Sunday, March 30, 2008

خواطر صباحية

ساعات بنبقى مبسوطين من نفسنا
وانا عندى الشعور ده اليومين دول
السبب؟
ابتديت من فترة نظام غذائي منضبط، مش القصد منه إنقاص وزنى، لأنني والحمد لله من المحظوظين بجسم طبيعي مائل للنحافة مهما تناولت من طعام (غالبا السبب وراثى) ، ولكن الهدف من الدايت هو جعل طعامي صحي بشكل أكبر، لانى حسيت الشهور اللى فاتت انى "هبلت" قوى فى الأكل، شوكولا و جاتو وكل الاكل المليان كربوهيدرات وسعرات حرارية

عشان كده قررت تضبيط أكلى
وجباتى بقت بشكل أساسي خضروات وفاكهة وفراخ مسلوقة أو سمك على البخار دا فى الغدا، والفطار جبنة قريش وعيش أسمر، العشا يوك، يعنى مفيش عشا ولو فعلا الجوع قرصنى يبقى برتقال، ودا نظامى من سنين

لكن فى الويك اند ببحبحها شوية وآكل البتزا والمكرونات اللى بموت فيها

الجيم برضه بحاول انتظم فيه أكتر، يعنى مرتين أسبوعيا، لكن المشاغل ساعات بتمنعنى من الانتظام

بالمناسبة أنا لا أدخن ولا أطيق رائحة الدخان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.
فيه موقف حقيقى حصل وأعرف (أو على الأصح شفت) بعض أطرافه
الموقف غير عادى، ففكرت الأول أكتبه على شكل حوار من غير ما أقول أنه حقيقى
وبعدين لقيت أنه هيكون حوار غير واقعى بالمرة واللى بيقروا هيقولوا عليه ابتديت أخرف (يعنى أنا يمكن برضه ساعات بخرف، بس عادتا تخاريفى مبتوصلش للدرجة دى)
الموقف ببساطة أطرافه تلاته زوج وزوجة وصديقة للزوجة
الزوج بيشتكى أن الزوجه وصديقتها متلازمين طول الوقت ومبيفترقوش عن بعض، ويعنى أنا شخصيا ممكن أفهم صداقة قوية كده
الزوج ابتدا يتذمر ويقول لزوجته تخف شوية من صاحبتها، وده برضه مفهوم
الزوجة كان ردها ان الصديقة دى فى الغربة هى صاحبتها الوحيدة ومالهاش غيرها والوحيدة اللى بتفضفض معاها وده كمان مفهوم
الخناقات زادت جدا بسبب الموضوع ده

لب الموضوع والطريف بقى ان الزوجة عرضت على الزوج جديا أنه يتجوز صاحبتها كحل لهم هم الثلاثة وحتى لا تبتعد عن صديقتها لانهم همه الاتنين ميقدروش يستغنوا عن بعض

الزوج قلب الموضوع فى دماغه شوية وبعدين رفضه فى النهاية، وأنا بصراحة معرفش أيه السبب الحقيقى اللى خلاه يفكر فيه شويه أوخلاه بعدين يرفضه

الحكاية ميه فى الميه حقيقية وزى ما قلت فى الأول أنا شفت الزوج والزوجة قبل كده ولحد دلوقتى الخلافات لسه مستمرة، على الاقل لحد تلات اسابيع فاتت لما جمعتنى الظروف بيهم فى مناسبة ما

بجد مش من الحكايات النادرة واللى تستحق الكتابة عنها؟

مهما كان الخيال غريب، فى الحياة حاجات أغرب، وده أنا على اقتناع بيه الف فى الميه
ـــــــــــــــــــــــــــ
الرسومات المسيئة اتنشرت تانى رغم التظاهر والمقاطعة و"الا رسول الله"

مصرى مسلم اخد الجنسية الايطالية ويشغل منصب مرموق فى الصحافة الايطالية تحول للمسيحية والبابا بنفسه قام بتعميده الاسبوع اللى فات فى احتفال عام (رأيى الشخصى مبروك للمسيحية بيه، فده اختياره وهو حر، ولو إنى شخصيا بعد ما قريت كتير عنه وعن أراءه ، بشوفه أقرب لليهودية، لكن ما علينا، كل واحد حر فى اختياراته، بنفس المنطق اللى بتتباهى بيه وسائل الاعلام عندنا والمؤسسات الدينية لو تحول مسيحى للاسلام)

