Tuesday, March 31, 2009

الرقص بكعب عالي

الأغنية دي
Creative
هي المفضلة عندي اليومين دول، حاولت أحملها في التدوينة بس معرفتش، كل ما أحاول تظهر لي الشاشة وتقول أن فيه خطأ، وبما أني معلوماتي الانترنتية مبتتعداش الدخول على الايميل والكتابة في المدونة قلت أحط بس اللينك

بسمع الأغنية فى العربية وفي الشغل أحيانا، أما لو سمعتها في البيت ، وكنت فى الموود المظبوط فبقوم ارقص نفس الحركات اللي بتعملها الموديلز في الفيديو، وبزود حركات من عندي، أصلي كنت أخدت من فترة مش قصيرة كورس في الرقص الحديث

أما الرقصة اللي نفسي فعلا اتعلمها من زمان هي التانجو، بشوفه جميل جدا وشيك وزي ما دايما بيوصفوه رقصة
Sensual
الرشاقة والحركات اللي بيها مسحة عنف والتناغم في الحركة مع الرقص بالكعب العالي كلها بشوفها ساحرة بجد، ومسيري يوم هتعلم التانجو حتى لو كان عندي ستين سنة


بالصدفة وأنا في الاجازة في الصيف اللي فات، كنت ماشية لوحدي في الشارع لقيت مجموعة من الرجالة والستات بيرقصوا التانجو في ميدان عام، اللحظة كانت في منتهى الجمال، الجو والموسيقى والرقص واستمتاع الناس والانوار المشهورة للناطحات، فقعدت على سلالم الميدان زي عشرات الناس واتفرجت على الرقص، وأخدت الصورة دي بس
للأسف طلعت مهزوزة ومنقلتش حلاوة اللحظة اللي لسه فاكرها كويس لحد دلوقتي

Saturday, March 28, 2009

رائحة الحقيقة

الحقيقة رائحتها كريهة..أحيانا، وهو ما يجعلنا نحجبها أو إذا لم نستطع أو نرد، فعندئذ نوجه مبعث الرائحة الى طرف آخر

حادثة صغيرة بلا قيمة حدثت منذ سنوات طويلة، بها جانب طريف وجانب سخيف، ولكنها في النهاية تظل بلا قيمة، ولكنني حين قصصتها لم أجرؤ على قولها حسبما كانت، أبقيت الحادثة بتفاصيلها ولكن الأدوار لم تكن في مكانها الصحيح

وسألت نفسي، إذا كنت أنا مدونة مجهولة، لا يعرفني أحد ولا أعرف أحدا، فلما الخوف على صورتي وهى اساسا صورة غامضة؟ ألهذه الدرجة تزعجنا الصراحة أحيانا رغم أنها بلا تداعيات؟ المضحك أنني ألوم الآخرين إذا كذبوا علي في الحياة اليومية، وإذا بي أنا أخشى على صورة وهمية في مدونة صغيرة أمام أعين قراء أعزاء ولكن يظلوا في النهاية أصدقاء الكترونيين

ما أسخفنا وأسخف منطقنا أحيانا

ولكن دعوني الآن أقولها كما كانت، وأعذروا كذبتي/تجميلي كما يرى شريف

في التدوينة السابقة صاحبة العلبة لم تكن سامية بل كانت أنا، صديقتي سامية كانت أنا، التفاصيل صادقة مائة بالمائة لكن الأدوار كانت معكوسة

