Saturday, September 29, 2007

أكل ماما وأشياء أخرى

مشاهدة سريعة لأجزاء من المسلسلات المصرية خرجت منها بانطباع النمطية الشديدة جدا فى رسم الشخصيات والأحداث، ليس هناك إحداث تبدو مفاجئة أو غير متوقعة وشخصيات حقيقية من لحم ودم. الشخصيات يمكن تلخيصها فى كلمة أو كلمتين، وهذا أسوأ ما يمكن أن توصف به شخصية حين يمكن تلخيصها فى كلمة أو كلمتين. يسرا مظلومة وطيبة ويحيى الفخرانى ساذج وطيب وقلبه كبير ونادية الجندي قوية وداهية ..الخ
.
هذا غير المط والحدث الذى يمكن عرضه فى ثلاثة مشاهد يتم فى سبع مشاهد وخاصة مسلسل يحيى الفخرانى
.
ـــــــــــــــــــــــ
أحمدى نجاد: يراه الكثيرون فى مجتمعاتنا رمزا للوقوف ضد أمريكا وتجسيد للمسلم الحق غير الخاضع، وآخرون ومن بينهم الكثير من الغربيين لا يجدون فيه سوى ديكتاتور فى نظام دينى وراعى للإرهاب وقامع للحريات. الصورة من أقصى اليمين إلى أقصى الشمال في تنوع درجاتها
.
لا أخفى اعجابى بتواضع معيشته فى ظل ما نراه من بذخ زعماء دول فقيرة تتضور شعوبهم جوعا وهم ينعمون بما هم فيه
.
تابعت كلمته فى جامعة كولومبيا العريقة خلال زيارته لنيويورك وإجاباته على الأسئلة الثلاث التي وجهت إليه
.
حين تحدث عن إزالة إسرائيل أو المحرقة النازية قدم ردودا لا غبار عليها تعكس وجهة نظره سواء اتفقنا أم اختلفنا حول المضمون، ولكن حين سأله أحدهم عن سوء المعاملة وحالات الإعدام التى يواجهها المثليات والمثليين فى إيران، فكانت إجابته أنه لا يوجد لوطيون أو سحاقيات فى بلاده
.
بصراحة أغبى رد ممكن أن يقال، كان يستطيع مثلا أن يقول أن الإسلام يدينهم أو أن الأديان السماوية كلها تدينهم كما يرى أو انهم يستحقون ـ من وجهة نظره ـ القتل أو أو أو، ولكن إنكار وجود مثليات ومثليين فى المجتمع هو الغباء بعينه
.
فى لغتنا العربية نقول ساخرين الجهل نعمة وهو ما لا يتسق مع هذا الموضوع، ولكن فى اللغة الانجليزية يقال الإنكار نعمة وهو ما تذكرته حين سمعت رد نجاد
.
ــــــــــــــــــــــــــ
الأمهات يبقين فى كل صفحات ذاكرتنا أو هكذا مفروض أن يكن
.
منذ الولادة وحتى ما شاء الله
.
ماما ـ رحمها الله ـ كانت معي في كل مراحل حياتي المدرسة المراهقة الجامعة العمل الارتباط فك الارتباط السفر وغيره وغيره دائما وجهها الصبوح وحبها اللامتناهى وإنكار الذات وطيبة القلب والتفاني فى خدمتنا والسهر علينا
.
حتى الذكريات فى الأوقات العصيبة كانت دائما هناك، والأمر لا يخلو من مناوشات أحيانا بينى وبينها وقت اللزوم ووقت شعورى بالحاجة لأم أكثر ليبرالية وأكثر تفهما ولكن تظل ماما لا تعوض ولا تنسى
.
جانب بسيط لا يمكن أن أنساه من عطاءها بالاضافة لمئات الأشياء الاخرى الثمينة، وهو طعامها!
.
فى رمضان لا استطيع أن أنسى محشى ورق العنب بخلطته الجبارة وطبقة الزيت الخفيفة على سطحه، أو الريش الضانى بالصلصة الحمراء الغامقة، أو الكشك اللى كان بيدوب فى الفم ، البامية المسبكة اللى كانت بتحلو أكتر فى اليوم التانى
.
أكلت كثيرا فى بلدان كثيرة ولكن يظل أكل ماما طعمه فى فمى فيه رائحتها وحبها وجمالها الذى ليس له مثيل
.

