Saturday, August 23, 2008

صورة

أحب الحكايات
الحكايات الحقيقية
أحب أن أسمع قصصا ومواقف حقيقية وأيضا أحب أن أروى قصصا ومواقف حقيقية

تتراكم كل حكاية أو موقف أمر به أو أسمعه لتشكل سلسلة لا متناهية من الوقائع والمشاعر التى تعمق من احساسى بما يدور حولى وبالمجتمع ككل وبالوجوه والقلوب، كما أحرص على معرفة التفصيلات الصغيرة والدقيقة بشكل يثير أحيانا من يحدثني
ولكنى هكذا
أحب الحكايات وتفصيلاتها

خلال عطلتي استمعت لحكايات ومواقف عديدة ربما لأن صديقتي المقربة التي كنت أقيم معها أغلب الوقت هى أيضا تحب الحكايات رغم أنى لاحظت ـ بعد غياب ـ أنها أصبحت أكثر نفاذا للصبر عندما تروى موقفا أو حكاية وأحيانا تمر سريعا على تفاصيل أراها هامة

من بين ما سمعته ولمسته علقت فى ذهني حكايتان أو موقفان أو لنقل حالتين، سأسرد الآن واحدة منهما

الحكاية تبدأ بالتخيل
تخيلوا معي الصورة الفوتوغرافية التالية

في مقدمة الصورة أريكة فى الحديقة يجلس عليها رجل أربعيني أسمر وشعره رمادي وملامحه لطيفة مبتسمة ويرتدى قميص سماوي وبنطلون بيج وحذاء وحزام بنيان، يضع يدا على مسند الأريكة واليد الثانية ممدودة على حافة الأريكة خلف زوجته التى تجلس بجانبه وهى في منتصف الثلاثينيات ذات ملامح رقيقة وشعر أسود كاريه، مائلة للنحافة وترتدي بنطلون جينز وبلوزة برتقالية، بينما تجلس على ارض الحديقة أمامهما فتاتان مشرقتان في مرحلة المراهقة هما ابنتاهما، وفى الخلفية فيلا جميلة وفى جانب من الصورة عربتان حديثتان، الشمس ساطعة والجميع ترتسم الابتسامة على وجوههم

ما رأيكم في الصورة؟
لقد أعجبت بكل ما فيها وجسدت لى عالما يكاد يكون مثاليا مقوماته الابتسامة والأناقة والمنزل الجميل والحديقة الخضراء المشعة والعربات الحديثة وقبل كل هذا دفء الأسرة ومتعة الأبناء وجنة الأمان

إذا كنا حضرنا عملية التقاط الصورة نفسها سنجد تفصيلات أخرى لم تظهر فى الصورة، فسلة المهملات الزرقاء الضخمة تختفى خلف السيارة ورائحتها ليست لطيفة، وهناك بقعة متسخة على بلوزة الزوجة من الخلف، ويعانى الزوج من مرض أدى بقراع جزء من فروة الرأس، كذلك فان إحدى الفتاتين لديها مشكلة كبيرة فى النطق و و و

ألا ترون الاختلاف بين الصورة والواقع؟
هذه حالة أسرة صادفتني، تبدو مثالية ورائعة من الخارج ولكن الرياح عاصفة من الداخل لأسباب أبرزها اعتياد الزوج بل إدمانه خيانة زوجته ـ بشكل يعترف هو به لأصدقائه المقربين بأنه مرضى ـ وبينما حاولت الزوجة بشتى الطرق وضع حد لهذه الخيانات المتلاحقة وصلت إلى طلب الطلاق، إلا أن الأمور فى النهاية وصلت إلى حالة من الاتفاق غير المعلن بأن يفعل ما يريد خارج المنزل والمقابل أن تكون هي سيدة الكلمة داخل المنزل

لن أدخل فى تقييم للخطأ والصواب ـ وهو أمر ما أسهله علينا جميعا ـ ولكنى قلت لنفسى أن خياراتنا فى النهاية ليست فى كثير من الأحيان بين الخطأ والصواب ولكنها بين ما يمكن أن نتحمله أو نقبله وبين مالا يمكننا تحمله أو قبوله

21 comments:

Anonymous said...

