Friday, July 27, 2007

خواطر قبل السفر

قبل السفر للخارج ينتابنى عادنا شعوران
أولا هناك الشعور بالراحة والسعادة أنى سأترك مصر وبالذات القاهرة بكل ما فيها من مظاهر أكرهها وأستقبحها من زحام وضوضاء ولا أدمية وظلم وكبت وانعدام ذوق وتلوث وهوس جماعى بالقولبة، وهى كلها مظاهر ألمسها وأحسها فى حياتى اليومية وتغذى شعورى بالاحباط والرغبة فى الرحيل
.
زمان كنت أشعر بالخجل أن أعبر عن سعادتى أن أحيا خارج مصر، ثم صرت مع الوقت أقل خجلا الى أن أعلنت أننى أفضل الحياة خارج مصر بل وأتمناه
.
وفى بدء إعتيادى على السفر والاقامة حدث أن قابلت شاب فرنسى وسألته السؤال التقليدى المعتاد عن مدى إحساسه بالغربة والحنين الى فرنسا فجاوبنى ببساطة متناهية أنه لا يشعر بالحنين لأنه لا يحب الحياة فى بلده، ونظرا لحداثة عهدى بالغربة وقتها إندهشت من رده لثلاثة أسباب أولهما منلا يحب الحياة فى فرنسا الباهرة؟ وثانيهما لأننى ظننت أنه لا بد أنه تربى ـ مثلى ـ على أن فرنسا هى أمه وأن السين هو دمه، والسبب الثالث هو أنه حتى لو كان يكره بلده فلا يصح أن يقول هذا أمام الغرباء لأننى أيضا لم أكن قد تعلمت آنذاك ـ فى إطار ثقافتنا ـ أن الصدق أبو الفضائل بغض النظر ما اذا كان مضمون هذا الصدق سيعجب الآخرين أو ينسجم مع معتفداتهم أم لا
.
قد يستفز هذا الشعور البعض ويرونى أغالى فى الاحساس بالسلبيات، ولكن مع احترامى لأية رأى مخالف على إقتناع تام بما أحسه
.
الشعور الثانى هو شعور بالارتباط يزداد فى التبلور قبل رحيلى أحسه بمثابة حبل سرى يربطنى بكل شخص وكل شىء حولى كما لو كانت روحى مشدودة بهذه الاشياء وهؤلاء الاشخاص، بدءا من أخوتى ـ خاصة بعد وفاة والدتى ـ وأصدقائى وزملائى المعدودين، ومرورا بالاماكن التى أعتدت أرتيادها منزلى فى المهندسين ومنازل أخوتى وعملى فى البلد والنادى والعين السخنة وكافيه أو أثنين التقى فيهم ببعض أصدقائى
.
وبينما يبدو الشعور بالراحة للرحيل قويا وواضحا، فان الاحساس بعمق الارتباط يتسرسب شيئا فشيئا الى قلبى ليصل لذروته ربما ساعات قبل لحظة السفر والتى عادتا ما تجعلنى أتذكر أدونيس حين يقول
إنها لحظة الخرافة
إنها رعشة الوصول إلى آخر المسافة
.

، ويغلف الإحساسين دوامة من المشاوير والاجراءات والشوبنج والزيارات والتليفونات تجعل فى النهاية كلا الاحساسين توأمين لإحساس ثالث بالتعب والإرهاق بل قد يطغى هذا الأخير أحيانا عليهما
.
وأضيف هذه المرة ذكرى جديدة أن الاستعداد للسفر يتزامن مع وقت أستقطعه بسكين بارد للقراءة والإستزادة ثم الإعادة من ديوان سيرة البنفسج لحسن طلب والذى توقفت كثيرا عندما قرأته يقول
.
راهبة هائبة
لا راغبة فى جنة نار العشق ولا تائبة
.

وهى الأبيات التى جعلتنى حين قرأتها لوحدى فى غرفتى أتلفت حولى لأتأكد أن لا أحدا غيرى مقصود بها

.

Monday, July 23, 2007

شكرا للإهداء

أيتها اللغة
كفى عن اللهو بأنصاف الكئووس الفارغة
واخرجينى من فسيفسائك المراوغة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أسلمنى الطيف الى الحرفِ
فلذت بآلاء الياء
كانت تتبرج فى مستويات الضوء الحى
وتأخذ زينتها من أبهة الماء
.
قلت: فمن تنتظرين؟
أشارت نحو المرج وقالت:
إن شئت قصصت عليك تباريح الوردة
أو أنبأتك عن ورع الحنطة
قلت: أشاء
.
فانضبطت فوق العشب
وما إن أدرى إلا أن تركت دائرة زرقاء
على مرمى البصر
وخلفت المرج يتيما
قلت: فيا للبُرحاء!
.
وهتفتُ: خذينى أن يا طارئة أطلقت الدهشة
قالت: فاصبر حتى تنتصف الوحشة
واعبر من نسق الأسماء الى فوضى الأشياء
وانفلتتْ
ما إن أدرى: هل سكتت أم همست: سيكون لقاء
.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.
يا أيها الشعر المخنث
ذلك وقت أستطيع فيه أن أرصدَ ما رأيتُ من خيانة المؤنث
وأستطيع فيه أن ألعن ما كتبت من بنفسجات
آخذات صورة الهوى وهيئة المثلث
ذلك وقت أستطيع فيه أن أصرخ نادما
إليك عنى أيها البنفسج الملوث
.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هى تعلم حبى للشعر فأهدتنى مؤخرا ديوان سيرة البنفسج للشاعر المبدع حسن طلب
.
لغة أقل ما يمكن وصفها بأنها مدهشة ونركيبات خلاقة لم أقرأها من قبل رغم أن معرفتى الشعرية لا بأس بها
.
أحببت أن أضع العشرات من الأبيات فى المدونة ولكن القصائد طويلة ومن شدة تماسكها ستفقد الكثير لو تجزأت
.
ومع ذلك تلك كانت بعض المقاطع من قصائد مختلفة من الديوان
.

