Wednesday, March 12, 2008

بقية حديث الوطنيات

ما ذكرته من قبل عن نضج وسعة أفق الكثير من الغربيين عند سماعهم نقدا لبلادهم لا تعنى ـ فى رأيي ـ انتفاء الوطنية والانتماء، تماما كما أن الانفعالية والغضب و"الحمئة" من أقل نقد يوجه لنا (كمصر أو كمصريين) من أجانب أو عرب لا تعنى أيضا زيادة الإحساس بالوطنية والانتماء، وإنما كل منهما سمة لهذا الشعب أو ذاك فى تعامله مع ما يمس بلده

لكل شعب مفهومه وأسلوبه، لكن هذا لا ينفى أن هناك طريقة أفضلها وأراها أكثر تحضرا من طريقة أخرى

وبمناسبة الحديث عن الوطنية
مرة كنت فى مدينة عمان فى الأردن وصديقة انجليزية دعتني للعشاء فى منزلها، وكان هناك شابين انجليزيين من أصدقائها، أحدهما البوي فريند والثاني كنت أول مرة أراه

من أول الجلسة كان لدى انطباع ـ قد يكون خاطئا ـ أن هذا الشخص الثاني يسعى بشكل خاص لإثارة اهتمامي، ثم تطرق بنا الحديث جميعا عن القاهرة حين قال أنه حين زار القاهرة وجدها قذرة ثم حين زار عمان لم يندهش من نظافتها ولكنه فهم وقتها سبب قذارة القاهرة (كان يقصد ساخرا الإشارة إلى حقيقة أن الغالبية من عمال النظافة فى الأردن فى ذلك الوقت كانوا مصريين، بمعنى أن القاهرة متسخة وعمان نظيفة لأن الكناسين المصريين انتقلوا كلهم (للعمل في الأردن

مجرد ابتسمت ولم أعلق فليس هناك ما يمكن التعليق عليه، إضافة إلى أن ما قاله حقيقي بشأن النظافة الواضحة لمدينة عمان وأيضا عدم النظافة الواضحة في القاهرة، كما أن فعلا معظم عمال النظافة كانوا مصريين، لكنى حين ذكرت الموقف لصديقة مصرية بعد ذلك أخذت تنتقدني لأني لم أرد عليه بما يلزم ولم تصدق أنى لم أشعر بالاهانة من كلامه، صديقتي كانت مقتنعة أنى نظرا لما لاحظته من اهتمام هذا الشاب بى تغاضيت عن اهانته لبلدي لول

ذكرت فقط هذا المثل الصغير فى إطار كلامي عن الشعور بالوطنية لطرافته وطرافة الشاب، ولولا أنى لا أود تحويل البوست كله لأمثلة لما سمعته من أجانب وعرب من انتقادات موضوعية لنا وردود الفعل المتشنجة التى شاهدتها من المصريين فى هذه المواقف، لكنت ذكرت مواقف أخرى، ولكن أعتقد أن الفكرة وصلت
.

3 comments:

Anonymous said...

BCR

لااعتقد ان هناك انسان طبيعى لايحب وطنه
يتساوى فى هذا مصرى وانجليزى وهندى وصومالى ومواطن من آخر بلاد خلقها ربنا

كلها عواطف لااختيارية كحبنا لاهلنا واخواتنا واولادنا .. مهما كانوا .. علا شأنهم أم قل لأننا فى هذا مساقون بقلوبنا.. ولهذا معايير أخرى

أنا معك ايضا فى أن الوطنية ليست نوعا من النباح عمال على بطال بحق أو بدون

لكننى ايضا من انصار اعادة كل شئ الى سياقه وظروفه قبل القفز الى الاحكام

واذا كان على موضوع الردّ فهو سهل .. والايام دول .. كانت لدينا على ارض مصر حضارة وقت كان جدود هذا الانجليزى يتعلقون من ذيولهم فى أغصان الشجر كالقرود ..

بالمناسبة هذا قول استاذ تاريخ انجليزى لتلاميذه يعلمهم آدب الحوار وقواعد التحليل

ولو عملنا ذوم اين على العصور الوسطى لديهم تستطيعى ان تؤلفى مجلدات

هى ببساطة .. ظروف .. تؤدى الى نتائج منطقية

اما مسألة انه يريد لفت انتباهك .. فاعتقد ان العذر معه امام انسانة فى مثل ثقافتك ولديها كفاءات متعددة.. لكنى اعتقد انه عازته اللباقة الكافية .. هكذا هم الانجليز

تحياتى وأسف للإطالة

جسور سرية said...

العزيزة بلاك روز
لا اطمئني الفكرة وصلت تمام
:)

kasber said...

ربما لاننا في البلاد العربيه اعتدنا كبت اعتراضنا منذالطفوله في البيت نخاف ان نوجه اعتراض للاب او نقده لانه الاب الذي ربما يثور علينا ويحرمنا من ملذات الحياه وفي المدرسه لانه المدرس الذي ربنا يصتقصدنا في الدرجات وفى العمل لانه المدير الذي ربما يطردناوفي الوطن لانه الرئيس الذي يستطيع ان يفعل بنا ويفعل .ومع كل الهواجس والكبت خلق نوعان نوع يمثل الاغلبيه عاش في سلسله طويله من الكبت فأصبح النقد بالنسبه له جرم لا يغتفر ونوع تعود الا ينتقد بضم الياءلانه الحاكم بأمره..لذا فالغرب يتطور ونحن لازالنا في دائرة السائرون نيام