Friday, March 20, 2009

غريبة...طريفة...مقززة

كنت أعرف صديقة/معرفة، فتاة فى غاية الرقة وبساطة ولطف الشخصية وجمالها من النوع الفاتح الهادىء، يوما ما منذ سنوات طويلة كنا لدى صديقة ثالثة تسكن في شارع العروبة بمصر الجديدة، صادف نزولنا من عمارة الصديقة مشاهدتنا لحادثة مروعة صدمت فيها سيارة شاب يعبر الشارع الجنوني الذي اراه أخطر شارع لمرور المشاه، وفي ثوان وجدنا عشرات أو مئات الاشخاص قد ظهروا فجأة لا أدري من أين، وتوقف السير تماما، فوجئت بالصديقة تجري الى منطقة الحادثة وتعود بعدها بعشر دقائق وهي تقول
ـ دماغه متفتفتة عشرين حته
سالتها بجدية
ـ انتي بتهزري؟ شفتي المنظر؟
ـ آه انتي عارفة أصل انا بحب أشوف منظر الحوادث وشكل الجسم والدم بعدها
.
ـــــــــــ
حكى لي رجل أعرفه أنه لاحظ في الفندق الأوروبي الصغير الذي كان يسكنه بشكل مؤقت أن هناك نزيلا آخرا لديه اعاقة جسدية في إحدى أرجله وذراعيه، وصادف في الصباح أنهما كانا يخرجان سويا في نفس التوقيت تقريبا، وبعد عدة ايام خرج الرجل من الباب أولا فوجد أن المعاق على بعد أمتار في طريقه للخروج من نفس الباب، فقام من باب اللياقة والبديهيات السلوكية بالامساك بالباب له حتى يخرج، اقترب المعاق من الباب ثم نظر للرجل بوجه يتطاير منه الشرر وقال
ـ حذار أن تمسك الباب لي لتفتحه مرة أخرى، هل تفهم؟
.
ــــــــــ
أول مرة أحضر جنازة فى الخارج أثار اندهاشي أن الدفن لم يتم الا بعد الوفاة بعدة أيام، وما أثار اندهاشي أكثر أن الصندوق كان مفتوحا ليلقى عليه افراد العائلة والاصدقاء نظرة وداع أخيرة
كنت اعرف المتوفي اجتماعيا معرفة بسيطة، واندهشت من فكرة أن التابوت مفتوح وأننا يجب أن نلقي نظرة عليه، كانت المرة الأولى التى أشاهد فيها شخصا متوفيا ولاحظت شحوب الوجه وتغير الملامح عن ملامحه التي عرفتها، وكانت الزوجة والابنة الطفلة تقفان قرب التابوت يشكران الحاضرين
تذكرت وقتها ماما كانت دائما تحكي كيف أنها لا يمكن أن تنسى منظر عمتها حين توفت، فقد دخلت والدتي ـ وهي طفلة ـ بالخطأ الغرفة التي توفت فيها عمتها بعد الوفاة بساعات، وشاهدت الجثة وأصابها الخوف من منظرها، وكيف أن والدتها (جدتي) لطمتها على خدها ونهرتها أن تدخل الغرفة وتشاهد العمة المتوفاة لأنه لا يصح للأطفال التحديق أو النظر لجثة، والدتي كانت دائما تقول أن المنظر كان صعبا للغاية وظل لعشرات السنوات لاتستطيع أن تنسى وجه عمتها المتوفاة
.
ـــــــــــــ
صديقتي
هدى كانت تسكن في باب اللوق قبل انتقالها للمهندسين، كانوا يسمعون في الليل أصوات غريبة فى الصالون وحين يضيئون النور يجدون أن المفرش الموضوع على المنضدة فى منتصف الغرفة قد انتقل من مكانه وموضوع على الأرض والطفايات الكريستال والفازة موضوعة فوقه على الأرض بنفس ترتيب وضعهم تماما على المنضده
الحادثة تكررت لعدة أيام، فقاموا باحضار شخص قرأ القرآن في المنزل لعدة ايام ثم اختفت الحادثة والاصوات من بعدها
.
ـــــــــــ
قالت لي
سامية مرة منذ سنوات بعيدة أن أذهب معها لعيادات مصطفى محمود لأنها يجب أن تقوم بتحليل، سرنا حتى جامع مصطفى محمود وسألتها ونحن ندخل المعمل اذا كانت ستغيب في دورة المياه حتى يمكنها اعطاءهم العينة، فقالت لي لأ، وأوضحت أنها أحضرت العينة "جاهزة" منذ الظهر بدلا من الحاجة لدخول دورة المياه فى العيادة، ثم أخرجت كيس بلاستيك من حقيبتها وفتحت الكيس فوجدت بداخله علبة، اندهشت لرؤية العلبة الشيك فهي كعلب الجواهرجية التى نضع بها الاساور الذهبية أو الخواتم، وقالت سامية أنها لم تعرف أين يمكن أن تضع العينة فوضعتها فى علبة صغيرة وقديمة لديها كان بها أصلا مشغولات ذهبية
الممرضة فى المعمل قالت لنا أنه لا يمكن استخدام عينة مضى عليها ساعات وطلبت من سامية الحضور غدا اذا لم تستطع الامداد بعينة في حينه، ثم خرجنا من الجامع وقررنا أن نذهب ونتسوق فى محلات سور نادي الزمالك، وبينما نحن نسير وجدتها تقول
ـ ليس من المعقول أن أسير والعينة معي فى حقيبتي، لا بد أن ألقيها في مكان ما

