والخدوش أو الجروح أو الكسور هى درجات الآثار المختلفة التى تتركها الخلافات على الصداقات، تحددها عمق العلاقة وحجم الخلاف وطبيعة الشخصيات
ورغم أنى بشكل عام من الأشخاص الحذرين فى معاملة الناس وتأخذ الصداقات الحقة دورها ووقتها لتتبلور وتصبح ذات معنى، إلا أن هناك أيضا خدوشا وجروحا وكسورا فى بعض صداقاتي ألوم نفسي في بعضها وألوم الآخرين فى بعض آخر وألوم الظروف فى بعض ثالث
أول مرة أتذكر أنى خاصمت صديقة أنتيم كنت فى مرحلة ثانوي، كانت عادتها التأخير على الأقل لنصف ساعة ودائما لأسباب واهية، بينما أنا ـ ومنذ الصغرـ عادتي الوصول قبل الموعد بعشر دقائق على الأقل
اتفقنا يوما على اللقاء فى الشارع والذهاب سويا للسينما وتأخرت الصديقة لأكثر من ثلاثة أرباع ساعة، وما أسوأ الانتظار فى الشارع، كما أن عرض الفيلم كان قد بدأ، وحين وصلت صديقتي بحجة واهية كالعادة، لم استطع السكوت وانفجرت بينما التزمت هى بالصمت
ظللنا لأسبوعين تقريبا لا نتحدث حتى اتصلت هى، وعادت المياه لمجاريها، بعد ذلك كانت تحاول إلى حد ما احترام مواعيدها، وحاولت أنا أيضا من جانبى التمسك بهدوء الأعصاب وعدم انضباطي فى مواعيدي معها حتى أقلل من فرص انتظاري ، ولكنى أيضا اكتشفت بعد ذلك شيئا وهو أن لدى هذه الصديقة خلل فعلى فى تحديد وتقدير الوقت، واستمرت صداقتنا قوية لمدة طويلة
ــــــــــــــــــــ
ورغم أنى بشكل عام من الأشخاص الحذرين فى معاملة الناس وتأخذ الصداقات الحقة دورها ووقتها لتتبلور وتصبح ذات معنى، إلا أن هناك أيضا خدوشا وجروحا وكسورا فى بعض صداقاتي ألوم نفسي في بعضها وألوم الآخرين فى بعض آخر وألوم الظروف فى بعض ثالث
أول مرة أتذكر أنى خاصمت صديقة أنتيم كنت فى مرحلة ثانوي، كانت عادتها التأخير على الأقل لنصف ساعة ودائما لأسباب واهية، بينما أنا ـ ومنذ الصغرـ عادتي الوصول قبل الموعد بعشر دقائق على الأقل
اتفقنا يوما على اللقاء فى الشارع والذهاب سويا للسينما وتأخرت الصديقة لأكثر من ثلاثة أرباع ساعة، وما أسوأ الانتظار فى الشارع، كما أن عرض الفيلم كان قد بدأ، وحين وصلت صديقتي بحجة واهية كالعادة، لم استطع السكوت وانفجرت بينما التزمت هى بالصمت
ظللنا لأسبوعين تقريبا لا نتحدث حتى اتصلت هى، وعادت المياه لمجاريها، بعد ذلك كانت تحاول إلى حد ما احترام مواعيدها، وحاولت أنا أيضا من جانبى التمسك بهدوء الأعصاب وعدم انضباطي فى مواعيدي معها حتى أقلل من فرص انتظاري ، ولكنى أيضا اكتشفت بعد ذلك شيئا وهو أن لدى هذه الصديقة خلل فعلى فى تحديد وتقدير الوقت، واستمرت صداقتنا قوية لمدة طويلة
ــــــــــــــــــــ
.
