية نتناقش فى كل حاجة
ـ اكيد بس ليه طلب، يضايقك لو مها حضرت معانا المقابلات، هى عملية فى تفكيرها يعنى هتساعدنا فى حاجات يمكن تطلع لنا
ـ طبعا تشرف، الاربع الجاى؟
ـ كويس بس خلينا ناكد بالتليفون قبليها بيوم، لو قفلت الخط ابقى مش عارفه اتكلم وانا اللى هطلبك بعدها
ـ خلاص اتفقنا الاربع مبدئيا وسلميلى على مها لحد ما اشوفها
ـ يوصل، سلام
ـ تشاو
.

Sunday, October 7, 2007

كمان وكمان

أحب أن أتكلم فى موضوع تناولته بعض المدونات العزيزات بمناسبة المسلسل الرمضاني، وإن كان الموضوع نفسه غير رمضاني
.
الاغتصاب
.
لاحظتم فى المسلسل أو بشكل عام حينما يأتى ذكر للاغتصاب بأنه دائما يتم تصوير الضحية بشكل ايجابي بل مثالي؟
.
السبب واضح جدا وهو أن مجتمعنا الذكورى والرجعى لحد كبير قد لا يدين الاغتصاب بشكل كبير إذا وجد أي سبب يمكن أن يمس الضحية اخلاقيا أو اجتماعيا، فعند وجود أى من هذه الأسباب يقوم المجتمع بتبرير قيام المعتدى بفعلته
.
يعنى ما لم تكن الضحية طيبة جدا وشريفة جدا ومظلومة جدا سيجد الكثيرون الأسباب لغض النظر عن جريمة الاغتصاب أو على أقل تقدير إيجاد مبررات للمعتدى لما قام به
.
هل يستطيع مثلا عمل درامى أن يصور المغتصبة صايعة حبتين أو متحررة شوية؟ أو لنذهب أبعد وأعقد ونقول أن الضحية ربما تكون قد ذهبت للمعتدى فى منزله بإرادتها لان الاتفاق بينهما كان على ممارسات جنسية معينة ولكن الرجل أخذ منها بالعنف أكثر مما أرادت هى منحه؟
.
سنجد عندئذ الرأى الشائع لدى الرجال وللأسف أيضا لدى الكثير من النساء أن الضحية تستحق ما جرى لها، رغم أن الجوهر فى الجريمة واحد وهو استخدام الرجل للعنف لنيل متعته الجنسية بالشكل الذى يريده دون مراعاة ما تريده المرأة أو موافقتها
.
تتذكرون حادثة فتاة العتبة منذ سنوات وماقيل وقتها فى تبرير الجريمة أو لتقليل مسئولية المغتصب من أن الفتاه تجاوبت معه جنسيا فى البداية؟
.
وحوادث التحرش فى وسط البلد العام الماضي حين كتبت بعض الأقلام أن الفتيات كن يسرن وحدهن فى مناطق يزدحم فيها الشبان أمام دور السينما؟
.
ومنذ أسابيع حين ذكرت الصحف أن فستان المغنية مروة والديكولتيه المكشوف ـ وهو فستان متواضع مقارنة بما ترتديه بعض المغنيات الأخريات ـ هو الذي يلقى عليها اللوم فى حادثة التحرش خلال حفل الساحل الشمالي، فهي يا حرام استثارت الشباب فلم يستطع سوى الانقضاض عليها
وهذا المذيع التليفزيوني المشهور بغبائه والذي أخذ يردد موضوع الفستان في حواره معها، ولا يدرى أن هذه الحجة إذا كانت تستخدم اليوم لأن الفستان مكشوف ستستخدم غدا إذا لم تكن الفتاه ترتدي ملابس طويلة، وبعد غد إذا لم تكن محجبة، والأسبوع القادم إذا لم تكن منقبة، والشهر القادم إذا تجرأت فتاة أصلا وخرجت من منزلها ففي كل هذه الحالات ستكون الضحية عندئذ قد سهلت وساهمت بشكل ما في جريمة اغتصابها، وهو منطق يسوده الجهل والشوفينية المتفشيين فى مجتمعنا
.
.

Wednesday, October 3, 2007

ندم

أيها الواقفون على المذبحة
أشهروا الأسلحة
سقط الموت، وانفرط القلب كالمسبحة
والدم انساب فوق الوشاح
المنازل أضرحة
والزنازن أضرحة
والمدى أضرحة
فارفعوا الأسلحة
،واتبعوني
!أنا ندم الغد والبارحة

.
.
أمل دنقل
.