ونظرا لأن شوارعنا خالية من صناديق القمامة، وقفت سامية لثوان ونظرت حولها حتى تطمئن أنه لا أحد يشاهدنا وأخرجت العلبة سريعا من حقيبتها ووضعتها على الرصيف بقرب الحديقة المواجهة للجامع، وابتعدنا أنا وهي مسرعات، بعد ذلك
بدقائق، نظرنا أنا وهي لبعض لنكتشف أن توارد الخواطر ساقنا لفكرة واحدة وهي أن شخص ما سيجد هذه العلبة مغرية وسيظنها سقطت من إحدى السيدات، وسيهنأ نفسه لأن بداخلها خاتم أو اسورة

Saturday, March 14, 2009

تغيير

بعض التغييرات فى شخصياتنا على مدار السنين تأتي طبيعية ومتوقعة ، وبعضها تبدو غير مفهومة تماما أو متسقة مع شخصياتنا أو حتى مع بقية التغييرات، أثارت انتباهي مؤخرا ملاحظة من إحدي صديقاتي عن تغيير ما فى شخصيتي جعلتني أبدأ فى التفكير بتأن عن الاختلافات التي ألمسها فى نفسي، فوجدت بعضها تغيرات تافهة وبعضها جاد، بعضها مفهوم، وبعضها غير مفهوم، ومنها الطريف وغير الطريف، ورأيت أنه أمر مثير للاهتمام أن أجلس مع نفسي وأحصي التغييرات التي أراها قد طرأت على شخصيتي على مدار العشرة أعوام الأخيرة مثلا

أطرف التغييرات وجدتها في عاداتي الغذائية، بعض الأطعمة لم أكن أحبها أبدا حتى فترة بعد الجامعة مثلا، ولكني الآن أتناولها وأحبها مثل الكوسة المطبوخة والتي كان بابا وماما يحبانها جدا، ولكني أنا وإحدى شقيقاتي كانت بالنسبة لنا كالدواء لا نطيق حتى تذوقه، ولكني الآن أحبها بكل وصفاتها سواء بالصلصة او الصينية باللحم المفروم او بالشامل، بل أني الآن اقطعها قطع كبيرة وأشوحها فقط في زيت زيتون وأكلها وأجدها لذيذة وشهية، نفس الشىء بالنسبة للجبن البيضاء، السمك المشوي، المربى بأنواعها المختلفة، كلها أطعمة لم أكن أكلها والآن أحبها

كنت فى الماضي أحب التحدث مطولا فى التليفون مع صديقاتي، كان لي صديقة حميمة نتحدث بالساعات، وكانت ماما "بتشد شعرها" من ضخامة فاتورة تليفون المنزل وأحيانا أكون مع هذه الصديقة فى الصباح وحين أعود للمنزل بعد الظهر نتحدث مجددا وماما تتساءل:
ـ ماذا جد فى الامر؟ كنتم سويا لساعات وعدتي للمنزل وتناولتي الغذاء ثم تتحدثون الآن مطولا مجددا، ما الجديد لتتحدثوا؟ هل تخبريها أنك تناولتي الطعام وماذا كانت أصنافه؟
الآن أشعر أني أمل بسرعة من الحديث التليفوني، حتى مع أصدقائي اشعر بالرغبة في عدم إطالة المكالمة وشعور بالزهق من السماعة وملامستها لأذني فترة طويلة، وأسعى للاختصار والوصول الى الهدف من المكالمة سواء بالاتفاق على لقاء أو إبلاغ معلومة أو أو

عادات النوم أيضا تغيرت، كنت دائما أنام على الجانب الأيمن ولم يكن وجود ضوء في الغرفة يضايقني أثناء النوم، وأحيانا كنت أنام فترة بعد الظهر، الآن أنام ايضا على الجانب الايسر أو مستلقاه على ظهري، ولا استطيع النوم لو كانت هناك اضاءة واضحة سواء طبيعية أو مصباح، ولا أتذكر أني لسنوات طويلة الآن نمت في فترة الظهر إلا حالات نادرة جدا