Tuesday, September 25, 2007

حوارات مصرية ـ الحوار الرابع والخامس

الحوار الرابع
.
ـ الله أكبر عليكى، أنا مشفتش فى جمالك وأخلاقك
ـ متشكره حضرتك
ـ مش مرتبطه يا هبه ولا مقرى فاتحتك؟
ـ لا ربنا لسه مرضش
ـ بقى معقوله الجمال والدين ده ولسه؟ ولا انتى اللى مبتفكريش دلوقتى؟
ـ لا والله مش شرط، كله بأمر الله، وقت ما ربنا يريد محدش بيبقى عارف الخير فين
ـ ونعم بالله، عندك المدرسة وشغلك هنا فى الجمعية ورعاية اليتمى، ربنا يحميكى
ـ الواحد بيعمل الحاجات اللى بتقربه من ربنا على قد مايقدر، وربنا يتقبل
ـ إن شاء الله يا حبيبتى، طيب لو جالك مهندس متدين وامكانياته كويسه تقولى أيه؟
ـ والله حضرتك مش عارفة
ـ أنا هكلمك بصراحة، أبن أختى أسمه نادر وعنده اربعه وتلاتين سنه مهندس وامكانياته كويسه، ومش هكلمك عن التدين مبيخفش من حاجه فى دنيته زى ما بيخاف يغضب ربنا، ولما شفت وشك السمح والتزامك وعملك فى الخير قلت هى دى اللى بيدور عليها نادر، لو معندكيش مانع نشوف طريقة تتقابلوا انتى ومامتك وانا وهوه فى مكان عام أو هنا فى الجمعية أو لو عايزين نجيلكو البيت برضه مفيش مانع، اذا حصل قبول تتعرفوا على بعض أكتر بإذن الله، قلتى ايه؟
ـ والله مش عارفة، خلينى اتكلم مع ماما
ـ على فكره انا حكيت له عنك
..........
ـ الله احنا هنتكسف من أولها ولا أيه
...........
ـ قلت له زى القمر رغم انك مش هتشوف وشها الا بعد كتب الكتاب، قاللى ياخالتى لو قلتى غير كده مكنتش هقبل، وهو مستنى بس موافقتكم على المقابله
ـ ربنا يعمل اللى فيه الخير
ـ والله انا مستبشره خير، وقلبى اتفتحلك من يوم ماشفتك أول مره، وحاسه كده انكوا إن شاء الله لبعض
ـ إن شاء الله خير
ـ إن شاء الله ياعروستنا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحوار الخامس
.
ـ دول لو ورتهم صورة حسنى مبارك وقلتلهم دا مين مش هيعرفوا
ـ يا راجل بلاش مبالغة
ـ والله زى ما بقولك كده، ده العصر الحجرى، أنا متهيألى انه من ربعميت ولا خمسميت سنه الناس دى حياتها متغيرتش كتير
ـ للدرجة دى؟ ليه معندهمش تليفزيون ولا راديو حتى
ـ فى النجع كله كان فيه تليفزيونين او تلاته ومنهم واحد نظام تخبط عليه بايدك علشان يشتغل، انا لما بحكى لحد بيفتكرنى بهزر
ـ يا خبر
ـ احكيلك، انا أول مارحت كنت سمعت كلام ولكن يعنى قلت اللى قبلى بيهول، لحد ما وصلت وشفت، اول ولا تانى يوم بعد وصولى للقسم سمعت صوت ضرب نار قلت للعساكر نتحرك، لقيتهم بيقولولى اهدا ده عادى، لو زاد الضرب قوى نقوم نشوف فيه ايه علشان المشاكل متكبرش زيادة وتسمع بره، غير كده العملية متستهلش لان اى رصاصة ممكن تخدنا واحنا حتى مش عارفين دى جايه منين
ـ وطلع أيه؟
ـ ولا اعرف، الضرب سكت بعد شوية، كمان كان فيه واحد بيشتغل مترجم فى القسم ، لما يكون فيه تحقيق مبنفهمش الكلام اللى الاهالى بيقولوه، ده صعيدى بجد مش صعيدى بتاع التليفزيون نظام بجولك ايه ولا وع يابوى
ـ هىء هىء
ـ مرة تانية رحنا نقبض على واحد، خبطنا على الباب فتح اخوه سألناه عليه قال مش موجود قلنا ندخل نفتش قال اتفضلوا، ندخل فى اوضه ونطلع من اوضه ندخل فى اوضه نطلع من اوضه كل واحده فيها عيال وستات ورجاله وفى الاخر اكتشفنا ان كل البيوت بتاعة نفس العيله منفده على بعضها ولقينا نفسنا طلعنا من باب خارجى يمكن تلتميت متر من الباب الاصلى اللى دخلنا منه، كان قفانا يقمر عيش وهمه بيبصلنا وساكتين ووشهم جامد بس طبعا بيضحكوا علينا
ـ ايه ده ولا كانى بشوف فيلم، طيب والمسيحيين والمسلمين اخبارهم ايه؟
ـ انا كان حظى حلو مكنش عندنا مشاكل، دول ليهم كبيرهم ودول ليهم كبيرهم وكله متسلح تمام، سلاحنا فى القسم كان لعب عيال جنبهم، وكل واحد عارف قيمة التانى فمكنش فيه مشاكل، وقت ما بتحصل خناقة ولا حاجة الكبار كانوا يتلموا ويهدوا الموضوع ويحلوه
ـ والنسوان
ـ نسوان ايه ياعم، دا انا لما كنت بروح قنا كنت بحس انى سافرت امريكا، لو كنت قعدت اكتر من سنه كان جرالى حاجة، انا دورت على وسايط عند طوب الارض علشان يودونى حاجة تبقى ربع ولا نص ساعه من قنا مش تلات ساعات، انت شايف اللون الاسود اللى قدامك ده
ـ آه
ـ محسوبك بقى شاف ايام اسود منه هناك