Saturday, July 21, 2007

ظروف

أراك يا مصطلح الظروف
محنطا تُنقل من جبانة السلب الى مقبرة الإيجاب
فمرة تبرر الهزيمة
والرعب والجريمة
ومرة تجعل من شعائر الموت شعائر القيامة
وتجعل الرحمة طائرا يفرخ فى أسنة السيوف
.
محمد عفيفى مطر

Friday, July 20, 2007

بعض الأسرار

لا تسلنى عن سر أدمعى الحرى
فبعض الأسرار يأبى الوضوحا
.
بعضها يؤثر الحياة وراء الحسِ
لغزا وإن يكن مجروحا
.
بعضها إن كشفته يصبح مهانا
يموت موتا حزينا
.
بعضها يكبر أن يٌكشف
عما وراءه أو يبينا
.
نازك الملائكة

كلام فى الحب

هل يمكن أن تحب أنسان وتشعر تجاهه بعاطفة لكنك فى نفس الوقت تخجل منه وسط الآخرين؟
أثنان تحابا وبين أريعة جدران يبنيان مملكة الحب ولكن اللحظة التى تجمعهما مع آخرين يذوب أحدهما خجلا بسبب سمة فى الطرف الآخر، وهى سمة غير قابلة للتغيير
لا أقول أنه بالضرورة يجب الشعور بالفخر بمن تحب، ولكن على الأقل لا يجب أن نشعر بالخجل منه أمام الآخرين.
مع ذلك كان حبا ولكن بطبيعة الحال لم يستمر
..
.
هل يمكن لطرف أن يقبل ثلاث أرباع حب أو نصف حب فى حين أنه يمنح حبا كاملا وغير مشروط؟
تريد أن تقضى أربع وعشرين ساعة مع من تحب، فى حين أن الطرف الثانى يريد فقط قضاء عشرين ساعة
تعطى أولوية لرغباته، أما هو فرغباته ورغباتك على قدم المساواه والأثنان قابلان للتفاوض والمقايضة
تشعر فى قرارة نفسك أنك تحب ـ بكسر الحاء ـ أكثر مما تحب ـ بضمهاـ
لا ألوم طرفا فى علاقة كهذه، أنا لا أتحدث عن طرف يعطى وآخر يأخذ، لا، إنما أتحدث عن طرف يعطى أكثر من طرف آخر
بعض الأشخاص بطبيعة الحال لديهم قابلية للعطاء أكثر من غيرهم وأحيانا بدون أن يكون هناك بالضرورة مقابل، لكن مثل هذه العلاقة صالحة فقط لمن يستطيع أن يتحملها
.
.
زمالة تسرب بين ثناياها الجنس، فأصبحت منطقة منزوعة العاطفة، لا هى الزمالة كما عاهداها ولا هى أخذت تطورا طبيعيا لتصبح عاطفة، هذه إشكالية
الإشكالية الأخرى أنه بينما لعب الجنس دوره فى منح أحد الطرفين شعورا بحميمية العلاقة لتصير بذرة حب، إكتفى الطرف الثانى من الجنس بلذته دون أن يسلسل نفسه بأية شعور آخر
علاقة غريبة الأبعاد ومحكوم عليها بالاعدام قتلا بالمشاعر
.
.
طرف أحبك وحين لم تجتاحك المشاعر أعلنت الإكتفاء بالصداقة، وقبل الطرف الأخر خياراتك، ولكنك حين أحببت أنتابتك صدمة حين واجهك من تحب برغبته فى الإكتفاء بالصداقة، وكان خيار الرفض وإنهاء أى شكل للعلاقة بينكما
إزدواجية فى التصرف؟ نعم، ولكن من قال أن للأحاسيس والرغبات قوانين تحكمها العقلانية والموضوعية
عبء خياراتنا نتحمل قبحه ولذته
.