مدرستي من الابتدائي حتى الثانوي كانت فرنسية، ثم درست اللغة الانجليزية فى الجامعة، كذلك درست الاسبانية واليابانية لفترات لا بأس بها، فقد كان عندي دائما شغف كبير بتعلم اللغات، ولكني فقدت هذا الشغف الآن، لم أعد أشعر أن لدي الطاقة اللازمة لتعلم لغة ما والمثابرة فى عملية التعليم، وأسأل نفسي اين ذهب حبي الكبير لتعلم اللغات؟

تغيير آخر لمسته أني أصبحت اقل اهتماما بما يظنه الآخرون عني أو بالاحتفاظ بصورة معينة أمام الآخرين، هذا التغيير ربما يكون طبيعيا مع التقدم في العمر، ولا أدرى هل هو تغيير شائع أم لا، ولكن بالتأكيد أن حساسيتي السابقة تجاه أهمية ترك انطباع جيد عني لدى الآخرين و حب أن تكون صورتي أمام الجميع ممتازة لم تعد تعن لي الآن الكثير، أن أكون على طبيعيتي أصبح أهم عندي حتى لو أدى الأمر الى انتقاد من الآخرين

تغييران آخران متلازمان ولكنهما يبدوان لي متناقضين، الأول هو أن ميلي للتواصل اجتماعيا مع الناس أصبح أقل، مقارنة برغبتي فى التواصل الاجتماعي في الفترات التي كنت فيها أصغر سنا، الآن أصبح تفضيلي ـ أو على الاقل عدم كرهي ـ للوحدة أكبر، قد أحافظ على التواصل فى المناسبات اللازمة أما عدا ذلك فلم أعد أضيق بالبقاء وحيدة عكس ما كنت في الماضي

والتغيير الثاني أني أصبحت أجد نفسي أكثر حساسية تجاه المواقف الصعبة التي يمر بها آخرون، وأحيانا حين يحكي لي أحد عن موقف صعب حدث له أو لها أجد عيني تدمع

هذا التغييران في نظري متناقضين ولا ينسجمان، فكيف تتمشى عدم الرغبة المتزايدة فى الاختلاط بالناس مع الحساسية والتعاطف المتزايد مع مشاكل الآخرين؟ لا أدريمنذ عدة أيام قابلت زوجين لم أراهما منذ عام تقريبا، الأثنان في غاية الطيبة والذوق ومن الشخصيات التي أشعر معها أن الدنيا لا زالت بخير، هذان الزوجان محرومان من نعمة الانجاب بلا أمل، وحين تقابلنا مؤخرا أخذا يتحدثان بحماس عن منزلهما الجديد وديكوراته وما تكلفاه في تأسيسه واعداده، واذا بي أشرد ـ وهما يتحدثان ـ فى مدى رغبتهما في الانجاب وكيف أن اهتماماتهما في ظل هذا الوضع قد انصبت على ما حولهما من منزل وسفر ونزهة الخ، ظلت صورتهما تظهر في مخيلتي لمدة يومين بعد المقابلة وأتخيل معاناتهما، بصراحة في السابق ما كان أمر كهذا يشغلني كثيرا طالما لا يمسني شخصيا أو يمكن أن يكون تأثيره وقتي خلال المقابلة فقط، ولكن الآن مثل هذه المواقف تجعلني استرجعها كثيرا في ذهني وتثير لدي دون مبالغة شعور مزيج من الحزن والضيق والكآبة، فكما قلت حساسية من ناحية وتبلد اجتماعي من ناحية أخرى

كن فيكون

لقد ناديتْ ، حين وهنْتُ ،واشتعلَ الصِّبا شَيْباَ
وكان الرزقُ في المحرابِ رمزًا يكْشفُ الغيْبا
وكانت عاقراً دنيايَ، ربّي هَبْ لنا حُبَّا
.
.
أليس الحبُّ أقنومَ الحياةِ ومبدأَ التكوين
له شرفٌ إِلهيٌّ ، يَصوغُ ، ويَكْسرُ القانونْ
يشاءُ الحُبُّ حينَ يَشَاءُ ثم يقولُ : كُنْ فَيَكُونْ
.
.
أحمد بخيت