Wednesday, September 19, 2007

اللى بيتبطل واللى بيتعمل

الروج
البارفان
الشغل
التركيز
سيرة الخلق
الجيبات القصيرة والفتحات الطويلة
اللبس الضيق والديكولتيه الواسع
الرجيم
الدلع بتاع اوقاته
أى كلام مبطن
بعض مواقع الانترنت
السرحان
الكدب الأبيض، الاسود أساسا مرفوض
الشتايم لزوم السواقة وحرقة الدم
ــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــ
قراية القرآن
المواظبة على الصلاة
الفرجة على التليفزيون
السهر للصبح
استنشاق جرعات مكثفة من دخان الشيشة كتدخين درجة تانية
اخراج الصدقات
التردد قبل سهرة السحور بين اللبس العادى واللبس لزوم الشهر
سماع حكايات اختى الكبيرة عن مائدتها السنوية
الكلام عن المسلسلات
قفل قزاز العربية قبل الاشارة علشان مظاهرات الكناسين/الشحاتين
جريان الريق على أى سيرة او منظر للأكل
النظر فى الساعة بشكل اكتر من العاده
التحسر على مرور الشهر بسرعة
.
.

Monday, September 17, 2007

بنفسجة من مرسى مطروح

البحر في مطروح
نورٌ يزفه النسيمُ للندى
فتستضيءُ وردة المدى
وتنتفي المجسمات في السطوح
والموجُ في مطروح
وردٌ يلوذ بعضه ببعضه
فبين كل وردة تأتى ووردةٌ تروح
سرٌ يباحُ للشذى به
وعاشقُ يبوح
يغفو كما لو كان قد نام
وما نام
..ولكن الجروح
.
.