الفيلم الهولندى شاهده عشرات الالاف على الانترنت فى خلال ساعات قليلة جدا، بعد ما منعت الحكومة الهولندية عرضه وادانت المخرج، والمخرج قال لو اتمنع الفيلم من النت هيحطه على سى دى ويقف فى شوارع هولندا يوزعه بنفسه (وانا على يقين ان طوابير بالالاف هتستنى فى الشوارع للحصول على نسخة ولو كنت فى هولندا كنت أكيد برضه هعمل كده)
يعنى الحكومة الهولندية وقفت موقف ضد الفيلم اقوى من موقف الحكومة الدانمركية من الرسوم، والمخرج ادان حكومته وقال ان الدانمرك اشجع من هولندا

السؤال بقى

كل ده ميخلناش نعيد التفكير فى صحة وجدوى وموضوعية ومعقولية مواقفنا وردود افعالنا فيما يخص دينا فى الزمن اللى احنا فيه؟؟؟

.

Monday, March 24, 2008

صورة وكلمات



:قال ليَ ، الآن ، صدىً منكِ

لا عمرَ للسر الذي يحكى

عنّيَ أو عنكِ
.
.
اللوحة لبيرجيرو
الشعر لأدونيس

صداقة

هناك شيء تغير بداخلي فى علاقاتي مع من حولي

ولكن قبل أن أبدأ الحديث عنه، أحب أن أوضح أن علاقاتي بالآخرين ترتكز مثل بقية الناس على ثلاث دوائر عامة:

الحلقة الأولى هي العائلة والأصدقاء المقربين للغاية
الحلقة الثانية هي الأصدقاء المقربين وبعض الأقارب من غير الدرجة الأولى
والدرجة الثالثة هي المعارف والزملاء وبقية الأقارب

طبعا هذا تصنيف عام، يمكن أن تتقاطع هذه الدوائر أحيانا وأن يكون فيها استثناءات أحيانا أخرى

ما لاحظته على نفسي على مدار السنوات الأخيرة أنى بدأت أفقد اهتمامي بكثير ممن حولي

من هم فى الدائرة الثالثة أصبحوا تقريبا لا يعنون لي شيئا
أما التواصل مع من هم فى الدائرة الثانية فقل تماما وربما يكون فى طريقه للاختفاء، من ناحية من جانبى هناك تقريبا فقدان اهتمام بالتواصل، ومن ناحية أخرى، ربما يكون لديهم هم أيضا نفس الشعور تجاهي وهو فقدان الاهتمام بالتواصل معي
حتى بالنسبة للدائرة الأولى هناك حالة من الاسترخاء والتكاسل فى التواصل وفقدان الاهتمام النسبي

لا أدرى ما السبب؟

هل تزايدت المشاغل بحيث أن القلب والعقل أصبح لهما سعة يجب ترشيدها و"مسح" الأشخاص أو الموضوعات الأقل أهمية من المشاغل العديدة الحياتية اليومية أو المصيرية؟

هل هو فقدان ثقة بالناس أو بجدوى معرفة الناس؟

أم أن السفر والإقامة خارج مصر تجعل من الطبيعي على مدار السنوات خلق نوع من الجفوة في العلاقات التي تؤدى بدورها للفتور

أم ربما أحسست أنا أولا بتكاسل الآخرين عن التواصل معي وبالتالي وبلاوعي بدأت أنا أيضا فى المقابل أفقد الاهتمام والحماس للتواصل مع الآخرين؟

هل استعضت إلى حد ما بأصدقاء الانترنت (مهما كان قصور صداقات الانترنت) عن الصداقة الفعلية في الحياة