صديقة عرفتها فى بداية عمل سابق، كانت ظريفة جدا وذات شخصية منطلقة وكريمة، تدرجت معرفتي بها لتصبح صداقة قوية رغم تحذيرات معرفة مشتركة بأن صديقتي الجديدة "تقلب" فى خلال ثانية دون أسباب معلومة
وقد كان
فى إحدى المواقف التافهة ونحن نتجادل فى موضوع ما بعد شهور من معرفتي بها، وجدتها لمدة ثوان كما لو كانت شخصا آخر، تتفوه بعبارات بغيضة وفى عصبية لم أراها من قبل جعلتني فى حالة ذهول، لم أرد من شدة اندهاشي من هذا الوجه غير المألوف منها، ولكنى قررت مقاطعتها تماما لدرجة أنى فكرت أن أرجع لها هدية قيمة جدا كانت قد أعطتها لي قبل الخلاف بأسابيع بمناسبة عيد ميلادي
ظللنا أكثر من شهرين لا نتحدث حتى اتصلت هى بى ذات يوم كما لو كان شيئا لم يحدث ودعتني لحفل فى منزلها وبدأت المكالمة قائلة
ـ أرجوكى دعينا لا نتحدث عن الخلاف ومن مخطأ ومن مصيب، معزتك عندى قوية جدا وأتمنى أن أراك
لا أدرى هل تصرفت صح أم خطأ ولكنى ذهبت للحفل وعادت علاقتنا قوية ولم أر منها بعد ذلك هذا الوجه الغريب، ولكنى دائما أحسست بجرح من أسلوبها يوم اختلفنا
قلت لها ذات يوم بعد ذلك أنني أثناء القطيعة فكرت فى إعادة هديتها القيمة إليها فأجابتني
ـ لو كنت أعدتي هديتي لكي، ما كان من الممكن أن نعود أصدقاء بعد ذلك أبدا لأني كنت سأعتبرها إهانة لا تغتفر، لأنني حين أهدى شخصا عزيزا فأنا أشعر كأنى أعطيت جزءا منى
هل هذا الكلام منها منطقى؟؟
على كل، فرقتنا الظروف، أحمل لها معزة، ولكن هناك أيضا لدى إدراك بأنها شخصية لا أستطيع فهمها تماما
ــــــــــــــــــ
.
هى أقرب صديقة لى منذ سنوات وحتى الآن رغم أننا قاطعنا بعضنا لفترة أربع أو خمس شهور بسبب موضوع أعرف تماما أنى المخطئة فيه
خطأي هو موافقتي على التدخل ـ بناءا على طلبها وطلب زوجها ـ لحل مشاكلهما الزوجية الضخمة جدا فى ذلك الوقت والتي أدت بهما تقريبا إلى الانفصال كل في منزل لوحده، ولكنى وجدت نفسي بعد ذلك أغرق فى بحر هذه المشاكل وفى سيل من المكالمات التليفونية منها ومنه فى اليوم الواحد تتعدى ثلاث وأربع مكالمات طويلة، لدرجة أنى أصبحت طرفا في هذه الخلافات وأصبحت أنا من يوجه لها اللوم لأني نسيت نقل تفصيلة صغيرة منها له، أو أنى قلت شيئا لها لم أكن من المفروض أن أقوله على لسان الزوج وهكذا
أثرت هذه الأوضاع على علاقتي بصديقتى وبزوجها أيضا مع الأسف رغم أن الله يعلم أن نيتي كانت دائما الخير والصلح بينهما، ولكنى فى وسط المعمعة بينهما كان يجب أن أضع لنفسي حدا لما أتدخل فيه وما لا يجب التدخل فيه حتى مع إلحاحهما
تخاصمنا لشهور حتى جمعتنا الظروف مرة أخرى، ولكنى تعلمت الدرس جيدا وهو أن محاولة الإصلاح أمر ايجابي ومحمود ولكن الانغماس فى مشاكل الآخرين حتى ولو كانوا اصدقاءا مقربين هو الخطأ بعينه
علاقتي الآن بالصديقة وزوجها أكثر من ممتازة والحمد لله، مازالت خلافاتهم تبرز من وقت لآخر ولكنى بعيدة عنها، ولولا أن أساس علاقتنا كان قوى للغاية ولولا أن صديقتي تحبني فعلا وبشكل صادق ربما ظللنا على خلاف حتى الآن
ــــــــــــــــــ
.
