Saturday, December 15, 2007

أن نتغير ونغير

لا أقتنع كثيرا بأن الإنسان يتغير
.
قد تتأصل أكثر إحدى صفاته، أوقد تذوى بعض الشيء إحدى صفاته، والتأصيل أو التخفيف قد يكونا بفعل الزمن أو الظروف أو الاثنين معا ولكن لا أعتقد أننا يمكن أن نقتلع صفة أو نزرع صفة
.
من الأمور التى قد تساعدنا على بعض التغيير فى شخصياتنا هو الحب، الحب الحقيقي
.
هناك عملان سينمائيان أحببتهما لأنهما تناولا هذا الموضوع يشكل جميل
.
أولهما فيلم اليوم السادس ليوسف شاهين، داليدا ومحسن محى الدين شخصيتان مختلفتان مرا بظروف وحب وتركا بعض فى النهاية لكن بعد أن أصبح فى كل منهما شيء جديد من شخصية الآخر
.
الفيلم بجد أراه أجمل أفلام يوسف شاهين وأحب كل ما فيه حتى داليدا التى انتقدها الكثيرون أيضا أحببتها وأحببت تمثيلها ولم يمثل لى موضوع اللغة عقبة أمام إعجابي بها فى الدور. الفيلم أيضا موسيقاه رائعة
.
الفيلم الثانى هو قبلة المرأة العنكبوت برازيلى أمريكى وكنت قد كتبت عنه فى إحدى محاوراتى مع المدونة العزيزة والمشغولة كتابة
.
الفيلم حول سجينين فى زنزانة واحدة أحدهما شيوعي ثوري مسجون لأسباب سياسة والآخر مثلى مسجون بسبب قضية جنسية. الثوري حاد وواقعي والمثلى يقضى حياته فى أوهام وتخيلات ناسجا لنفسه وللآخرين حكايات عن عوالم أسطورية، ولكن واقع السجن يحتم عليهما التعامل والاحتكاك ولاحقا تنمو مشاعر دافئة، ومع الوقت يأخذ كل منهما بنعومة شيئا من الأخر فيقبل المثلى حين يخرج من السجن أن يقوم بمهمة يطلبها منه الثوري للاتصال بأعضاء الخلية الشيوعية رغم ما فى هذه المهمة من مخاطر واحتكاك بعالم واقعي وعنيف لم يتعامل معه من قبل، وكذلك يموت الثوري فى النهاية وقبل موته تدور فى رأسه تهويمات حول القصص الخيالية التي كان يحكيها له المثلى فى السجن والتى يرى من خلالها عالم غير العالم، مليء بالحب والعشق والمآسي والتضحية الخ
.
الفيلم جميل وبه معاني وأحاسيس
.
فكرة أن تعطى من نفسك وتأخذ من الآخر لتغيرا إلى حد ما في شخصيات بعضكما البعض تأسرني، الإيمان والحب هما برأيى فقط من يمكنهما إحداث نوع من التغير
.

3 comments:

kasber said...

أعجبتني قصة الفيلم الثاني
بها خطاب لأدمية البشر بغض النظر عن توجهاته يظل انسان
يمكنه فعل ما يعجز عنه الخيال
دائما هناك في اعماقنا شخص لا نعرفه
نتعرف عليه في اوقات خاصه ونتعجب من وجوده
..........................
فيلم اليوم السادس التصوير فيه اعجبني بشده وخصوصا اللوحات التصويريه الأخيره حينما كانت تهرب به الي الاسكندريه
القارب والاشرعه والاضاءه

blackcairorose said...

اليوم السادس يا كاسبر ربما كان الفيلم المصرى الوحيد او دعينى أقول الأول يقينا الذى انتهج اسلوب كيتشى فى الديكور التصوير

ديكور واضاءة غير واقعية تماما تكسر عمدا قوالب التصوير والاضاءة الواقعية والطبيعية

الحارة بمنازلها المتلاصقة وشباك غرفة داليدا والذى تكاد تشاهد منه العالم من الخارج مثل صندوق الدنيا، وكما ذكرتى الاضاءة فى المركب والوانها الكارتونية

اتفق معك تماما انها بمثابة لوحات تضيف الى جمال المعنى الذى أحبه فى الفيلم

هل تعرفى انك توحى لى كثيرا بموضوعات للكتابة عنها فى المدونة؟

ما رأيك فى موضوع عن المواقف التى تصرفنا فيها تصرفات أثارت دهشتنا نحن قبل ات تصيب الآخرون بالدهشة؟

كتابة said...

السلامو عليكو
من المشغولة:)

طبعا أتفق مع أجمل صديقتين
اليوم السادس فيلم من الأفلام التي يطلق عليها التحفة..
أطلقت عبره داليدا ثم أختفت بعده في العالم الآخر
و بالنسبة للفيلم البرازيلي/الأمريكي
فأظنه ذو جرأة و فكرة حيّة
ونابضة بالعمق
فمن اختلاف إلى إتفاق ووفاق
وأدوار متبادلة..
و الإيمان برؤية نعم يدفع للتغيير
و الحب الغامر نعم يدفع للتبدل
وشكرا لك