زمان فى أيام المدرسة أو الجامعة، كان هناك أحيانا ما يضايقني أو يكأبنى ليوم أو عدة أيام، ولكن دائما كان يحدث بعد ذلك لي موقف جميل أو طريف يمحو كآبتي ويزيل الهم، موقف ليس بالضرورة أن يكون كبيرا، ربما مجرد لمسة أو ربته ممن يعنون لي شيئا، ربما أكثر أو ربما اقل ولكنها تبقى ومضات تشير لى بيدها فيبتهج قلبي بلا سبب
هكذا كانت سويعاتي تمضى فى مسارها المعتاد تقلبّّها أحيانا لحظات حزينة لتمسحها بعد ذلك لحظات أخرى جميلة وصافية
لى سنوات طويلة الآن أشعر أن اللحظات القاتمة تبقى لا تزول حتى أتناساها أنا بنفسي، ليس هناك ما يأتي بعدها ليجرفها، ولا بديل أمامي إلا تقبل هذه اللحظات أو الأيام أو الأسابيع والتعايش معها كرفيق لا أحبه ولكن لا حيلة لي إزاءه، وأسأل نفسي ما الذي تغير؟ هل صارت الحياة أكثر قسوة عن ذي قبل؟ أم هل أنا أصبحت ـ بفعل الوقت والتجربة ـ أقل قابلية للسعادة، أو ربما البسيط الذي كان يفرحنا فى الماضي لم يعد الآن ـ ونحن كبار ـ كافيا ليسعدنا ويفرحنا؟
لا أدرى، ولكن الحياة حلوة وظالمة فى نفس الوقت، وأخشى أن أجد نفسي أنزلق إلى ما كنت دائما أرفضه واستقبحه، وهو مضاهاة حياتي بحياة آخرين لأصل إلى شعور بالمرارة التي لا طائل من ورائها، وأتناسى أن حياتي أيضا مقارنة بملايين آخرين من البشر هى أفضل ومنعمة ومترفة أكثر
قرأت مرة أن المرارة التى تنتج من مقارنة حياتنا بحياة آخرين أسعد أو أكثر حظا تخلق فى الروح حالة تشبه تناول الشخص لسم ولكنه يظن أن الآخرين هم من سيموتون بفعل هذا السم، ولا يدرك أن السم فى جسده هو، والمضحك أنى مرات عدة ذكرت هذا التشبيه في مناسبات مختلفة للدلالة على اعتراضي على مقارنة ما لدينا بما لدى الآخرين والوقوع أسرى لهذه المقارنة، ولكن يبدو أننى لا أفعل ما أنصح به أحيانا
كم أنا بحاجة لشيء يسعدني مهما كان بسيطا حين تمر بى لحظات قاتمة
كم أنا بحاجة لشيء يسعدني مهما كان بسيطا حين تمر بى لحظات قاتمة