Wednesday, July 18, 2007

خمسة وسبعه وتلاتين

ـ ماما هوه بابا كان شكله أيه؟
ـ تانى يا ملك؟ يا حبيبتى أنا جاوبتك قبل كده، وكمان انتى شوفتى صوره كتير
ـ معلش يا ماما جاوبينى بس جاوبينى
ـ بابا يا قمر كان قصير وتخين وشعره خفيف
ـ بس تيته بتقول غير كده، بتقول انه كان رفيع وشعره نقيل وناعم
ـ جدتك بتوصفه لما كان فى ثانوى ولا الجامعة
ـ طيب وأيه كمان؟
ـ أبدا كان شكله عادى، بس بقى قلبه كان أطيب قلب وكان بيموت فيكو انتى وليلى وكنتو أغلى حاجه عنده فى الدنيا
ـ طيب كان بيحبنى أنا أكتر ولا ليلى؟
ـ كان بيحبكوا انتو الأتنين قد بعض بالظبط
ـ يعنى مكنش بيزعق خالص؟
ـ لا كان طبعا بيزعق لما حد يعمل حاجة غلط، أو ساعات لما بييجى من الشغل تعبان بيبقى متنرفز شويه، عادى يعنى زى أى حد
ـ طيب كان بيلاعبنى أيه؟
ـ كان بيعملك حج حجيجه أو يرفعك فوق عالى لحد السقف وانتى تقعدى تضحكى، أصلك كنتى البكرية
ـ يعنى أيه؟
ـ يعنى كنتى الكبيره، واحنا فضلنا خمس سنين يعد ما تجوزنا لحد ما حضرتك شرفتى، ولما جيتى وبعديكى بأقل من سنه ليلى جت كنا فرحانين بيكو قوى، وكمان الفتره دى شغل بابا كان مشى كويس جدا يعنى كنا تقريبا حاسين كده ان ربنا ادانا كل اللى احنا عايزينه
ـ وهو مات ازاى؟
ـ انتى ايه اللى خلاكى تسألى السؤال ده يا عسلية؟
ـ الشغاله اللى عند تانت نعمت سألتنى قلت لها معرفش
ـ أبدا كلمونى من الشغل فى يوم عادى وقالولى آجى بسرعة ولما وصلت كان بابا خلاص طلع عند ربنا
ـ وهو مش ممكن ينزل تانى؟
ـ لا مش ممكن، بقول لك ايه يللا عشان نعمل الهومورك بتاعك
ـ طب بس استنى، انتى مش هتتجوزى تانى؟
ـ اتجوز؟ مين قال الكلام ده يا ملك؟
ـ تانت نعمت كانت بتقول لصاحبتها انك مش ممكن تقعدى من غير راجل
ـ لا ياحبيبنى مبفكرش فى الكلام ده وتانت نعمت دى فاضية للكلام ومورهاش حاجة
ـ وبابا يعنى مش ممكن نشوفه تانى؟
ـ قوليلى يا ملوكة انتى مش فاكره بابا خالص؟
ـ لا مش فاكراه
ـ ولا أى حاجة
ـ مش فاكره، لا يعنى فاكرة شويه كده
ـ طب فاكره ايه؟
ـ فاكره فاكره آه فاكره انو كان رفيع وشعره تقيل وناعم لما كان فى ثانوى ولا الجامعة
ـ طيب يا غلباويه يللا على المذاكره

Monday, July 16, 2007

اسدالة الميتين

وإن هفا شوق بعيد صارخا فلنعود
ليت الشذى المؤود يصحو فوق هاتى الخدود
ليت العيون المسهدات بالفراق المهان
تحس طغيان الندا "فلنعود
ملء الفضا والمكان

كذا تنادينا الوعود لا صدى لا جواب
نحن مضينا فى طريق آسر ..لا أياب
كيف العبور فوق هوة الردى والسنين
كيف، وهل تٌُبعث تحت التراب
اسدالة الميتين؟

حلمان


الحلم الأول

شقيقتى الكبرى قالت لى أنها تنوى بيع السرير الخشيى الدوبل الخاص بها، و أضافت أتها كانت قد ابتاعته من المناصرة
.
سألتها عن سبب رغبتها فى البيع ققالت أنه قديم وغير ثابت
.
عادت مجددا وسألتنى اذا كنت أرغب قى شراءه
.
قلت لها دعينى أجربه
.
نمت على السرير قكأننى تماما فى أرجوحة أو كأننى على مرتبة ماء
.
فقلت لنقسى لما أشنرى سريرا مهترءا كهذا
.
حينما أسنيقظت أول ما تبادر لذهنى أن شقيقتى قد تعانى من مشاكل مع زوجها وأنها قد تسعى للطلاق
.
.
.
الحلم الثانى
كأننى فى مدحل مستشقى والجميع بانتطارى يقولون لى
.
هيا بسرعة، أنه دورك الأن، وهى بانتطارك
.
الكل فى لهفة يدعوننى لمقابلتها لأن الوقت أزف وهى تنتظرنى
.
سرت بسرعة لألحق دورى حتى وصلت الى مكان يزدحم حوله الكثير والكثير من الاشخاص الذين يرتدون السواد
وما ان رأوونى حتى أخذوا يبتعدون عن الشباك الذى يزدحمون حوله ليفسحوا لى المجال للاقتراب من الشباك نظرا لأنه الآن دورى
وجدت أن والدتى هى التى فى الناحية الاخرى من الشباك، وكانت أيضا مرتدية الأسود، ما ان رأيتها حتى أحذت أبكى وأحتضنها وأقول لها: ماما انتى واحشانى قوى
.
أقتربت من أذن والدتى وهمست لها: أسمه غالى
.
قالت لى: ماذا، ما أسمه
.
كررت: غالى
.
أطرقت والدتى وبدا عليها الحزن والغم ونظرت فى الأرض
.
واذا بى فى هذه اللحظة كما لو كان هناك من يشدنى للخلف لأبتعد عن الشباك فوجدت نفسى أتراجع للوراء دون ارادة منى، واذا ايضا بالناس التى كانت تقسح لى الطريق فى السايق تعود لعهدها وترجع لتتكالب على الشباك لأبتعد أنا عنه رويدا رويدا
.
ثم وجدت نفسى فى صالة انتظار كلها بيضاء فى نفس المستشفى وأشقائى جالسين بها وما ان رأوونى حتى سـألونى: قابلتها وماذا قالت لك، قلت لهم: أخبرتها بالأسم ولكنها كانت حزينة
.
.
ثم أستيقظت من النوم

Thursday, July 12, 2007

من شرفة همساتى

فى العشب زهر ليس يدرى أحدٌ عن شذاه
فى القلب سرٌ خافقٌ، سرٌ عميق الحياة
آلا فمدى ناظريكِ هل ترين سناه؟
أم أن ومضه خبا، وغاب عنكِ ضياه؟
.
فى القلب صوتٌ غامضٌ، ناىٌ بديعٌ شفيف
فى الروح دمعٌ مازجٌ فيه الربيعُ الخريف
فلتنصتى لوقعه، فى القلبِ منه حفيف
أم أن لحنه انطفى والشوق عاد كفيف؟
.