العزيزه بلاك كايرو روز

فاتني كتير من كتاباتك الشيقه لكن اسمحيلي الأول اهنيكي بسلامه عودتك و بالترقيه و بتمنالك كل الخير و التوفيق في عملك و محاوله الارتقاء دائما بمستوي العمل

بخصوص القصه التانيه اللي اتكلمتي عنها
بتفق معاكي في اللي قلتيه ان اختياراتنا في الاخر بتكون يااما بنقدر نتحمل موقف معين يااما مابنقدرش نتحمله
يانقدر نيجي علي نفسنا و نستحمله يامانقدرش و بيختلف من شخص للتاني فيه ناس عنده القدره علي التناسي للمواقف الجارحه للكرامه و فيه ناس ماتقدرش تنساها

انا كمان بحب التفاصيل الدقيقه في القصص
تحياتي ليكي و حمدلله علي سلامتك ياجميل

kasber said...

ربما تكون الحياه في مجملها وجهان
فأنا لا أأومن بالشر الكامل أو الخير الكامل بما إننا لازلنا علي الأرض
ولكن الأحكام في حقيقتها تستند علي الوجه الظاهر...
أعتقد بعد صورتك الفوتغرافيه
لا توجد سعاده كامله
الحمد لله

someone in life said...

بلاك كايرو روز

صورتك الفوتغرافيه هذه تذكرني بشي دايما يجي علي بالي
احيانا اكون في رستوران او احد الاماكن و اجد امامي عائله امامي تبدو رائعه الزوج وسيم و انيق و الزوجه تبدو رائعه و اطفال جميله و فوق ذلك خادمة اجنبية لخدمتهم اسرح بخيالي و ربما انمني للحظات حياتهم و لكن افيق لأاقول ربما الرجل هنا انيق لكن في المنزل لا يطاق او عصبي .. بخيل ... خاين بدرجة امتياز الزوجة ايضا ربما تكون نكدية او غير لطيفة ربما لايحبون بعضهم البعض ثم اسافر في ذكرياتي لاجد ان هذا الوضع كان موجود زوج وسيم جدا طيب جدا و كريم يحسن معاملتي امام الناس فقط لكن بيننا ربما امامه افقد شهيتي للطعام لدرجة اصابتي بانيميا لاكثر من مرة او لا يتركني انام فاكون مستيقظه طوال الليل في قلق .. انا لا املك هذه الصورة الأن لكني احيا بأمان و صحة جيده فعلا لا يجب ان ننظر للشكل الخارجي فقط دون التوغل في الأعماق

يبدو اني تكلمت كثيرا ههههه لكني احب ذلك معك و مع الاشخاص الذين ادرك انهم يفهمونني

كلام على بلاطة said...

وردة القاهرة االـــ....
اسلوبك حلو
تحياتى
كل عام وانت بخير

مثليه said...

روز المتفتحه المشرقه بأجمل القصص دائما

احب دقتك واكتشفها يوم بعد يوم واكتشف كم تهتمي بالتفاصيل الدقيقه التي ربما تمر على الكثير ولا يراها
من منا ليس له وجهان وربما ثلاث؟
كل منا يحمل بداخله سر يحجب الرؤيا لأي شخص آخر أن يراها ولكن ايضا دعينا نعكس الصورة بشكل اخر ان البعض مثل الظالم او المجرم مثلا الذي يراه كل الناس بهذه الصورة له جانب مظلم خفي لا يراه احدوهو انه أيضا مظلوماو مجني عليه في الاساس
منذ فتره طويله شاهدت فيلم عن هذا الموضوع لا اعلم ان كنتي شاهتيه ام لا هو قديم بعض الشيئ لحسين فهمي و شيريهان اسمه سوق النساء وكان دور المجرم هو دور حسين فهمي وعندما احب تخلى عن شراسته واجرامه امام حبيبته ولأول مره في حياته وبرغم ظلمه و جبروته يروي قصه طفولته التي ادت ان يصبح مجرم والحقيقه اني بكيت واشفقت عليه برغم اجرامه
تري كم شخص مثل زوج صديقتك يعترف انه زير نساء وانه مدمن
ولا يبرر ذلك باهمال زوجته او فتور المشاعر أو أو أو
الوجه الآخر لذلك الرجل المحترم رب الأسره انه خائن فهل هذه هي الصورة المكتمله؟
تحياتي

تحياتي

Unknown said...