الخلاف الأخير الذى سأتحدث عنه سيكون بمزيد من الاستطراد بسبب تعقيداته وإن كانت التفاصيل ستتغير لتظل الشخصيات الحقيقية وراء ساتر
عرفت عين وتطورت صداقتنا شيئا فشيئا، كانت من عائلة غنية وتلقت أفضل تعليم فى مصر، شكلها عادى ولكن لها ستايل وأنيقة جدا، وأيضا مجاملة وبالتأكيد مبذرة سواء على نفسها أو على الآخرين وكنت دائما أنصحها بالكف عن التبذير دون جدوى
كانت لها شقيقة جميلة للغاية ومتزوجة من رجل أعمال ثرى جدا، وهذه الشقيقة لم تكن شخصية محبوبة كثيرا بسبب غرورها ولكن علاقتي أنا بالشقيقة كانت جيدة و كنت أراها تحمل لى ودا وكلما تراني تقول لي
ـ شقيقتي عين تقول أنها لم تعرف قط إنسانة بأخلاقك وذوقك
فكنت أشكرها وأقول لها أن عين فقط تبالغ
عملنا مع بعض لفترة، ثم تزوجت عين وتركت العمل، ثم طلقت بعد أن أنجبت طفل، خلال هذه الظروف لم نكن نتقابل كثيرا كالسابق ولكن الصداقة كانت على قوتها
صديقة عرفتها فى بداية عمل سابق، كانت ظريفة جدا وذات شخصية منطلقة وكريمة، تدرجت معرفتي بها لتصبح صداقة قوية رغم تحذيرات معرفة مشتركة بأن صديقتي الجديدة "تقلب" فى خلال ثانية دون أسباب معلومة
وقد كان
فى إحدى المواقف التافهة ونحن نتجادل فى موضوع ما بعد شهور من معرفتي بها، وجدتها لمدة ثوان كما لو كانت شخصا آخر، تتفوه بعبارات بغيضة وفى عصبية لم أراها من قبل جعلتني فى حالة ذهول، لم أرد من شدة اندهاشي من هذا الوجه غير المألوف منها، ولكنى قررت مقاطعتها تماما لدرجة أنى فكرت أن أرجع لها هدية قيمة جدا كانت قد أعطتها لي قبل الخلاف بأسابيع بمناسبة عيد ميلادي
ظللنا أكثر من شهرين لا نتحدث حتى اتصلت هى بى ذات يوم كما لو كان شيئا لم يحدث ودعتني لحفل فى منزلها وبدأت المكالمة قائلة
ـ أرجوكى دعينا لا نتحدث عن الخلاف ومن مخطأ ومن مصيب، معزتك عندى قوية جدا وأتمنى أن أراك
لا أدرى هل تصرفت صح أم خطأ ولكنى ذهبت للحفل وعادت علاقتنا قوية ولم أر منها بعد ذلك هذا الوجه الغريب، ولكنى دائما أحسست بجرح من أسلوبها يوم اختلفنا
قلت لها ذات يوم بعد ذلك أنني أثناء القطيعة فكرت فى إعادة هديتها القيمة إليها فأجابتني
ـ لو كنت أعدتي هديتي لكي، ما كان من الممكن أن نعود أصدقاء بعد ذلك أبدا لأني كنت سأعتبرها إهانة لا تغتفر، لأنني حين أهدى شخصا عزيزا فأنا أشعر كأنى أعطيت جزءا منى
هل هذا الكلام منها منطقى؟؟
على كل، فرقتنا الظروف، أحمل لها معزة، ولكن هناك أيضا لدى إدراك بأنها شخصية لا أستطيع فهمها تماما
ــــــــــــــــــ
.
هى أقرب صديقة لى منذ سنوات وحتى الآن رغم أننا قاطعنا بعضنا لفترة أربع أو خمس شهور بسبب موضوع أعرف تماما أنى المخطئة فيه
خطأي هو موافقتي على التدخل ـ بناءا على طلبها وطلب زوجها ـ لحل مشاكلهما الزوجية الضخمة جدا فى ذلك الوقت والتي أدت بهما تقريبا إلى الانفصال كل في منزل لوحده، ولكنى وجدت نفسي بعد ذلك أغرق فى بحر هذه المشاكل وفى سيل من المكالمات التليفونية منها ومنه فى اليوم الواحد تتعدى ثلاث وأربع مكالمات طويلة، لدرجة أنى أصبحت طرفا في هذه الخلافات وأصبحت أنا من يوجه لها اللوم لأني نسيت نقل تفصيلة صغيرة منها له، أو أنى قلت شيئا لها لم أكن من المفروض أن أقوله على لسان الزوج وهكذا
أثرت هذه الأوضاع على علاقتي بصديقتى وبزوجها أيضا مع الأسف رغم أن الله يعلم أن نيتي كانت دائما الخير والصلح بينهما، ولكنى فى وسط المعمعة بينهما كان يجب أن أضع لنفسي حدا لما أتدخل فيه وما لا يجب التدخل فيه حتى مع إلحاحهما
تخاصمنا لشهور حتى جمعتنا الظروف مرة أخرى، ولكنى تعلمت الدرس جيدا وهو أن محاولة الإصلاح أمر ايجابي ومحمود ولكن الانغماس فى مشاكل الآخرين حتى ولو كانوا اصدقاءا مقربين هو الخطأ بعينه
علاقتي الآن بالصديقة وزوجها أكثر من ممتازة والحمد لله، مازالت خلافاتهم تبرز من وقت لآخر ولكنى بعيدة عنها، ولولا أن أساس علاقتنا كان قوى للغاية ولولا أن صديقتي تحبني فعلا وبشكل صادق ربما ظللنا على خلاف حتى الآن
ــــــــــــــــــ
.