Tuesday, July 10, 2007

اليابان ـ بارت تو

سبق وكتبت جزء أول عن انطباعاتى عن اليابان بعد زيارتها والاقامة فيها لفترة
.
من كتر ما اليابان مميزة تركت فى نفسى العديد من الانطباعات والذكريات التى لا تنسى
.
ـ موضوع الأدب اليابانى ليس مبالغة، الناس هناك تتعامل ظاهريا بأدب شديد ودرجة عالية من الاحترام الغير، وهو ما يمكن ملاحظته فى أمور بسيطة مثل كمية الشكر الرهيبة وترديد عباراتها أكثر من مرة والانحناء الذين يصاحبون مثلا الخروج من محل ما بعد شراء بضاعة منهم، وعلى رأى أحد الاصدقاء أن الشكر الذى نلاقيه يعطينا الانطباع أن العشرين دولار التى دفعنا مقابلها بالين كانت المبلغ المتبقى لسداد ديون المحل وعدم الحجر عليه
.
كذلك من علامات الأدب أن يناولك الشخص شيئا بيديه الأثنين وليس بيد واحدة
.
ـ النظافة شىء مقدس، سواء النظافة الشخصية أو نظافة المكان، أرخص مطعم والذى تأكل فيه وجبة تتكلف 15 دولار أو أغلى مطعم متساويين من ناحية النظافة، وأنا يمكن لم أدخل أغلى مطعم ولكن تمت دعوتنا مرة فى رستوران فرنسى فخيم
.

ـ حادثة لن أنساها ,اقسم بأنه لا توجد ذرة مبالغة فيما أكتبه، مرة وأنا فى طابور شراء تذكرة المترو من الماكينة أن لاحظت أن احد الأشخاص السابقين على مايبدو نسى باقى الفلوس بعد شراء التذكرة ـ مكان نزول التذكرة من الماكينة هو نفس مكان نزول باقى الفلوس ـ كل الافراد الذين كانوا أمامى فى الطابور أو بعدى كانوا يزيحون النقود المنسية جانبا ويأخذوا تذكرتهم وباقى نقودهم فقط، بالنسبة لى ستظل هذه الحادثة أعجوبة
.
ـ التواضع صفة محببة جدا وموجودة بكثرة فى اليابان، وكذلك روح الجماعة، وأبسط مثال رأيته بنفسى أنه فى أوقات هطول الثلج كان جميع العاملين فى فرع البنك القريب من مكان أقامتى بما فيهم المدير يقومون معا بازاحة الثلج من أمام مدخل البنك، فكرة أن المدير ده شخصية كبيرة ومش مفروض يعمل كده مش موجوده فى قاموسهم
.
_ أحب بس الأشارة الى أن اليابان كمجتمع ليس مثالي كما قد يتخيل البعض، واليابانيون كانوا يقولون لى أنه نظرا لكونى ليس من أهل البلد فلا أستطيع أن ألمس ما يعانونه، ولكن مع ذلك بجد رأيت فى اليابان ايجابيات تفوق الوصف وكم أخلاق وذوق وتهذيب واحترام فى التعامل أكثر من رائع
.
ـ بالنسبة لشكاوى اليابانيين من مجتمعهم وجدت أنها تتلخص دائما فى الآتى
الضغط النفسى المستمر من كثرة العمل والرغبة فى الاجادة
الضغط النفسى من تقديس اليابانيين لعادات وتقاليد تدعو للانصياع مع قيم المجتمع ككل ومنها احترام شبه مقدس للأقدم والأكبر سنا والأكثر خبرة الخ
المعاناة من صغر المساحات فى كل شىء بدءا من المنزل
.
ـ من ذكرياتى فى اليابان هناك حادثة طريفة بصراحة ترددت قبل كتابتها، يعنى يمكن يراها البعض خارجة شوية أو تخرج عن الأطار الذى أحب أن تكون مدونتى عليه، ولكن بعد شوية تفكير قلت فى نفسى إذا كنت حكيتها لأصدقائى الذين يعرفونى شخصيا، فمن الهبل أن أخجل من ذكرها ليقرأها اصدقاء النت وبقية قراء المدونة، وهاهى

