هو يدخل عادتا فى هدوء إلى بقعته المعتادة ممددا جسده البني على الرخام مستمتعا بما يشعه من بروده بفعل المكيف، ثم يغمض جفونه فى استرخاء لذيذ، وبين الحين والآخر يفتح عينيه ليتأكد من وجودي، وحين يرى أنى مازلت على الأريكة يهز ذيله خفيفا ثم يواصل غفوته
أحدهما رمادي طويل والآخر أسود وقصير، الأول للتليفزيون والثاني للريسيفر، يكادا لا يفترقان، متلازمان على المنضدة أو على الأريكة أو على الأرض، أحيانا أخالهما رجل وامرأته، أقول خيرا أنه ليس هناك من يتحكم فيهما سواى، فطالما سمعت عن خلافات عائلية على من له حق السيادة على الريموت كونترول
لوجو الويندوز يشتعل ثم ينطفئ على الخلفية السوداء، يكبر ثم يصغر، يظهر مرة فى منتصف الشاشة ومرة فى ركن منها، وذلك حتى تلمس أصابعي الكيبورد فيختفي اللوجو ويظهر السكرين سيفر ببحره وشاطئه ونخيله
كنبتى الزرقاء الوثيرة هى رفيقة أيامي، تزينها مخدات مربعة صفراء وأخرى أقل زرقة، تحتضنني كراحة يدين أو كقلب معطاء غير مبالية بحالاتي المزاجية المختلفة
أمامي صور عديدة على الحائط لأحباب مازالوا، وأحباب كانوا، بعضهم يبتسم وبعضهم يتصنع الابتسام وبعضهم ذو نظرة حالمة أو أخرى واجمة، والخلفيات تتباين من بحر، لغرفة منزل، لكوشة فرح، وأحيانا مجرد حائط أصم فى ستوديو تصوير
سلاح دمار شامل من البلاستيك الأصفر أضعه فى الدور السفلى من المنضدة، يعمل في أحسن حالاته على الزجاج، ويترك ضحاياه السوداء الصغيرة تتساقط فألملمهم بقطعة كلينكس والقي بهم فى السلة مزهوة بنشوة انتصاري
هاتف أسود جديد بلا ذيول سلكية، ولد فى الصين ثم هاجر للولايات المتحدة حيث التقطته خلال إجازتي الصيفية لرخص ثمنه ومتعة الكسل التى يمنحها
هل كنت أحن فى اللاوعي إلى مهد الطفولة الهزاز حين اشتريت المقعد البنى؟ ربما، ولكن الغريب أنى حين أجلس عليه الآن أجد نفسي أهزه بعنف فيندفع للأمام وللخلف فى عنفوان، كما لو كنت فى أرجوحة ملاهي، فى حين لو جلس عليه شخص آخر وهزه بعنف أمامي أشعر بعصبية وأجد نفسي أردد:إنه كرسي هزاز وليس أرجوحة ملاهي