Tuesday, August 28, 2007

....

أماه وحشرجة ٌ ودموع وسواد
وانبجث الدم واختلج الجسم المطعون
والشعر المتموِّج عشش فيه الطين
أماه) ولم يسمعها إلا الجزار)
وغداً سيجيء الفجر وتصحو الأوراد
والعشرون تنادي والأمل المفتون
فتجيب المرجة والأزهار
رحلت عنا... غسلاً للعار
*
ويعود الجلاد الوحشي ويلقى الناس
(العار) ويمسح مديته (مزَّقنا العار)
ورجعنا فضلاء بيض السمعة أحرار
يا ربَّ الحانة أين الخمر وأين الكاس
نادِ الغانية َ الكسلى العاطرة الأنفاس
افدي عينيها بالقرآن وبالأقدار
إملأ كاساتكَ يا جزار
وعلى المقتولة غسلا العار
*
وسيأتي الفجر وتسأل عنها الفتيات
"أين تراها" فيردُّ الوحش "قتلناها"
وصمة ُ عار في جبهتنا وغسلناها
وستحكي قصتها السوداء الجارات
وسترويها في الحارة حتى النخلات
حتى الأبواب الخشبية لن تنساها
وستهمسها حتى الأحجار
غسلا للعار... غسلاً للعار
*
يا جارات الحارة يا فتيات القرية
الخبز سنعجنه بدموع مآقينا
سنقص جدائلنا وسنسلخ أيدينا
لتظل ثيابهم بيض اللون نقية
لا بسمة لا فرصة لا لفتة فالمدية
تراقبنا في قبضة والدنا وأخينا
وغداً من يدري أي قفار
ستوارينا غسلاً للعار
.
.
نازك الملائكة ـ 1952

2 comments:

كتابة said...

عزيزتي

هكذا نرى نص الملائكة منذ 52
ونحن في الألفية الثانية
ومازال العقل الذكوري يخبيء جهله الفظيع في سراديبه
لينهض بذات الطريقة من جديد في ولادات قميئة

soso said...

حسبي الله ونعم الوكيل

اللهم طهر عقولنا من تقاليد الجاهلية

واجعل لامة محمد مخرج من فتنها ,,


اختيار رائع ووجع أصعب ,,

قضية غسل العار من القضايا الشائكة الصعب تداولة في مجتماعاتنا الذكورية العربية للاسف,,

وكما قالت كتابة النص مكتوب من عام52 ولم يتغير شيء للأن ولن يتغير لطالما المراءة بقيت عبدة للفكر الاعوج ولطالما الرجل بقي يقمع المراءة ذات الفكر,,

تحياتي
وأن نختلف ليس معناه ان نصبح اعداء