لا أدرى، ربما أحد هذه الأسباب أو بعضا منها أو كلها معا

عموما لم أكن من الأشخاص الذين يتمتعون بوجود العديد من الأصدقاء في حياتهم، معارفي ربما كثر، ولكن الأصدقاء محدودين، ولكنى أعود وأقول لنفسي أن فقدان الاهتمام بالأصدقاء لا بد أن له دلالة وسبب، لأني ظللت لسنوات (وأنا خارج مصر) على تواصل مع اصدقائى في القاهرة، طبعا قل التواصل مع مرور الوقت، ولكن الآن بالإضافة لقلة التواصل أشعر أيضا بعدم جدوى بعض هذه الصداقات، أو أن ما بيننا فقد معناه
الغريب أن نفس هذه الصداقات كنت أقدرها وأعتز بها في الماضي

منذ أيام كنت على التليفون مع صديقة مصرية كانت مقربة جدا (الدائرة الأولى!) ولكنها أيضا من النوع المتكاسل فى التواصل مع الآخرين ، كنت قد اتصلت بها في موضوع محدد، وحينما سألتنى عن فلانة وفلان من أصدقاءنا المشتركين، لم أستطع منع نفسي من قول الحقيقة الوقحة:

ـ والله لم أعد اتصل بأحد، فقدت الرغبة فى التواصل مع أحد

وقاحة الرد تكمن فى أنه يمكن أن ينطبق أيضا على علاقتي بنفس هذه الصديقة

فما كان منها إلا أن أجابت:

!ـ أحسن حاجة، لم يعد هناك الآن من يستحق

طبعا هناك من يستحق، ولكنى ببساطة فقدت الاهتمام
.

Sunday, March 16, 2008

كلام من بعيد

قرأت أن بلدانا أوروبية تسعى لمزيد من التعرف على التجربة السويدية للتعامل مع قضية الدعارة باعتبارها جريمة يرتكبها الرجل أو "الزبون" و القواد (أو الجهة التى تنظمها) ولكنها تبرأ المرأة التي تمارسها باعتبارها ضحية. الخبر الذى نشرته بعض المواقع أشار إلى أن القانون السويدي، الذي تم إقراره منذ تسع سنوات، أثار في بدايته السخرية ولكن بمرور الوقت بدأت دول أوروبية فى إدراك ايجابياته وتأثيره فى تحجيم تجارة الدعارة، القانون أيضا له منتقديه بالطبع

أول ما أثار انتباهي مباشرة بعد قراءة الخبر أن القانون مناقض تماما لموقفنا القانوني والشعبي فى مصر بتجريم الفتاة التى تمارس المهنة، واعتبار الرجل مجرد شاهد

لن أدخل طبعا فى فخ التساؤل من الجاني ومن الضحية، أم أن كل منهما جاني وضحية في نفس الوقت

بالمناسبة
غالبية الدول الأوروبية تسمح بالدعارة ولكنها تجرم عملية تنظيمها من خلال قوادين أو بيوت دعارة (باستثناء الدانمرك وهولندا وألمانيا)
ـــــــــــــــ
وعلى السيرة
كنت مرة أسير فى شارع سان دونى فى باريس وهو مزار سياحي لمن يريد مشاهدة فتيات الليل فى العاصمة الفرنسية وكان معى صديقتان من مصر بالإضافة لصديقة رابعة (مصرية أيضا) تعرفنا عليها فى باريس وكانت ترتدي الحجاب، المهم كنا كبقية السياح نسير نشاهد السيدات والفتيات من كل لون وسن وهن منتظرات على الرصيف، ثم مر أمامنا رجلان لم نحتاج وقتا طويلا لنخمن أنهما مصريين، وحيت تقاطعت مسيرتنا قال أحدهما للآخر بصوت عال مقصود أن يصلنا:
وهو مش برضه الحجاب حرام يمشى فى الحتت دى

طبعا تجاهلنا الأخين الشنفين (مثنى شنف) وقلنا يعنى ماشيين فى الشارع ده ومش قادرين يبطلوا يحاضروا في الحلال والحرام
ـــــــــــــــ
أول مرة أسمع عن المسرحية المصرية "كلام فى سرى" التى طلب أحد أعضاء مجلس الشعب استجواب فاروق حسنى بسببها، وحين حاولت البحث عن أية معلومات عنها وجدت أنها مأخوذة من نص مسرحية لبنانية أسمها "حكى نسوان" وأن المسرحية اللبنانية متأثرة بشكل ما بمسرحية
The Vagina Monologues
والتى سبق تقديمها على مسارح نيويورك ولندن
المسرحية المصرية (وكذلك المسرحية اللبنانية) تدور حول ثلاث شخصيات نسائية تحكى عن تجاربهن مع التركيز على الجنس والمثلية الجنسية
المسرحية المصرية عرضت فى مهرجان المسرح التجريبي