أنا أيضا أحب التفاصيل كثيرا مع أنها ترهقني

و كما يقول الغربيون:"الشيطان في التفاصيل"

أتفق معك تماما في موضوع الصوره المثاليه و المشرقه و ما يكمن خلف الصوره

في النهايه تتأكد لي دائما فكرة أن الصورة المشرقه لا بد و أن تحمل خلفها فكره أخرى مختفيه و مظلمه

أتذكر دائما صورة قريبنا الذي يفتح باب السيارة باستمرار لزوجته أمام أقربائه ؛ وهذه الزوجه التي لديها من المصاغ الذهبي ما يوزن وزنا بالكيلوغرامات؛ و لكن في المقابل فهو يمارس عليها اضطهادا يصل الى حد الضرب احيانا!!!

قبل أن أنسى:مبروك على الترقيه التي أدركت أنها "شرفيّه" فقط:)

صباح الخير يا مصر said...

blackcairorose
******************
اعجبنى جدا طريقة عرض الفكره و كيفية عرض التفاصيل
انا ممن يهتمون بالتفاصيل الصغيره التى قد توضح الكثير من الامور المستتره او تكشف عن قناع او تغنى عن التورط فى امر ما...لست وسواسا و لكنى ممن يعتقدون ان التفاصيل الصغيره المستتره قد تكون الطريق الى الحقيقه و احياتا الطريق الى السلامه
وبالعودة لاحداث ماقصصتى اقول ياما فى البيوت من اسرار..وايضا اقول المثل الشعبى المعروف"من بره هالاه هالاه ومن جوه يعلم الله". قال القدماء الكثير من الحكم و العبارات التى يجب ان نعرف انها لم تأتى من فراغ و لكن نتاج خبرات حياتيه يجب احترامها

مع خالص تحياتى ..و فى انتظار التفصيله القادمه

Samraa said...

Dear BCR
life and time passes by i learned one,to try not to judge....
(feel like am repeating my self here :), )
anyway nothing is perfect and i always liked the saying
من لم يكن مذنبا فليرمني بحجر
i think its something around this?
so i guess nobody's perfect....i have never met a perfect family....even ppl who think that ...this idea was their mistake!...lol
nice post.

emraamethlya said...

أيوه الواقع هو البعد الثالث و الرابع لأاي صورة
الفكرة جميلة

emraamethlya@yahoo.com

blackcairorose said...

أجندا
اهلا بيكى وحمد الله على السلامة


بالنسبة للمواقف الجارحة للكرامة وهو موضوع عموما زى ما قلتى بيختلف من شخص للتانى، انا من النوع اللى ممكن يعنى اسامح المواقف دى اذا اثبت لى الطرف التانى اثبت ندمه ولكن الموضوع ياخذ معى فترة بالاضافة الى اننى قد اسامح ولكنى لا انسى

واستنينى جيالك حالا

blackcairorose said...

كاسبر

لا توجد سعادة كاملة أتفق معك

ولكنى احيانا حين افكر فى هذا النقطة اجد العديد من التساؤلات تنتابنى

مثلا الملوك ومن يعشون حياة مرفهة جدا ولكن تكون كل مشاكلهم مثلا محصورة فى جوانب بالنسبة لبقية العالم هى مشاكل تافهة وعقيمة

اليس بايديهم ان يخلقوا سعادتهم الكاملة ولكن هم بشكل أو آخر لا يريدون هذه السعادة الكاملة؟

يعنى احيانا تكون السعادة الكاملة امامنا او على الاقل يمكن ان نحياها ولكننا نحن من نقرر العكس

لا اتذكر اسم القصة القصيرة التى قرأتها يوما ما عن شخص كان يرتدى حذاء ضيق يؤلم قدمه ولم يكن يستطيع خلعه لسبب المكان الذى كان فيه، وانحصرت كل الالام ومشاكل الدنيا لهذا الشخص فى مجرد الالم الذى يسببه الحذاء واصبحت شغله الشاغل كما لو كانت هى اقسى ما يمكن ان نمر به

سخرية، اليس كذلك؟

وعلى جانب آخر كاسبر لدى همسة أود أن اقولها لك

أنت اغلقت الباب امام التعليقات فى مدونتك يا عزيزتى، وهو ما احترمه ولا أبالى به كثيرا، تعلمين لماذا؟ لأنى أقول اذا كنتى من خلال تدويناتك الجميلة فتحت لنا الباب أمام التعرف على احاسيسك ومشاعرك، فلما نسعى لما هو أقل؟

دمتى لقرائك

blackcairorose said...