Monday, March 2, 2009

من دفتر اليوميات

الأثنين 26 مارس 2007

وصل "يوهان" أمس للقاهرة في زيارة لثلاثة ايام
في طريقي لاستقباله للمطار ساءلت نفسي كيف سأسلم عليه بعد حوالي عامين لم نرى فيهما بعضا؟ المصافحة باليد تعكس أقل مما هو بيننا، وقبلة قد تعكس أكبر مما يبدو بيننا، لا أدري، سأتركها للظروف.
أول مرة من فترة أستقبل أحدا فى المطار واكتشفت أنه يجب ترك السيارة فى الموقف واستقلال اوتوبيس حتى صالة الوصول فى ترمينال 2 ، انتظرت عشر دقائق حتى شاهدته يخرج من البوابة يرتدي قميص لبني وجاكت أزرق وبنطلون رمادي، قلت لنفسي من المرات القلائل التي يعجبني فيها ستايل ولون ملابسه، ابتسم من بعيد وأسرع كل منا باتجاه الآخر ووجدنا أنفسنا نتعانق على الطريقة الامريكية أي مجرد ملامسة الأذرع والاكتاف دون قبلات وبادرته قائلة:
ـ لم تتغير
ـ ولا أنت
لم نبدأ الحديث فعلا حتى بدأنا فى التحرك فى السيارة باتجاه ماريوت الزمالك، أول ما قلناه أننا لا نصدق مرور حوالي عامين على لقاءنا الاخير، وصلنا للفندق وبعد أن تسلم مفتاح غرفته قال أنه سيصعد ليضع حقيبته وسيعود بعد عشر دقائق وسألني اذا كنت أفضل الانتظار فى اللوبي أم الصعود، فأجبت أنني سأنتظر فى الكافيه الموجود فى الحديقة
فى الكافيه ظللنا نتحدث بشوق حقيقي عن اخبارنا فى الفترة الماضية، وعلى الرغم من أن الاتصالات التليفونية لم تنقطع بيننا أبدا إلا أن سرد وسماع الأخبار وجها لوجه له طعم آخر، وخلال حديثنا مرت بالصدفة قربي عين ومعها سيدتان أخريتان، ولكنها لم تلاحظ وجودي وأنا لم أحادثها، ولاحظت أن شكلها كان مهندما وصبغت شعرها بلون فاتح جدا يليق بها
بعد حوالي ساعة سألني يوهان ماذا سنفعل، أجبته ليس لدي خطط فاقترح أن نسير في شوارع الزمالك لأنه اشتاق إليها فقد عاش فيها لسنوات فى الماضي

تركت السيارة فى موقف الفندق، وسرنا أولا على الكورنيش حتى مركب الباشا ثم اتجهنا يمينا للشارع الذي يؤدي للماريوت من الخلف، ثم قال أنه يود الذهاب لشارع العزيز عثمان الذي كان يسكن فيه من قبل، وفعلا توقف أمام منزله القديم ليجد نفسه وجها لوجه أمام بواب العمارة ولوح له يوهان بيده وبادره بلغته العربية المكسرة:
ـ اهلا هل تتذكرني
ـ طبعا يا بيك، ازيك
ـ بخير انا فى زيارة لمصر، كيف أولادك؟
ـ بخير
خلال الحوار كان الواضح لي أن البواب لا يتذكره ولكن يجاريه في الحوار، ولكن يوهان قال لي بعد ذلك وهو متحمسا كعادته:
ـ رأيت البواب؟ أنه يتذكرني جيدا
قلت في نفسي
Typical of him
ليست لديه القدرة على استشفاف من يكذب عليه
ثم سألته:
ـ الا تود العشاء؟
ـ نعم ما هي اقتراحاتك؟
ـ قل أنت، ما الذي تشتاق اليه بعد غياب؟
ـ لماذا لا نذهب لمطعم دييلز؟
أجبت: أعرف أنك تفضله ولكن لم اقترحه خوفا من أن تكون ترغب فى مكان آخر

دخلنا دييلز وكل مرة ندخله اتساءل عما يعجبه فيه، فالمكان ضيق والطعام غير استثنائي، كان كل الموجودين أجانب، بينما المصريون يصعدون مباشرة للدور الأعلى حيث الموسيقى والبار

واصلنا أمام طبقي الباستا حديث الذكريات والمناقشة والنميمة والامنيات لمدة ساعتين تقريبا بلا انقطاع، أحب شخصيته وأبرز ما فيها صدقه ونزاهته وهي سمات ـ دون تعميم ـ أشعرها شائعة في شعوب الدول الاسكندنافية

حين أسترجع ما تحدثنا فيه أجد كالعادة أننا نتحدث في كل شىء الا الأمور التي كان سيتحدث بها آخرون لو كانوا فى مكاننا!