أحب أن توجد فى مصر أعمال فنية تبحث وتتكلم عن كل شيء دون تابوهات، وجميل أن نرى فنانات وفنانين مصريين (وبالذات فنانات) يتحدين الجو العام والمناخ الثقافي والاجتماعي السائد

هل شاهد أحد المسرحية؟ أى معلومات إضافية عنها؟
ـــــــــــــــ
فرق أن أقول أنى أحب فلانا حين يتصرف بهذا الشكل، وبين أن أقول أنى أحب أن أرى كل الناس تتصرف بهذا الشكل
يعنى
حين تتحدث صديقة عن الجنس بشكل مكشوف، قد تعجبني جراءتها ووضوحها وقدرتها على مخالفة الشائع فى المجتمع
ولكن هذا لا يعنى أن من رأيي أن كل السيدات يجب (أو من الأفضل) أن يتحدثن بنفس الطريقة

وحين شاهدت تيتو المصري الذي يرقص بلدى بطريقة حلوة جدا (أجمل من رقص فيفى عبده بمراحل) على اليوتيوب، أعجبني رقصه وتعبيرات وجهه وجسمه التى توحي بعشقه للرقص البلدى واندماجه، لكن ما إن صرحت بهذا الرأي حتى وجدت الأغلبية تردد: مقزز، ليس رجل، الرجل من المفروض أن يتصرف كذا وكذا

ومن قال أنى أدعو جميع الرجال للرقص مثل تيتو؟ تيتو حالة فردية وأكيد مختلفة وسواء أحببناه أم لا، هذا لا ينفى أنه يرقص بامتياز

لا أدرى لماذا يغيب هذا المفهوم البسيط عن الكثير من الناس؟ كثيرون يعتبرون أن أي خروج فردى عن المألوف هو دعوة للجميع للخروج عن المألوف، وهو بالتأكيد استنتاج خاطئ، فلا يجب أن يتحدث أو يتصرف الجميع بنفس الأسلوب، وما يصلح لشخص قد لا يصلح لآخر لاعتبارات الاختلاف في الشخصية والنشأة والقناعات الأخلاقية والدينية الخ

نعم، ولكن فى حدود؟
المشكلة الكبرى هي من له الحق فى وضع سقف الحدود؟ إذا تركت الحدود للدولة ستضيق أو توسع من هذه الحدود وفقا لمصالحها، ولو تركتها لرجل الدين سيلتزم نصا بمرجعيته الدينية، وإذا تركناها وفقا لما اعتدنا عليه فى السابق فنصير محلك سر

ليس لدى حل لهذه المشكلة، وحتى نجد حلا فإن الحل أن يضع كل شخص حدوده بمعرفته وليتحمل نتائجها أيضا لوحده
.

Wednesday, March 12, 2008

الشباك


ارحمي شباكنا الأبكم يوما.. وافتحيه
كفاه معقودان من عامين، لم يلعب نسيم الصبح فيه
شفتاه أطبقتا على آهاته الخرساء
وارحمي غرفتنا، قد دب في أحجارها صوت بكاء
حسرتى! جف الندى واعتلت الألوان في الأشياء
فسدت بغرفتنا البقايا الباقيات من الهواء
شُلت خيوطَ النور في أركانها
فارحميني
وافتحي الشباك
أخشى أن أموت
قبل أن اسمع ريحا تتكلم
بالصدى من لغط الماشين بين الطرقات
بعبير الماء والطين إذا دب حياةً في النبات
فافتحي الشباك أخشى أن أموت
قبل أن أنظر أسراب الطيور العائدة
.