حسن طلب

Wednesday, September 12, 2007

حوارات مصرية ـ الحوار الثانى والثالث

الحوار الثانى
.
ـ دى كانت عيشه هنا
ـ أمال أيه اللى رجعك أيامها؟
ـ أختى بقى الله يسامحها قالت لأمى تقولى فى التليفون ان قلبها وجعها وحاسه إنها هتموت، وانا بصراحه أمى غالية عليه قوى فقلت انزل اشوفها لحسن يجرى حاجة، وكمان ايامها ابتدت امريكا الضرب فقلت بالمره أقضى يومين الضرب فى مصر لحد ما الدنيا تهدا
ـ ومرجعتش من ساعتها
ـ لا ماالدنيا بقى اتغيرت، بس مش هنسى السنين اللى عشتها هناك
ـ فلوس طبعا
ـ آه أنا كانت بتعدى عليه أيام بطلع الفين وتلتلاف جنيه فى يويمن تلاته، وكنا شغالين فى كل حاجه بالذات لما كنا بننقل التليفزيونات والفيديوهات وكل الاجهزه الكهربائية من الكويت للعراق، كمان كان فيه تجار بيدونى فلوس اطلعها بره العراق
ـ مكنش حد بيتمسك؟
ـ لا ماحنا كنا بنخبيهم فى التريللات فى حتت محدش يعرف مكانها غيرنا
ـ والمصريين كانوا كتير قوى هناك
ـ يوه بالملايين، كان فيه حته اسمها المربع مكنتش تلاقى فيها عراقى، وكانت برضه لمه زبالة المصريين، وكنا واخدين حقنا على الآخر أصل صدام كان مطلع أمر محدش يتعرض للمصريين، لو مصرى اتخانق مع عراقى البوليس كان يمشى المصرى ويحبس العراقى
ـ بس متجوزتش من هناك؟
ـ كنت هتجوز واحدة عراقية زى القمر، زميلى كان واخد اختها، كانت حلوه وأهلها غلابه جدا وراضيين بأى حاجة، بس بقى نزولى مصر واللى حصل بعدها معدتش أعرف أراضيها، قبل ما نزل مصر قالتلى لو مرجعتش هموت نفسى، لحد دلوقتى ساعات بفكر فيها بعد السنين دى كلها
ـ يا راجل تلاقيها اتجوزت وخلفت سبع تمن عيال دلوقتى
ـ لا دى كانت بتموت فيه، والله ساعات لحد دلوقتى بسرح فيها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحوار الثالث
.
ـ بصى دلوقتى احنا نسيب بعض، انتى على شهاب وأنا على سفنكس، نتقابل بكره الساعة سبعه فى العمده نفطر ونروح، اتفقنا؟
ـ هو عماد هيستنانا؟
ـ مش عارفة، كلمنى امبارح وقاللى ان التاكس خربان وهيروح يصلحه، لو اتصلح هيجيلنا يوصلنا، إذا مكنش ناخد ميكروباص ولا أى تاكس
ـ طيب سلام دلوقتى، لو فيه أى حاجة هرنلك متطفيش المحمول
ـ طيب
ـ بقوللك أيه خللى بالك دعاء بتقوللى من يومين عربية البوليس هدت جنبها عند مصطفى محمود وبتقول لولا الطرحة كانوا سحبوها معاهم فى البوكس
ـ ولاد ال*****ة همه مورهمش غيرنا؟ فيه زينا وأوسخ بيضرب لهم تعظيم سلام فى البلد دى، متشطرين علينا احنا بس علشان على قد حالنا وواخدينها كعابى، بلد ****ة بصحيح
ـ بصى الراجل اللى هناك بيبصلك، طول بعرض وعربية كبيرة، يللا هنيالك دى باينها ليله فرتكه
ـ هىء بس يا *****ة
.
.

Sunday, September 9, 2007

حوارات مصرية ـ الحوار الأول

ـ أهلا يا هانم حمد الله على السلامة
ـ أهلا يا سيدة، ايه الاخبار خلصتى؟
ـ أيوه خلاص مش ناقص غير الغسيل ألمه وأطبقه
ـ يسلم أيدك، وأنتى عامله أيه وأولادك كويسين؟
ـ نحمده على كل حاجة، أهى ماشية
ـ فيه حاجة ولا أيه؟
ـ الواد البكرى يا هانم مطلع عينى ومبيعمرش فى شغلانه، الاسبوع اللى فات صاحب الاجزاخانه طرده ومن ساعتها وهو قاعد فى البيت لا شغلة ولا مشغلة
ـ أنتى اللى غلطانه كان لازم تخليه يكمل تعليمه
ـ قلتله كده قام قايلى وهمه اللى كملوا عملوا أيه، ما هم متلقحين برضه مش لاقيين شغل، أخويا ممكن يشغله فى شركة نضافه بس هيدوله متين جنيه فى الشهر، دول ميجوش حق السجاير اللى بيشربها
ـ ربنا يعنيك يا سيدة، أنا هاقول للدكتور لو يعرف حد صاحبه يشغله عنده
ـ الهى يخليكى يا مدام
ـ وجوزك مفيش أخبار عنه؟
ـ نصيبه تشيله وتشيل اليوم اللى شفته فيه، واحد من عندنا فى الشارع قاللى انه اتجوز وسكن هو وعروسته فى أرض النعام، ووالموكوسة كمان حامل
ـ يخرب بيته اتجوز عليكى؟
ـ يغور أنا مش عيزاه، يتجوز زى ما هو عايز بس يبعد عنى وعن العيال، أنا من يوم ما تجوزته والله ما شفت يوم عدل، كان يشتغل يوم ويقعد عشرة وأيده لا فى مصروف ولا فى تربية ولولاش أنا بجيب القرش كان زمان العيال التلاته ماتوا من الجوع، أنا قلت لامه أصلها ساكنه فى الأوضة اللى جنبنا أنه لو رجع تانى هولع فيه وفى مراته وعيلها
ـ يخرب عقلك مش هتبطلى جنانك ده، معلش يا سيدة، حظك وحش مع الرجالة، طيب ما تطلقى وتجربى حظك تانى
ـ قطعوا وقطع سنينهم، هأعمل بيهم أيه قلتهم أحسن
ـ على رأيك
ـ أنا بس حامله هم لو حصللى حاجة العيال يروحوا فين، أنا دلوقتى بعافيتى وبشتغل بس لو رقدت يوم مش هيلاقوا اللقمة
ـ لا متقوليش كده يا سيده، احنا جانبك وان شاء الله ربنا يباركللك فى عيالك انتى طيبة وبنت حلال وأمينة، استنى كده، أهوه خدى دول، تلتميت جنيه دى فلوس من الزكاه اللى بيطلعها أخويا
ـ الله يخليكى يامدام، انتى عارفه أنا هجيب بيهم أيه، تليفزيون ملون أصل بسمة ومنى قالولى يامه زهقنا من الابيض والاسود ومدام انعام بتاعة مصر الجيدة قالتلى ان محل كارفور منزل تليفزيونات ملونة تمنها متين وخمسين جنيه
ـ طيب مبروك عليكو التليفزيون، أنا داخلة أغير، خلصى وأمشى ، آدى حسابك وميعادنا الاتنين الجاى متنسيش
ـ ان شاء الله
.
.