Someone in life

أنا ايضا هوايتى متابعة ومشاهدة الناس كيف يتصرفون فى الاماكن العامة، وربما أكثر الاماكن التى احب الجلوس فيها خاصة حين اكون وحدى فى كافيه مثلا هو ركن يسمح لى بالرؤية، وأجد مثلك العديد من الصور التى تبدو براقة، لا يتسنى لى ابدا ان اعلم ما حقيقتها ولكنى على قناعة بان الكثير والكثير منها على اقل تقدير اقل بريقا مما يبدو

هذا غير صور براقة اخرى نعلم ـ من آخرين أو من اصحاب الصورة نفسها ـ حجم البشاعة غير المرئية

حمدا لله انك الآن اكثر أمانا، وان شاء الله دائما

blackcairorose said...

كلام على بلاطة

شكرا على المرور والتعليق

وفى انتظار مرور قادم

تحياتى

blackcairorose said...

مثلية تبحث عن ذاتها

تصدقى لم أفكر كثيرا فى الوجه المعاكس للصورة

ربما لأن الصور المشرقة هى ما تجذبنا أكثر ونحاول ان نجد فيها عيوبا ربما حتى نرضى أنفسنا بحياتنا وباقدارنا

فى حين ان الصور المظلمة اساسا لا نحاول التحقق ما اذا كان ورائها جوانب أقل ظلمة

غريب هذا التناقض فى مواقفنا

وبالنسبة لى فلدى طبيعة متشائمة الى حد ما، عكس اغلب ما اعرفهم من الناس، لذا ربما بلا وعى لا اتوقع جوانب اقل ظلمة خلف الصورة، فى حين اتوقعا جوانب اقل اشراقا خلف الصورة

blackcairorose said...

مياسى

لا أدرى كيف اصف هذا الذى يفتح باب السيارة، لكنه وقت اللزوم لا يتورع عن الايذاء الجسدى

أكره هذا الاسلوب، فلو كانت طبيعته ممارسة العنف الجسدى فعلى الاقل لن اقبل ان يفتح لى باب السيارة

لا الوم الزوجة كما يفعل الكثيرون، المرأة فى مجتمعاتنا مازالت تقبل اوضاع خاطئة لأنها غير مؤهلة للثورة عليها، فالثورة تحتاج تأهيل وان لم نكن مؤهلين لها تصبح فعليا بلا جدوى

قد يبدو هذا الرأى انهزاميا لدى البعض، ولكنى أراه واقعيا من وجهة نظرى

blackcairorose said...

صباح الخير يا مصر

أكيد الامثال الشعبية تعكس واقعا وتجربة، أنا ايضا اراها حكيمة كثيرا جدا حتى لو بدت ان هناك امثال او اقوال قديمة متناقضة لكن كل منها يعكس فى رأيى موقفا او تجربة صحيحة

خالص الود

blackcairorose said...

Samraa

Not to judge! Easier to say than to do.

In a recent situation, which I can not reveal unfortunately, I found myself adopting exactly the opposit attitude to what I should have adopted ( and opposit to what I have always called for). I had a moment of truth with myself and forced myself to calm down in order to channel my feelings to the right track (the track I have theoritically always called)

I think I succeeded, but it is not an easy task not to judge, no matter how warmly we convince ourselves that we are not judging persons.

Am I alone in this story? I do not think.

blackcairorose said...

إمرأة مثلية

يبدو اننا لسنا جميعا لنا القدرة على ادراك هذا البعد

لى شقيقة أكبر منى سنا ولكنها أكثرنا انبهارا وانخداعا بالمظهر بشكل نتعجب احيانا كيف وصلت لسنها ومازالت غير قادرة على الاقل على التساؤل عن وجود بعد ثالث للصورة من عدمه

هذا رغم أنها ناجحة جدا فى عملها ومحبوبة من كثيرين، ولكن الصورة لكثير منا مضللة للغاية بسبب اشراقها الظاهرى

Unknown said...

صح

الثورة بحاجه إلى تأهيل

صح جدا جدا و أتفق معك جدا!!!

Samraa said...

dear bcr
Ur rite dats my point exactly,x to judge dats so hard.
I try to overcome it as i said,sumtimes ido n at times idont! Idea is to have that kind of awareness to sense our mistakes n change even if 1%.yes!

soly88 said...

العزيزه بلاك روز
الصوره لحظه فى الحياه يمكن اتقانهاوالاستعداد لها ولكن لا يمكن تثبيتها
تخبلى صورة الزفاف وصورة الانفصال
ان ما يجمع بينهما هى التفاصيل
هل يمكننا ان نقرأ التفاصيل فى صورة الزفاف ؟