.
محمد عفيفى مطر

بقية حديث الوطنيات

ما ذكرته من قبل عن نضج وسعة أفق الكثير من الغربيين عند سماعهم نقدا لبلادهم لا تعنى ـ فى رأيي ـ انتفاء الوطنية والانتماء، تماما كما أن الانفعالية والغضب و"الحمئة" من أقل نقد يوجه لنا (كمصر أو كمصريين) من أجانب أو عرب لا تعنى أيضا زيادة الإحساس بالوطنية والانتماء، وإنما كل منهما سمة لهذا الشعب أو ذاك فى تعامله مع ما يمس بلده

لكل شعب مفهومه وأسلوبه، لكن هذا لا ينفى أن هناك طريقة أفضلها وأراها أكثر تحضرا من طريقة أخرى

وبمناسبة الحديث عن الوطنية
مرة كنت فى مدينة عمان فى الأردن وصديقة انجليزية دعتني للعشاء فى منزلها، وكان هناك شابين انجليزيين من أصدقائها، أحدهما البوي فريند والثاني كنت أول مرة أراه

من أول الجلسة كان لدى انطباع ـ قد يكون خاطئا ـ أن هذا الشخص الثاني يسعى بشكل خاص لإثارة اهتمامي، ثم تطرق بنا الحديث جميعا عن القاهرة حين قال أنه حين زار القاهرة وجدها قذرة ثم حين زار عمان لم يندهش من نظافتها ولكنه فهم وقتها سبب قذارة القاهرة (كان يقصد ساخرا الإشارة إلى حقيقة أن الغالبية من عمال النظافة فى الأردن فى ذلك الوقت كانوا مصريين، بمعنى أن القاهرة متسخة وعمان نظيفة لأن الكناسين المصريين انتقلوا كلهم (للعمل في الأردن

مجرد ابتسمت ولم أعلق فليس هناك ما يمكن التعليق عليه، إضافة إلى أن ما قاله حقيقي بشأن النظافة الواضحة لمدينة عمان وأيضا عدم النظافة الواضحة في القاهرة، كما أن فعلا معظم عمال النظافة كانوا مصريين، لكنى حين ذكرت الموقف لصديقة مصرية بعد ذلك أخذت تنتقدني لأني لم أرد عليه بما يلزم ولم تصدق أنى لم أشعر بالاهانة من كلامه، صديقتي كانت مقتنعة أنى نظرا لما لاحظته من اهتمام هذا الشاب بى تغاضيت عن اهانته لبلدي لول

ذكرت فقط هذا المثل الصغير فى إطار كلامي عن الشعور بالوطنية لطرافته وطرافة الشاب، ولولا أنى لا أود تحويل البوست كله لأمثلة لما سمعته من أجانب وعرب من انتقادات موضوعية لنا وردود الفعل المتشنجة التى شاهدتها من المصريين فى هذه المواقف، لكنت ذكرت مواقف أخرى، ولكن أعتقد أن الفكرة وصلت
.

Sunday, March 9, 2008

وطنيات

من بين السمات العديدة التي أحبها جدا في العقلية الغربية (الأوروبية أو الأمريكية) هى تفتحهم وسعة الأفق عند سماعهم انتقاد يوجه لبلادهم
طبعا لن أعطى حكما عاما وأقول هي صفة في كل الغربيين، ولكن من رؤيتي وجدت أنها سمة ملحوظة جدا في الكثير منهم، هناك نقد أو مزاح في حق بلدهم يأخذونه ببساطة وابتسام، ليست لديهم حساسية من انتقاد وجهه أجنبي (عكس مفهومنا المزمن أن الانتقاد من أجنبي لأ، لكن الانتقاد من مصري آه) أو نقد من شخص من بلد أقل غنا وتطورا من بلدهم (فى حين أن أول خاطر يأتي ببالنا فى مصر إذا انتقدنا شخص من دولة أقل تطورا هو : أنظر لبلدك أولا) وكذلك عدم محاولة إيجاد تبرير لكل خطأ للتقليل من حجمه أو أهميته أو حتى نفى وجوده أصلا