خرجنا من الرستوران واتجهنا يسارا، ونحن نسير وجدنا جاليري أنتيكات فى الطابق الاول من عمارة فاقترح يوهان أن نتفقده وقال انه يعرف صاحب الجاليري، ولكن صديقه لم يكن موجودا وأعجبتنا الانتيكات التي كانت أغلبها مغربية وسورية، ثم واصلنا سيرنا حتى الفندق قرب الحادية عشر تقريبا

اتفقنا أن نلتقي غدا في الواحدة ظهرا نظرا لأنه سيمر على صديق له بسفارة بلاده فى القاهرة صباحا أولا، ثم فاجأني:
ـ غدا أود شراء بدلة رقص حمراء
ـ انت تمزح
ـ لا، زوجة صديق لي أوصتني بشراء بدلة رقص حمراء لأنها تتعلم الرقص الشرقي
ـ أوكيه نذهب إذا الى منطقة الحسين، أعتقد أنه على حد علمي المكان الذي يمكن شراء بدلة رقص منه
ــــــ
اليوم الأثنين

تحسبا للسير فى شوارع خان الخاليلي والحسين الشعبية المزدحمة لم أرتد الجينز والتي شيرت، ولكن ارتديت جيب سوداء تحت الركبة وبلوزة قطنية سماوية اللون بورود زهرية صغيرة، صندل أسود مريح ونظارة شمس سوداء وتركت شعري منسدلا
مررت على يوهان فى الفندق وانتظرته فى اللوبي، وحين رأيته كان ممسكا بيده علبة متوسطة الحجم وقال أنها هدية بسيطة، فتحتها في طريقنا للسيارة فوجدت حاملة شمع كريستال ذوقها أنيق جدا، شكرته وأنا أفكر أن هذه ربما ثالث هدية يمنحها لي ودائما هداياه كريستال
أقترحت أن أترك السيارة مجددا فى الفندق ونستقل تاكسي فلم أكن متأكدة أين يمكن أن نجد موقفا للسيارة فى منطقة الأزهر المزدحمة
أشترينا البدلة سريعا من أول محل، ثم سرنا في خان الخاليلي، اقترح يوهان أن نسير في شارع الأزهر باتجاه وسط البلد، كانت الشوارع مزدحمة للغاية بالمارة والسيارات والباعة والبضائع المكدسة على الرصيف، أكره السير وسط الازدحام إضافة الى ما يمكن قرائته في بعض العيون في المناطق الشعبية حين يرون فتاة مصرية تسير مع أجنبي، أما يوهان فكان غاية في السعادة وهو يسير وسط هذا العالم الغريب تماما عن عالمه، فهو يحب القاهرة بشكل يثير دهشتي، وحين أتحدث عن كرهي للقاهرة أو إحساسي بالمرارة أو السخط من الأوضاع والناس، أجده يبادر دائما بالدفاع ويسوق التبريرات لما نحن فيه

في الطريق رن تليفوني فاذا بواحدة من شقيقاتي ـ سبق وحدثتها عن يوهان وموعد وصوله ـ تريد أن تتعرف عليه وتدعونا لمنزلها، رغم عدم تشجيعي وحماسي للفكرة، إلا أن يوهان ـ كما توقعت ـ رحب بها جدا في حماس كالعادة، وكان علينا أخذ تاكسي من وسط البلد الى الفندق ثم الذهاب بالسيارة للمعادي، ولكن قبل ذلك تناولنا سندوتش سريع في كنتاكي عبد الخالق ثروت

تعبت الآن من الكتابة، سأكمل غدا
.
ـــــــــــــــــــــــ
.
نهاية ما كتبته في دفتر اليوميات في 26 مارس 2007

هبة

طفلتي..يا طفلتي المشتعلة
جمعيني بعد أن بددني الليل الطويل
جمعيني من فم الأشياء والظلمة
صبي نارك الأولى بروحي العاشقة
وهبيني ولدا
ترقص الطينة فيه بالمياه الخالقة
.
محمد عفيفي مطر