قبل سفرى كان لى صاحبة صايعة شويتين عندها بوى فريند نقول مثلا أسمه عادل ـ متزعليش يا كتكوته لو قريتى الكلام ده ـ ، المهم لما عرفت أنى هسافر اليابان جت ودار بينا الحوار ده
.
هى: أنا قلت لعادل على موضوع اليابان وسفرك وهو بصراحة قاصدك فى خدمة من هناك بس خايف يكون بيتقل ولا حاجة
أنا: بقى ده أسمه كلام، عادل بيكسف منى؟ بس أمرى لو حاجة أقدر أعملها طبعا مش هتأخر
هى: هو أصله عايزك تشترى له كوندوم فوسفورى
أنا بذبهلال: نعم؟
هى: آه واقى ذكرى فوسفورى يعنى من النوع اللى بينور فى الضلمة، هو بيقول أنه قرا عنه أنه موجود فى اليابان بس
أنا: انتى طبعا بتهزرى، عايزانى أدخل صيدلية وأقول لهم فيه كوندوم فوسفورى، طبعا يعنى انسى انتى وسى عادل بتاعك
هى: لأ، ما هو قال أنه الحاجات دى مش بتبقى موجوده فى الصيدليات، دى عادتا بتبقى فى السكس شوب
أنا: كمان؟ لا دا انتوا خرفتوا انتوا الاتنين، سورى طبعا مقدرش
.
المهم سافرت اليابان وفى المجموعة اللى كانت معايا اتلميت على شخصين كنت معاهم طول الوقت، واحدة بنت أسمها كارمن من بيرو فى أمريكا اللاتينية وشاب أسمه ريكاردو برضه من الاكوادور فى أمريكا اللاتينية، دول كانوا أقرب ناس ليه لان اللاتين فيهم خفة دم وروحهم زى روحنا المصرية ولكنهم بشكل عام مرحيين أكتر مننا بكتير وبيحبوا التهييص والفرفشة زى عنيهم
.
على فكرة كان فيه أخ شنف مصرى فى المجموعة بس ده حكايته حكاية وعمل مرة مشكلة صغيرة تستاهل تتحكى لوحدها، وأنا طبعا كنت بحاول أتجنبه بقدر الإمكان لكن فى حدود الذوق والادب
.
المهم كارمن وريكاردو دول كانوا آخر صياعة ومالهمش كبير، مرة طقت فى دماغهم نروح الرد زون أو منطقة الليل فى طوكيو وأسمها شنجيكو، ولما قلتلهم مش خطر، ريكاردو قالى ان المنطقة مافيهاش أى خطورة وأننا مجرد هنمشى فى الشوارع الهايصة هناك مش أكتر
.
واحنا ماشيين افتكرت الاخت بتاعة الفسفورى، فحكيت لهم الحكاية بضحك، لقيت ريكاردو قاللى طب وفيها أيه ندخل أى شوب ونسألهم، طبعا كارمن العسولة ما صدقت حاجة فيها تهييص وضحك ووافقت على طول، قمت قلتلهم أنا كمان: آه عادى نسأل طب ومالو
محبتش بقى أعمل فيها سهير البابلى فى ريا وسكينة وهى بتقول يا كسوفى يا كسوفى
.
دخلنا الشوب وابتدا ريكاردو يتكلم مع الراجل اليابانى واكتشفنا ان معلوماته فى الانجليزى أقل بكتير من معلوماتى فى لغة شمال الصين فى القرون الوسطى، يعنى حتى كلمة كوندوم مفهماش بس فين وفين ريكاردو اللى دمه بجد شربات وصل معاه لحد ما فهمه كوندوم، جه بقى الدور على كلمة فوسفورى، شمال يمين الراجل مش فاهم احنا عايزين أيه، قام ريكاردو مشاور له تحت عنده وقال له: لايت لايت، طبعا لو تشوفوا التعبير على وش الراجل كان يساوى ميت مليون يورو، طبعا قالك دول جماعة بيرفرتيد ـ أى منحرفين ـ نور أيه اللى عايزينه ينوروه تحت
.
خرجنا من المحل واحنا فطسانين على روحنا من الضحك ومهما أوصف الموقف ده عمل فينا أيه ساعتها كنا ههنقع على الأرض كل ما نفتكر منظر الراجل، أنا بطنى بجت وجعتنى يومها من كتر الضحك وقلت الحادثة دى بالسفرية بحالها، ولحد دلوقتى بضحك لما بفتكرها
.
أيييييييييه ذكريات
والسلام ختام

Monday, July 9, 2007

أدونيس حين يعلن العصيان


أيها الجد الذى أعتزلُ الآن طريقه
.
حسناً، أنت الذى تسكن فى جرثومة الماء وأطباق السماءْ
.
ومن الحكمةِ أن تمشى، كما تمشى، شموخا للوراءْ
.
ولأنتَ السرُ والمملكة المكتنزةْ
.
بالنبوات، أنا العاجزُ عن فهمك والسادرُ فى الغى وأنت المعجزةْ
.
.
أيها الجدُ الذى أرفضه الآن وأحببت الخليقةْ
.
باسمه الخالق، لن تعرفنى بعد ولن ينسبنى شىءٌ إليكْ
.
غير ذاك الطلل الراسب فى نفسى يَبكينى ويُبكينى عليكْ
.

الشتائم وأصحابها

موضوع الشتائم فى ردود المعلقين فى المدونات
.
حقيقي لا أفهم سبب ترك بعض المدونين لتعليقات تتضمن شتائم موجهة لهم وللموضوعات التي يطرحونها فى مدوناتهم
.
هناك مدونات أصاحبها أصلا يزينونها بالشتائم والأسلوب التهكمي، لذا فليس من الغريب أن تتضمن الردود أيضا سبابا متبادلا، وهذا أمر لا يدهشني فهم أرتضوا هذا الشكل لمدوناتهم وهم أحرار
.
ولكن مدونات أخرى تتضمن عرض لوجهات نظر أصحابها والتي قد لا ترضى آخرين لسبب ما ديني أو سياسي الخ، فتبدأ ردود تتضمن سباب وشتائم
.
لماذا يترك أصحاب هذه المدونات الشتائم موجودة فى مدوناتهم؟
.
هل الدافع هو إيمانهم بحرية التعبير والديمقراطية؟ فى رأيي هناك قاعدة بديهية ـ من وجهة نظري ـ تقول لا حرية لمن لا يؤمن بالحرية، فإذا آمن شخصا ما بأنه ليس من حقي أن أمارس حريتي فنفس الشخص أيضا ليس له الحق فى التمتع بالحرية التي يحرمني منها لدافع ما. هذه القاعدة ليست جديدة فهي جزء من أسباب تجريم أحزاب متطرفة مثلا وعدم القبول بدخولها فى أية عملية ديمقراطية فى العالم الغربي عملا بالمبدأ أن لا ديمقراطية لمن لا يؤمن بالديمقراطية، وهذا المبدأ هو أيضا أساس الخوف من مشاركة أحزاب أو جهات لا تؤمن بالتنازل عن السلطة للغير عند إجراء انتخابات نزيهة فى دولة ما
.