الخلاف الأخير الذى سأتحدث عنه سيكون بمزيد من الاستطراد بسبب تعقيداته وإن كانت التفاصيل ستتغير لتظل الشخصيات الحقيقية وراء ساتر
عرفت عين وتطورت صداقتنا شيئا فشيئا، كانت من عائلة غنية وتلقت أفضل تعليم فى مصر، شكلها عادى ولكن لها ستايل وأنيقة جدا، وأيضا مجاملة وبالتأكيد مبذرة سواء على نفسها أو على الآخرين وكنت دائما أنصحها بالكف عن التبذير دون جدوى
كانت لها شقيقة جميلة للغاية ومتزوجة من رجل أعمال ثرى جدا، وهذه الشقيقة لم تكن شخصية محبوبة كثيرا بسبب غرورها ولكن علاقتي أنا بالشقيقة كانت جيدة و كنت أراها تحمل لى ودا وكلما تراني تقول لي
ـ شقيقتي عين تقول أنها لم تعرف قط إنسانة بأخلاقك وذوقك
فكنت أشكرها وأقول لها أن عين فقط تبالغ
عملنا مع بعض لفترة، ثم تزوجت عين وتركت العمل، ثم طلقت بعد أن أنجبت طفل، خلال هذه الظروف لم نكن نتقابل كثيرا كالسابق ولكن الصداقة كانت على قوتها
وفى يوم وجدتها تتصل بى وتخبرني أنها في ورطة وتطلب اقتراض مبلغ كبير من المال، وعدتها فورا بالاستجابة، وقلت لنفسي إذا لم يقم الأصدقاء بتقديم يد المساعدة وقت الأزمات فما فائدتهم؟ وفى الصباح التالي قمت فورا بعمل التحويل من حسابي لحسابها على أمل أنها سترد المبلغ فى خلال شهرين كما وعدت
لكن لمدة أكثر من خمس سنوات لم استرد المبلغ منها، كانت في البداية تعد برد المبلغ ثم بدأت تتهرب من تليفوناتى ثم سافرت أنا وأقمت بالخارج وقلت زياراتي لمصر وعام وراء عام فقدت الأمل في استرداد المبلغ الضخم أو حتى معرفة كيفية التصرف فى الموضوع
وفى إحدى زياراتي لمصر أخبرتني معرفة مشتركة بالتطورات المدهشة التالية وهى أن عين اقترضت أيضا مبلغ من صديقة ثانية لها ولم ترده إلا بعد أن هددتها هذه الصديقة بالصوت العالى فى الشارع أمام منزلها بأنها ستبلغ أهل خطيبها الثرى الجديد (خطيب عين) ، كذلك قالت لي المعرفة أن عين تقيم بمفردها فى منزلها لأن والدتها هى التى تقوم بتربية حفيدها، ولكن أغرب ما قالته عن عين أن هناك إشاعات إدمان أو قمار أو شلة سوء تضم أيضا شقيقة عين وزوجها الغنى
كلام غريب وغير متوقع وكان بمثابة صدمة لى ونصحتني المعرفة أن أسلك سلوك الفتاة الأخرى التي استردت نقودها بعمل فضيحة فى الشارع بالصوت العالي، ولكن طبعا هذا الأسلوب بعيد تماما عن شخصيتي، ولكن بعد تفكير قمت بإرسال ايميل لعين هددتها فيه أيضا بقيامي بإبلاغ عائلة خطيبها الجديد وخصوصا أن لدى تحويل البنك وسأستشهد بالفتاة الأخرى دلالة على اعتياد عين الاقتراض من الناس
وللغرابة بعد الايميل بعدة أيام كنت قد عدت لإقامتي فى الخارج ووجدت تليفون على موبايلى من عين تعتذر عن تأخرها في إعادة المبلغ وتطلب رقم حسابي لتحويل المبلغ، وقد كان، فعلا استرددت المبلغ الكبير والذي لا أود ذكر قدره هنا خجلا لأنه دليل على هبلى التام
المكالمة كانت قصيرة جدا، ولكن بعد وصول المبلغ لحسابي وجدت ايميل منها كله اعتذار وأسف لأنها خانت الصداقة وستظل تحمل لى فى قلبها شكرا وعرفانا على أنى ساعدتها وقت أزمتها المالية على حد قولها، الايميل كان أكثر من ممتاز ولكنى بصراحة كنت قد أغلقت باب قلبي تماما تجاهها، فأرسلت لها ايميل يحمل بالضبط ما في قلبي من خيبة أمل ومرارة ورفض أي اتصال آخر بيني وبينها
!وفوجئت بايميل آخر تقول أنها تتفهم موقفي وتأمل يوما ما أن أغفر لها
قلت في نفسي وإذا كانت صادقة فى مشاعرها هل كانت تنتظر ايميل يحوى تهديدا لتقوم برد الفلوس والاعتذار وطلب الغفران؟؟ أي منطق هذا؟؟
هذا كان كسرا تاما ولا أعتقد أنه سيلتئم يوما ما