تذكرت هذه الصفة التى أحبها فى الشعوب الأكثر تقدما واسترجعت المواقف التالية

أغنية أمريكية كانت مشهورة منذ عدة سنوات وهى
Blame Canada
وهى الأغنية الساخرة التى تتحدث عن أباء أمريكيين لا يعترفون بتقصيرهم وتقصير مجتمعهم فى تربية جيل صالح، وبدلا من ذلك يلومون كندا لأنها أنتجت مسلسل كارتون تليفزيوني سيء اعتاد أطفالهم مشاهدته، فالآباء يخلون مسئوليتهم عن فساد أبنائهم معتبرين أن كل ما لحق بأبنائهم من سوء تربية يعود إلى مشاهدة هذا المسلسل الكندى، ويبدءون في لوم جارتهم كندا على كل شيء سيء يحدث في أمريكا

الأغنية تضمنت تعبيرات تستهزئ بكندا على لسان هؤلاء الآباء، ولم تثر في كندا حساسية، بل اعتبروها نوع من الفكاهة وتم غنائها مرة فى احتفال فى إحدى المهرجانات فى كندا

هل يمكن أن نتخيل ولو لثانية موقف مماثل بين مصر وإحدى الدول الشقيقة حولنا؟ سواء كنا نحن أصحاب الأغنية الساخرة أو نحن من يسخر الآخرون منا؟

أمثلة كثيرة بنفس المعنى

شاهدت على التليفزيون الفرنسي بالصدفة مرة حديثا للاعب كرة إيطالي يشيد بتنظيم فرنسا لكاس كرة القدم الأوروبية ويقول: نحن في إيطاليا لا نعرف كيف ننظم شيئا جيدا لتأتى النتيجة بالشكل الرائع كما فعلت فرنسا

!طبعا لو قال لاعب مصرى هذا
.
أيضا إحدى المحطات الإذاعية الفرنسية منذ أعوام كانت تعلن بشكل متكرر عن حديث أجرته المحطة مع مادونا وكان الإعلان يتضمن جزءا من الحوار تقول فيه مادونا أن الأوروبيين أكثر رقيا بكثير جدا من الأمريكيين، والكلمة التي استخدمتها هي
Much more sophisticated

تخيلوا أنغام مثلا أو شيرين لو قالت: اللبنانيين أرقى بكثير من المصريين
متهيألى الإعدام في ميدان التحرير ثم سحب الجنسية المصرية من الجثة سيكون أقل عقاب ممكن
.
ميشيل أوباما زوجة مرشح الرئاسة الأمريكي قالت منذ أسابيع معدودة في حديث تليفزيوني أنها لوقت طويل لم تكن فخورة بوطنها، الرأي طبعا أثار ضجة في إطار المزايدات ضمن حرب الرئاسة، ولكن زوجها قال لاحقا أنه تم تضخيم المعنى الذي أرادته زوجته (متخرجة من جامعة هارفارد)

زوجة غفير ـ وليس مرشح رئاسة ـ فى مصر لو تفوهت بشيء مماثل على التليفزيون
.
وأخيرا تعليق الأمير هارى ابن ولى عهد بريطانيا الأسبوع الماضي حين قال: أنا عموما لا أحب انجلترا كثيرا

الإعلام البريطاني تناوله دون افتعال ولم يتم تقطيع الأمير هاري إربا، ومن ناحية أخرى لم يبدأ القصر الملكي حملة قومية بخطب ومظاهرات نفاق تظهر ولاء الأمير وحبه لبلده والإشادة بوطنيته وأعماله المجيدة لصالحها، بل على العكس بررت بعض الصحف رأى الأمير بأنه نتيجة لعدم شعوره بالخصوصية في بلده
الأمثلة أكثر من تذكرها وكتابتها، ولكنى أحب جدا جدا النضج وسعة الأفق والتحضر الذى تعكسه

وللحديث بقية

Monday, March 3, 2008

بكاء

دموعي قريبة

قد لا ابكي كثيرا ولكن بسهولة عيني تدمع

وهو ما أكرهه فى نفسي، ليس فقط لأن الدموع تعطى للآخرين (وأحيانا لنفسي) الانطباع بالضعف، ولكن الأهم هو أنني دائما أخشى أن أبكى أمام أشخاص معينين لا أحب بالذات أن أظهر أمامهم بالضعف، إذا حدث وبكيت أمامهم أظل أؤنب نفسي أياما