إذا كان وجود هذه الشتائم هو بهدف إثبات عجز وعدم تحضر من يكتبها، فاعتقد أن الترك أيضا لن يصيب الهدف، فمن هم الذين نريد أن نثبت لهم عجز وعدم تحضر أصحاب هذه الشتائم؟ بقية القراء إما مع أو ضد أراء صاحب المدونة، وترك الشتائم كما هي لن تزيد اقتناع المؤيدين ولن يقلل من هجوم المعارضين، بل أن وجود الشتائم سيترك لدى أصحابها شعور بالزهو من أنفسهم بوجود شتائمهم التي يظنوها قنابل موجهة إلى بعض أصحاب المدونات
.
طبعا هناك تكنيك آخر هو ترك الشتائم وعدم الرد عليها لكي يشعر من كتبها بالغيظ لتجاهله، وهو أسلوب قد ينفع، ولكنى بصراحة لست من أنصاره
.
لم أكن أتخيل بجد أنى فى يوم قد ألغى تعليق ما، لإيماني بأن من حق كل فرد إبداء الرأي، ولكن الشتائم شئ وإبداء رأى مخالف أو حتى رأى هجومي شئ آخر. وأنا الآن مع حذف الشتائم قلبا وقالبا دون أية إحساس بالذنب
.

Sunday, July 8, 2007

عصفور الهواجس

أفتح الآن زجاج النافذة
.
علنى أطلق عصفور الهواجس
.
علنى أترك وجهى صرخة فى
.
عذبات النخل، أو وشما على حائط مبكى
.
أو دما مشتعلا فوق وسادة
.
أو سياجا مشرعا من زهرات الشوك
.
فى وجه الرياح المستعادة
.
.
محمد عفيفى مطر

جريمة

أعشق القراءة فى التاريخ منذ صغرى، فهو بالنسبة لى سلسلة حواديت وقصص لا تنتهى كما أنه يتقاطع مع الكثير من علوم المعرفة الأخرى كالاجتماع والاقتصاد والسياسة
.
أعشق على وجه الخصوص تاريخ مصر فيما يمكن أن يطلق عليه العصر الاسلامى، فهو قريب نسبيا ومن ثم أستطيع أن أتلمس تداعيات وآثار ملموسة له فى الحياة المعاصرة. ورغم أن كثيرين مفتونون بالتاريخ الفرعونى الا أن جذوره الضاربة فى القدم وغموضه مقارنة بالتاريخ الأسلامى يجعله بالنسبة لى أبعد عاطفيا
.
هناك شخصيات صغيرة فى التاريخ قد لاتكون ذات تأثير وكانت شبه كومبارس على ساحة الاحداث ولكنها تركت فى نفسى تأثيرا ربما لأن هناك دور نسانى ما أو أن حياتها كانت درامية بدرجة كبيرة
.
من بين هذه الشخصيات فتاة عمرها سبعة عشر عاما لم يكتب الكثير من المؤرخين عنها باستثناء واحد أو أثنين أهمهم الجبرتى مؤرخ الحملة الفرنسية
.
هى زينب خليل البكرى أبنة نقيب الاشراف الشيخ خليل البكرى والذى وصفت المراجع بأنه كان متعاونا مع الفرنسيين
.

زينب وفقا للمراجع فتاة جميلة انبهرت بالفرنسيين وأسلوب حياتهم فخرجت عن تقاليد مجتمعها وأرتدت ملابس كالسيدات الفرنسيات كاشفة وجهها ومتزينة وخالطت المجتمع الفرنسى
.
زينب كانت أيضا على علاقة بنابليون بونابرت وكانت تزوره فى مقر اقامته فى قصر الألفى
.
عقب خروج الفرنسيين ثار الرجال على زينب وذهبوا الى منزل والدها متهمين أياها بالفسوق الخ فقال لهم والدها: أقول إنى برىء منها
.
قام الرجال بخنق زينب حتى الموت فى منزلها أمام والدها الذى لم يحرك ساكنا
.

حياة قصيرة غير تقليدية ودرامية لأقصى حد، فزينب كانت ضحية لأنبهارها بالغرب وتقليدها لهم ـ علما بأنه بعد مائتين عاما لازلنا منبهرين أو لنقل معجبين لمن لديه حساسية من كلمة إنبهار ـ زينب كانت أيضا ضحية لمجتمع مكوناته فى ذلك الزمن هى الجهل والتخلف والشعوذة، ضحية لأب لم يخالفها حين كان من مصلحته أن يصمت ثم حين خاف على نفسه تبرأ منها، وربما أخيرا ضحية عشيق لم يبذا ما يستطيع ليجنبها ما يمكن أن تلاقيه من بعده
.
هل ياترى لو تكررت ظروف شبيهة الآن، هل وكيف سيختلف جزاء زينب ؟
.

Thursday, July 5, 2007

ثانيا: الحب والعذاب

الحب والعذاب قالا لى: خذينا نحن توأمان
جرحان ضائعان
أو وترا كمان
فضمدينا بالاغانى، دثرينا بالقبل
وأسكنينا الأبد الضائع فى صمت المقل
.

.

