ماما كانت بيضاء وممتلئة
خالتي كانت سمراء ونحيفة
ماما كانت في عائلتها قبل الزواج الخجولة والمنطوية
خالتي كانت الشقية والنغشة
ماما كانت صريحة ومباشرة وتفتقر اللباقة أحيانا ويبدو على وجهها فورا مشاعرها تجاه الآخرين
خالتي كانت معسولة الكلام وممكن أن لا تطيق من أمامها ومع ذلك تتحدث معه بطريقة ممتازة لا تدعو للشك بما في داخلها ناحيته أو ناحيتها
ماما تزوجت بابا زواجا تقليديا وكان يكبرها فى السن بشكل واضح
خالتي تزوجت من شاب يقاربها سنا بعد قصة حب
ماما كانت دائما ترى بابا رجلها وملاذها الوحيد والعلاقة بينهما كانت نسخة أكثر حداثة من علاقة سي السيد بالست أمينة
خالتي كانت تشتكي دائما من زوجها وتشعر أنه ضعيف الشخصية
ماما كانت عادتا هادئة ولم تكن مصدر جذب اجتماعي
خالتي كانت مركز اهتمام اجتماعيات العائلة
ماما لم تكن الأثيرة عند والدتها/جدتي
خالتي كانت المفضلة عند جدتي
ماما كانت تزور خالتي مرة كل ثلاثة أشهر تقريبا
خالتي كانت تزورنا مرة كل سنوات
ماما كانت حالتها المالية مع بابا مستقرة
خالتي شهدت ظروفها المالية مع زوجها صعودا وهبوطا
علاقة ماما وخالتي كانت مضطربة دون أن نعرف تحديدا الأسباب، أو ربما لم تكن توجد أصلا أسباب واضحة، وحين نسأل ماما عن السبب كانت ترد أنها لا تعلم ومن ناحيتها لا يوجد احساس سلبي في مشاعرها تجاه خالتي، ولكنها لا تعتقد أن خالتي تكن لها مشاعر ود، وحين كنا نقول لماما أنها لا يجب أن تزورها باستمرار لأنها لا تزورنا كانت ترد بأنها تقوم بالحفاظ على صلة الرحم، كما كانت تعترف أن جلسات خالتي وصديقاتها تمثل مرحا وتغييرا لها (أي لماما) في ظل مسئولياتنا وروتين الحياة
حين توفت ماما لم تقم خالتي بزيارتنا للعزاء ولكنها أرسلت أبنائها، وحين سألناهم عن سبب عدم حضورها قالوا أنها فى حالة نفسية منهارة، البعض قال وقتها الله يصبرها، والبعض الآخر (وأنا منهم) قال الله أعلم بما في القلوب
خالتي توفت مؤخرا
كنت في دبي منذ أيام وقابلت هناك إحدى شقيقاتي التى جاءت من مصر لحضور مهرجان التسوق وأيضا للقائي حيث أني لم أزر مصر منذ حوالي عامين، وبينما نحن ندردش ذكرت أختي عرضا أن خالتي قد توفت منذ أشهر، وقد اندهشت للأمر لأني لم أعرف أن خالتي توفت ولم يبلغني أحد بالخبر، فردت شقيقتي أنها لا تعلم أني لا أعلم بالوفاة، ثم أوضحت أنه غالبا كل واحدة من أخواتي اعتقدت أن الأخرى أبلغتني والنتيجة أن أحدا لم يبلغني ، وسألتها اذا كانوا قد قاموا بواجب العزاء فقالت ان بعض الشقيقات فكرن في إرسال أبنائهن للعزاء مثلما فعلت خالتي الله يرحمها عند وفاة ماما، ولكنهن تراجعن في النهاية وذهبن جميعا لأداء الواجب
حين سمعت خبر الوفاة لا أستطيع صراحة أن أقول أنني تأثرت بشكل كبير، فقد كانت العلاقة شبه مقطوعة وأنا بالذات نظرا لسفري لم أكن حتى على دراية بتطورات الأحداث فى محيط العائلة، ولكني مع ذلك أحيانا أفكر في خالتي وكيف كانت حياتها الاجتماعية غنية ونشيطة وتحب المزاح والمرح حتى فى الظروف السيئة أثناء مصاعبهم المالية أو خلال بعض المشاكل التي واجهت أبنائها وخاصة المرض الشديد لأحد أبنائها وتقريبا اليأس من شفائه، وكانت دائما تدعي عدم تأثرها أو اهتمامها بهذه المصاعب، ومن كان يراها وهي تضحك لا يعتقد لدقيقة أنها تمر بمشكلة ما
أتذكرها كيف كانت النقيض التام من ماما ولا استطيع التغلب على احساسي بالضيق أن ماما كانت تتقرب منها ولكنها (خالتي) كانت دائما تحافظ على المسافة واضحة المعالم بينهما
من استرجاع ذكرياتنا عن خالتي يمكن أن افسر تصرفاتها، ولا أدري إذا كنت على خطأ أو صواب فى هذه التفسيرات، ولكن فى النهاية هي عبرت من الباب الذي لا يمكن فتحه إلا من جانب واحد، وليس لدي سوى ترديد ما سبق ورددته أنا وشقيقاتي: الله يرحمها والله أعلم بما في القلوب، أو بالأصح الله أعلم بما كان في القلوب
.
.