وأكثر أكثر ما أكرهه أن أبكى فى العمل، فهو انعكاس لعدم المهنية وعدم القدرة على التحمل، ولكن هذا أيضا للأسف يحدث معي أحيانا

وحقيقي أحسد الأشخاص الذين لا يبكون أو على الأقل لديهم القدرة على كبت دموعهم حتى يغلقوا عليهم باب، وإذا كان البكاء أو الدموع لا يدل على الضعف، فعدم البكاء لا يدل كذلك على تبلد المشاعر أو عدم الحساسية، وأتذكر هنا صديقا قال لي يوما أنه ليس من الخطأ أن نبكى ولكن من الأصح أن نختار المسرح وأن نختار المشاهدين

أكثر شيء يمكن أن بيكينى هو الشعور بالقهر أو الظلم، والحمد لله لم ينتابني هذا الشعور إلا في حالات نادرة

أبكى أيضا إذا كنت أتحدث بتأثر عن شيء ما أو موقف ما، فأجد عيني بدأت تدمع، وقد أبكى أيضا أحيانا عند مشاهدة فيلم مؤثر، ولا أدرى لماذا لا أتذكر فيلما مصريا بكيت فيه

الغريب أنني قد لا أبكى في المواقف الكبيرة المؤثرة وقد أبكى فى مواقف بسيطة جدا لا تثير بكاء عادتا أحد غيري، كما أنني لا أبكى في المشادات العاطفية والتي يبكى فيها عادتا الكثير من الأشخاص

حين توفت ماما وكنت فى الخارج ظللت أبكى لفترة طويلة ثم دخلت غرفتي وطلبت عدم إزعاجي وبقيت فى الغرفة يومين دون أن أضيء أنوارها حتى خرجت بعدها وكنت أكثر تماسكا

حين توفى بابا لم أبك رغم ظروف الوفاة الصعبة، كنت في مصر وقتها وكل أخوتي كانوا في حالة انهيار، حتى أخي حين رأى الجثمان أجهش في بكاء شديد دون توقف، أما أنا فكأنني صنم لم أذرف دمعة سواء حين رأيت الجثمان أو في مراسم الدفن أو العزاء وذلك رغم شعوري بالحزن، ولكنى بكيت بعدها ربما بقرابة ستة أشهر، كنت في الخارج ووجدت نفسي في غرفة في آخر الليل فجأة تذكرت بابا وبدأت في البكاء

إحدى شقيقاتى تقوم عادتا بزيارة الجمعيات الخيرية والملاجئ، وفى يوم منذ عدة أشهر كانت تحكى أنها اعتادت زيارة ملجأ في مصر الجديدة وأن أحدى الأطفال الأيتام في آخر زيارة لها كان يلعب مع الأطفال الآخرين وكل ثلاث أو أربع دقائق يترك بقية الأطفال ويأتي ليقبل أختي وهى جالسة فى أي مكان تطاله قامته القصيرة، فجأة تجده يأتي ليقبل يدها ومرة ركبتها ومرة الفستان وهكذا، وحين سألتها ولماذا هذا الطفل بالذات ولماذا كل هذه القبل، جاوبتنى أنها لا تعلم لماذا ولكنه بالتأكيد أكثر حساسية أو أكثر الأطفال في حاجة لتفريغ عاطفته أو الإحساس بأن هناك من يبادله العاطفة
أختى كانت تحكى هذا الموضوع بشكل عادى ولكنى وجدت نفسي انهمر فجأة بالبكاء دون توقف بشكل لم تتوقعه شقيقتي التي ظلت تسألني: ماذا جرى؟ لن أحكى لك شيئا آخر بعد الآن!

شقيقة أخرى يمكن أن تكون فى حالة بكاء وإذا قال أحد شيئا مضحكا تضحك وتبكى فى نفس الوقت

أندهش أيضا ممن يبكون عندما يكونوا سعداء أو في حالة فرح، لم يحدث لي هذا قط، وأستغرب أن تؤدى السعادة إلى البكاء، أو ربما لم أمر بحالة سعادة توصلني للبكاء، لا أعرف
.
.