والحب والعذاب قالا لى: أحبينا فنحن عصفوران
من غابة الضياء والأحزان
نحن شراع مركب مضيع، ونحن ميلادُ حياةٍ وطلل
الأمل الطرى فى أكفنا أكفان
والحزن تفاح وجرتا عسل
والشعر فى شفاهنا نهران
عذوبة الملاك فينا، ولنا شراسة الشيطان
ونحن قبرٌ وصباحُ، مرثيات غزل
ووجهنا تارة تموز
!وتارة نيسان
نازك الملائكة

دردشة

اليومين دول ونظرا لظروف شخصية بعمل كل يوم المشوار اللذيذ قوى من المهندسين لمصر الجديدة مرتين فى اليوم، وده معناه إنى مرتين فى اليوم بواجه نفسى بالسؤال المصيرى آخد كوبرى اكتوبر ولا نفق الأزهر والظاهر إنى دايما بآخد الاختيار الغلط واللى بيطلع زحمة أكتر
.
بس بجد اترعبت من كام يوم لما كتبوا فى الجرايد أن عربية ولعت فى نفق الأزهر وتم اغلاقه والمرور وقف والناس اللى كانت فى النفق جالهم حالة ذعر زى ما الجرايد كتبت، يا عينى وأكيد كان فيه أطفال كمان، متهيألى لو معايا أطفال وده حصل همسك ايديهم ونسيب العربية وناخد السكة جرى لحد ما نخرج
.
ما علينا، المشوار اليومى ده والراديو مفتوح بيدينى فرصه أسمع أغانى جديدة وأشوف اعلانات افلام الصيف
.
عجبتنى أغنية أنغام الجديدة، كلماتها حلوة والموسيقى وكمان الفيديو لطيف، عامل زى سيدى وصالك كده، يمكن عشان المخرج واحد. أنغام نفسها مش بستظرفها بصراحة لأنى بحس فى حواراتها إنها مرسومة وحاطه نفسها جوه كادر، وبلاقى ان حد مفهمها أو هى مفهمه نفسها إنها حاجة مهمة قوى فى البلد دى. بتفتقد البساطة والتلقائية بس الأغنية حلوة.
.
فيه أغنية جديدة كملن لنجوى كرم بس بجد مبقدرش الاقى سبب يخلى نجوى كرم مميزة، أغانيها عادية كلمات ولحن، مش وحشة بس مفيش حاجة اكسترا، أمال بيكتبوا عنها فى المجلات العربية واللبنانية زى ما تكون فيروز مثلا، برضه بحس انها بتبيع نفسها على أساس انها لبنانية صرف ومش بتغنى مصرى، يعنى هو ده أكبر أست ـ رصيد يعنى ـ بتسوق نفسها بيه
وعلى سيرة نجوى كرم غريبه تعاونها فى فيديو كليب مع سماح أنور من كام سنة، لا سماح مخرجة فيديوكليب أساسا ولا أخرجت بعد كده، ولا نجوى كرم بتخلى أى حد يخرج لها
.
حد ممكن يفيدنى ويقولى لما عمرو دياب اتصور صورته اللى فى اعلانات الشوارع عن البومه الجديد كان تم تمنتاشر ولا لسه
.
لما بقول لحد إنى مشفتش ولا فيلم لمحمد سعد الناس بتبصلى كأنى نزلت من القمر، فعلا مشفتلوش ولا فيلم بس هو باين عليه ظريف وحركاته مميزة، اللى بيعجبنى لأنى شفتله فيلمين هو محمد هنيدى عاجبنى جاءنا البيان التالى بجد بجد دمه خفيف، أما بقى اللى بحس ان تاريخ الصلاحية بتاعه انتهى من زمن هو عادل إمام وسورى لعشاقه بس هو ده زوقى، بحس ان عادل إمام عامل بالضبط زى رئيس دولة متخلفه من العالم التالت عشر لسه متمسك بالحكم رغم فقدانه مؤهلات الاستمرار على الكرسى واللى حواليه والصحافة عمالين يهللوله. ده غير انى مبتعجبنيش طريقته لما بيتكلم فى السياسة، عندك كلام حلو فى صالح الحقوق الأساسية والحريات للمواطن أهلا وسهلا، معندكش يبقى متقعدش تنظر فى كلام احنا عارفين ليه ومقصود بيه أيه
.
أنا مالى النهارده بنتقد فى الناس كده عمال على بطال
.
سيبكوا من كل ده، اللى ضاع منى بقى هو حضور مهرجان الرقص الشرقى فى القاهرة الأسبوع اللى فات ، آه الرقص الشرقى ووووووماله، هى الرقاصة دى مش برضه انسانه على رأى الجملة الخالدة فى افلام حسن الامام، عرفت عنه بعد ما خلص، معلش السنة الجاية ربنا يدينا عمر