ملحوظة: هناك تفاصيل غيرتها لأسباب أعتقد أنها مفهومة، ولكن الجوهر يظل الجوهر
خالتي كانت سمراء ونحيفة
ماما كانت في عائلتها قبل الزواج الخجولة والمنطوية
خالتي كانت الشقية والنغشة
ماما كانت صريحة ومباشرة وتفتقر اللباقة أحيانا ويبدو على وجهها فورا مشاعرها تجاه الآخرين
خالتي كانت معسولة الكلام وممكن أن لا تطيق من أمامها ومع ذلك تتحدث معه بطريقة ممتازة لا تدعو للشك بما في داخلها ناحيته أو ناحيتها
ماما تزوجت بابا زواجا تقليديا وكان يكبرها فى السن بشكل واضح
خالتي تزوجت من شاب يقاربها سنا بعد قصة حب
ماما كانت دائما ترى بابا رجلها وملاذها الوحيد والعلاقة بينهما كانت نسخة أكثر حداثة من علاقة سي السيد بالست أمينة
خالتي كانت تشتكي دائما من زوجها وتشعر أنه ضعيف الشخصية
ماما كانت عادتا هادئة ولم تكن مصدر جذب اجتماعي
خالتي كانت مركز اهتمام اجتماعيات العائلة
ماما لم تكن الأثيرة عند والدتها/جدتي
خالتي كانت المفضلة عند جدتي
ماما كانت تزور خالتي مرة كل ثلاثة أشهر تقريبا
خالتي كانت تزورنا مرة كل سنوات
ماما كانت حالتها المالية مع بابا مستقرة
خالتي شهدت ظروفها المالية مع زوجها صعودا وهبوطا
علاقة ماما وخالتي كانت مضطربة دون أن نعرف تحديدا الأسباب، أو ربما لم تكن توجد أصلا أسباب واضحة، وحين نسأل ماما عن السبب كانت ترد أنها لا تعلم ومن ناحيتها لا يوجد احساس سلبي في مشاعرها تجاه خالتي، ولكنها لا تعتقد أن خالتي تكن لها مشاعر ود، وحين كنا نقول لماما أنها لا يجب أن تزورها باستمرار لأنها لا تزورنا كانت ترد بأنها تقوم بالحفاظ على صلة الرحم، كما كانت تعترف أن جلسات خالتي وصديقاتها تمثل مرحا وتغييرا لها (أي لماما) في ظل مسئولياتنا وروتين الحياة
حين توفت ماما لم تقم خالتي بزيارتنا للعزاء ولكنها أرسلت أبنائها، وحين سألناهم عن سبب عدم حضورها قالوا أنها فى حالة نفسية منهارة، البعض قال وقتها الله يصبرها، والبعض الآخر (وأنا منهم) قال الله أعلم بما في القلوب
خالتي توفت مؤخرا
كنت في دبي منذ أيام وقابلت هناك إحدى شقيقاتي التى جاءت من مصر لحضور مهرجان التسوق وأيضا للقائي حيث أني لم أزر مصر منذ حوالي عامين، وبينما نحن ندردش ذكرت أختي عرضا أن خالتي قد توفت منذ أشهر، وقد اندهشت للأمر لأني لم أعرف أن خالتي توفت ولم يبلغني أحد بالخبر، فردت شقيقتي أنها لا تعلم أني لا أعلم بالوفاة، ثم أوضحت أنه غالبا كل واحدة من أخواتي اعتقدت أن الأخرى أبلغتني والنتيجة أن أحدا لم يبلغني ، وسألتها اذا كانوا قد قاموا بواجب العزاء فقالت ان بعض الشقيقات فكرن في إرسال أبنائهن للعزاء مثلما فعلت خالتي الله يرحمها عند وفاة ماما، ولكنهن تراجعن في النهاية وذهبن جميعا لأداء الواجب
حين سمعت خبر الوفاة لا أستطيع صراحة أن أقول أنني تأثرت بشكل كبير، فقد كانت العلاقة شبه مقطوعة وأنا بالذات نظرا لسفري لم أكن حتى على دراية بتطورات الأحداث فى محيط العائلة، ولكني مع ذلك أحيانا أفكر في خالتي وكيف كانت حياتها الاجتماعية غنية ونشيطة وتحب المزاح والمرح حتى فى الظروف السيئة أثناء مصاعبهم المالية أو خلال بعض المشاكل التي واجهت أبنائها وخاصة المرض الشديد لأحد أبنائها وتقريبا اليأس من شفائه، وكانت دائما تدعي عدم تأثرها أو اهتمامها بهذه المصاعب، ومن كان يراها وهي تضحك لا يعتقد لدقيقة أنها تمر بمشكلة ما
أتذكرها كيف كانت النقيض التام من ماما ولا استطيع التغلب على احساسي بالضيق أن ماما كانت تتقرب منها ولكنها (خالتي) كانت دائما تحافظ على المسافة واضحة المعالم بينهما
من استرجاع ذكرياتنا عن خالتي يمكن أن افسر تصرفاتها، ولا أدري إذا كنت على خطأ أو صواب فى هذه التفسيرات، ولكن فى النهاية هي عبرت من الباب الذي لا يمكن فتحه إلا من جانب واحد، وليس لدي سوى ترديد ما سبق ورددته أنا وشقيقاتي: الله يرحمها والله أعلم بما في القلوب، أو بالأصح الله أعلم بما كان في القلوب
.
.
ملحوظة: هناك تفاصيل غيرتها لأسباب أعتقد أنها مفهومة، ولكن الجوهر يظل الجوهر