Monday, September 3, 2007

رواية وفيلم ومسلسل

قرأت أن رواية عمارة يعقوبيان ستتحول إلى مسلسل رمضاني، وأن شخصية حاتم رشيد الصحفي المثلى سيتم تعديلها بحيث لا تتطرق إلى الجانب المثلى في شخصيته نظرا لحساسية الموضوع بالنظر إلى أن ما يمكن تناوله في رواية أو فيلم سينمائي غير ما يمكن تناوله في مسلسل تليفزيوني.
.
أفهم حساسية تناول بعض الموضوعات من خلال التليفزيون، خاصة وأن مجتمعاتنا لا تعرف شيئا أسمه تغيير درجات الرقابة التليفزيونية مع اختلاف توقيتات العرض، ففي الدول المتحضرة مثلا ما يعرض في التليفزيونات في أوقات ذروة المشاهدة غير ما يعرض بعد الساعة الحادية عشر مساءا، وما يعرض في محطات عامة غير ما يعرض في قنوات خاصة، وكذلك هناك درجات الرقابة المختلفة داخل القنوات طبقا لما تعرضه وطبقا لما تعلنه هذه القنوات نفسها من درجة تصنيف برامجها وطلب إشراف من الأبوين عند مشاهدة أبنائهم لبعض العروض التليفزيونية والتنويه عن ذلك من البداية.
.
الوضع لدينا مختلف
من ناحية الدولة هى التى تقوم بتحديد ما يجب ومالا يجب مشاهدته
ومن ناحية المجتمع، فإننا كأفراد نترك الأطفال أمام التليفزيون أربع وعشرين ساعة ونريد أن تقوم الدولة بالدور الذي نعجز نحن عن القيام به، وذلك بترشيد ما يشاهدونه، فبدلا أن نقول للأطفال أو الصغار أنه ممنوع مشاهدة التليفزيون فى وقت متأخر أو قنوات معينة نقول يجب على الحكومة منع كذا وكذا، فالأكثر راحة أن نترك للدولة أن تقوم بالتربية بدلا منا
وعلى جانب ثاني وفى غياب مفهوم احترام الآخر، فبدلا من أن نغير القناة التي تعرض شيئا ما لا يعجبنا، فإننا نطالب بمنع عرض ما لايعجبنا على القنوات ولأسباب مختلفة من حرمة دينية إلى ذوق عام إلى أخلاق عامة إلى غيره من أشكال ومسميات الوصاية التي نضعها كأفراد على الآخرين والتي تضعها الدولة علينا جميعا
.
كل هذا واقع ولا جديد فيه
.
ولكن ما أعجز عن فهمه هو لماذا يقبل كاتب مثل علاء الأسواني أن يتم بتر شخصية رئيسية لأحد أعماله بحجة أنها ستقدم في التليفزيون؟ تستطيع شركة إنتاج تليفزيونية أن تملى شروطها في تغيير الشخصيات، ولكن لماذا يقبل؟ لقد أخذت الرواية حقها من الشهرة عند تحويلها بأمانة إلى حد كبير إلى فيلم سينمائي، فهو لم يكن بحاجة إلى تقديم تنازلات من أجل تعريف الجمهور به وبأعماله.
.
كنت أظن علاء الأسواني أكثر غيرة على عمله الأدبى من ذلك، وربما كان العامل المادي هو سبب قبوله هذا البتر لشخصياته، وهذا ما أرجحه حيث أن المسلسل سيعرض في العديد من القنوات الفضائية والعربية، وصعب في هذا الزمن الصعب أن نتوقع أو نطلب من أحد التضحية المادية في مقابل عدم المساس بإبداعاته
.