Monday, July 2, 2007

حكاية من نسج الخيال

المرة دى بقى هغير موضوعاتى وهألف شخصية خيالية، يمكن فيها شوية حقايق صغيرة وشوية خيالات صغيرة وشوية تعليقات برضه صغيرة
.
عفاف تمت شوية سنين بعد التلاتين، وناجحة قوى فى شغلها فى شركة دولية كبيرة ومن ناحية الشكل نقول متوسطة رغم ان فيه ناس كتيرة شايفاها أقل من متوسطة بس مش مهم، عفاف على فكرة عندها ولد من جواز سابق قديم بس أبنها مش ظاهر كتير فى الصورة
.
عفاف ذكية وفاهمة الدنيا كويس وتبان جد للى ميعرفهاش رغم إنها بنت نكته، وكمان شكلها مفهوش حاجة زيادة يعنى لا هى مبهرجة ومكشوفة ولا هى برضه مقفولة فى نفس الوقت
.
عفاف بتحب تلعب وأكبر لعبة بتلعبها هى الدخول فى علاقات، هى مالهاش بوى فريند ثابت لكن الجنس عندها مجرد وسيلة للاستمتاع مع شبان شايفاهم ظراف وجذابين من ناحية، ومن ناحية تانية الجنس وسيلة للوصول للى هى عايزاه زى مثلا ترقية فى الشغل أو تمشى أمورها فى مشكلة ما أو مصلحة ما، وفيه ناس بتقول أنه لولا علاقاتها الواسعة دى مكنتش وصلت لنجاحها فى الشغل لأنها من ناحية الكفاءة عادية ويمكن أقل من العادية
.
عفاف بالمناسبة ناجحة قوى فى موضوع العلاقات اللى بتحقق مصلحة دى لأنها غالبا بتم مع رجالة فوق الخمسة وخمسين، وهم طبعا بيبقوا متجوزين وبكرش وحالتهم حالة ومايصدقوا واحده صغيرة ولونة تبصلهم وبيبقوا مستعدين يقدموا أى خدمة، ما هو أصل الراجل فى مجتمعنا قوى وبيفهم ومسئوول وعقلانى وموضوعى وجد ودوغرى وقوام على غيره وكل حاجة ممتازة بس بقى بيجى عند حتة الجنس ويلاقى لنفسه ألف مبرر أنه ينغمس فيه من عينة أنه بشر عادى وبيثار وضعيف وبرياله ويا حرام مش قادر يمسك نفسه
.
عفاف مبتفكرش كتير فى موضوع الجواز رغم ان فيه اتنين هيموتوا عليها، واحد عدى الستين سنه فى مركز مهم ومتجوز، وهو اولردى على علاقة مع عفاف لكن بما إنها بسطاه قوى فعرض عليها الجواز فى السر بس هى مش موافقة لأنها قالت لنفسها ان جوازة زى دى مش هتستفيد منها أكتر ما هى فعلا بتفيدها دلوقتى، فى حين أن الجوازه لو هتم هتخسرها علاقاتها المهمة التانية، والشخص التانى اللى هيموت يتجوزها برضه هو زميلها فى الشغل أصغر منها واد خام على الآخر وميت فيها، مفيش حاجة بينهم غير شوية هزار كده ودلع منها عليه، وهو بصراحة أحيانا بيصعب عليها لكنها مش موافقة عليه عريس لأنها بتقول إنها لو اتجوزته مش ممكن يملى عينها
.
على فكرة لو حد قريب قوى من عفاف قالها الناس الحشرية بتقول عليكى كذا وكذا بيكون ردها بنرفزة وهم مالهم دى حياتى الشخصية وكل واحد يخليه فى حاله لإن كل واحد جواه بلاوى وبس فالح يعيب على الناس التانية، ودايما برضه بتضيف وتقول أصل المجتمع بتاعنا ده مجتمع قواد ومينفعش معاه غير كده، بس طبعا عفاف مش بتقول قواد باللغة العربية الفصحى ولا حاجة
.
عفاف بقى فيها حاجة غريبة بتحصل لها كل شهرين تلاته كده، تقوم قافلة عليها باب البيت والأوضة وتقعد تعيط لوحدها من غير سبب مباشر لمدة يوم أو يومين، لو حد قريب منها كلمها يلاقيها بقت شخص تانى وتقعد تقول انها زعلانه من نفسها بسبب تصرفاتها وتقول كمان انها حاسة ان بداخلها شخصيتين واحدة كويسة وواحدة وحشة، وتقول انها صممت تبطل الحاجات الوحشة اللى بتعملها، هى أيام وكل شىء يرجع مكانه، الرجالة اللى فى الشغل ومبيحبوش عفاف ومتغاظين منها مستعدين يدفعوا نص عمرهم ويشوفوها فى لحظات الضعف دى
.
حاجة بقى عفاف بتتكسف منها ومتحبش حد يعرفها عنها وكمان بتحاول تتجنب ان حد يعرفها وهى ان اختها منقبة وأخوها ملتحى، الناس طبعا بتستغرب من التناقض بينهم، وكمان الناس وخصوصا اللى عارفنهم من زمان بيستغربوا وده لأن لمياء أختها كانت برضه واخده راحتها على الآخر فى علاقاتها زمان ولسة شلة النادى فاكرة لما كانت بتروح تتمشى مع أولاد الشلة فى النادى ودايما لما يرجعوا بعد ساعة كانوا يلاقو ان بلوزات لمياء بتبقى مليانة كلها حتت حشيش أخضر ونجيلة من ورا، وطبعا لأن الليالى فى القاهرة مش دايما قمر اربعتاشر وصافية فمحدش كان بيفتكر أن لمياء بتنام على ظهرها فى ملاعب الجولف تتأمل فى النجوم، أما أولاد الشلة دول فمنهم اللى كانوا عاملين متزمتين قوى مع أخواتهم البنات ومتخرجيش ومتلبسيش الخ من عينة الأوامر اياها
لمياء ابتدت بايشارب وبعدين حجاب وبعدين خمار ولحد دلوقتى وصلت للنقاب
وكمان أيمن أخو عفاف كان شقى شويتين ولسه جارتهم فاكرة لما كانت بتشوفه مع الشغالة فى البلكونة اللى ورا لوحدهم بس دلوقتى أمنيته إن أخته عفاف تلتزم زى لمياء
.
نزيد ونقول ان عفاف على فكرة ليها تجربتين مثليتين الأولى عملتها من باب التجريب والتانية من باب التغيير ولسه مش عارفين لو فيه تالته هتبقى من أنى باب
.