ويبدو بشكل عام أن الأدباء لا يأبهون كثيرا لكيفية تقديم أعمالهم الروائية في أفلام ومسلسلات، وقد سبق وقال نجيب محفوظ أن حدود مسئوليته الأدبية تقف عند الرواية أما الفيلم فهو مسئولية ورؤية المخرج وعمل جماعي أكبر من حدود النص الذي قدمه، ولكن الاختلاف بين علاء الأسواني ونجيب محفوظ أن الأخير لم يكن يقف وراء الأعمال السينمائية المأخوذة عن رواياته بنفس الحماس والتأييد الذي وقف به الأسواني وراء فيلم عمارة يعقوبيان مصرحا بأن الفيلم كان أمينا ونقل أفكاره الخ أي أن الأسواني كان يعتبر الفيلم أداة لتوصيل أفكاره
.
وكم من إبداعات لنجيب محفوظ تم تقديمها بشكل سيء وسطحي فى أعمال درامية، وأتذكر من بينها روايته البديعة أهل الهوى ضمن مجموعة رأيت فيما يرى النائم. القصة شديدة الرمزية والعمق تبدأ بدخول شخص للحارة فاقد الذاكرة وعاري وقد تعرض للاعتداء فدخل للحارة على قدميه ويديه، وطبعا الرمز منذ البداية واضح بدخوله كالمولود الجديد للحياة بدون ذاكرة وعار وعلى أربع، وتستمر الرواية برصانتها وأفكارها العميقة
.
تحولت هذه الرواية لفيلم لنادية الجندي ومحمود ياسين شاهدته مرة لأرى كيف تمت ترجمة هذه الرواية الجميلة والفلسفية، الفيلم إن لم تخني الذاكرة، تحول إلى أسم وكالة البلح، وليس له صلة بالرواية سوى العلاقة الأساسية بين المعلمة والشاب فاقد الذاكرة، وتحول الأمر إلى قاهرة الرجال والأبطال نادية الجندي بجمالها الخلاب تحطم قلوب كل رجال الحارة وتطرحهم أرضا واحد وراء الأخر، الفيلم كان مسخ لا يرقى إلى واحد بالمائة من جمال النص الأدبي
.
وبشكل عام أرى أن الكثير من الأعمال الأدبية تفقد جمالها حين تتحول إلى أفلام، ولكن هذا الفيلم كان يفوق الوصف.
.
من قبل أن أرى عمارة يعقوبيان المسلسل ـ وإن كنت في الأغلب لن أراه حيث لا طاقة لي بمتابعة يومية منتظمة للتليفزيون ـ أتوقع مط وتطويل وتخفيف حدة المشرط الذي يشرح به الكاتب المجتمع وعيوبه وقبحه وطبعا الحجة الجاهزة لأي تشويه هو أنه عمل تليفزيوني له حساسيته
.
لا، ربما أشاهده من باب حب الاستطلاع لرؤية لبنى عبد العزيز بعد كل هذا العمر، وإن كنت أيضا أفضل لو أنها تركت آخر ذاكرتنا بها في أنا حرة والوسادة الخالية والكثير من أفلامها الحلوة الأخرى بشخصيتها المميزة وجمالها ذي الكبرياء
.
.

Saturday, September 1, 2007

تنويعتان على لمس القطيفة

1
.
يا هوى خجلا
أبنِ لي في فراغاتي مئذنة
يرنو من شرفتها الساكنة
حب ذو أحاسيس ملونة
غير مألوفة
لا يخشى البوح ولا يرتعد
من حميمية روح وجسد
أحسست بحرقتها ما إن لمست
!شفتي نارَ قطيفة
.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
2
.
أحنُ أتوقُ لهمسٍ وآهٍ
لربتة شوق ٍوليد شغوفة
ولسع شفاهك فوق شفاهي
!وحرقة خدي بلمس القطيفة
.